المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16371 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإمام عليٌ (عليه السلام) بشّره رسول الله بالجنة
2024-05-04
معنى الـمُبطئ
2024-05-04
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}
2024-05-04
معنى الصد
2024-05-04
معنى الظليل
2024-05-04
معنى النقير
2024-05-04

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير الآية (56-63) من سورة غافر  
  
2624   01:17 صباحاً   التاريخ: 17-8-2020
المؤلف : إعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .....
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الغين / سورة غافر /

قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُو السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59) وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُو فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } [غافر : 56 - 63] .

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

قال سبحانه {إن الذين يجادلون} أي يخاصمون {في آيات الله} أي في دفع آيات الله وإبطالها {بغير سلطان} أي حجة {أتيهم} الله إياها يتسلط بها على إنكار مذهب يخالف مذهبهم {إن في صدورهم إلا كبر} أي ليس في صدورهم إلا عظمة وتكبر على محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) وجبرية {ما هم ببالغيه} أي ما هم ببالغي مقتضى تلك العظمة لأن الله تعالى مذلهم وقيل معناه كبر بحسدك على النبوة التي أكرمك الله بها ما هم ببالغيه لأن الله تعالى يرفع بشرف النبوة من يشاء وقيل ما هم ببالغي وقت خروج الدجال {فاستعذ بالله} من شر اليهود والدجال ومن جميع ما يجب الاستعاذة منه {إنه هو السميع} لأقوال هؤلاء {البصير} بضمائرهم وفي هذا تهديد لهم فيما أقدموا عليه .

ثم قال سبحانه {لخلق السماوات والأرض} مع عظمهما وكثرة أجزائهما ووقوفهما بغير عمد وجريان الفلك والكواكب من غير سبب {أكبر} أي أعظم وأهول في النفس {من خلق الناس} وإن كان خلق الناس عظيما بما فيه من الحياة والحواس المهياة لأنواع مختلفة من الإدراكات {ولكن أكثر الناس لا يعلمون} لعدولهم عن الفكر فيه والاستدلال على صحته والمعنى أنهم إذا أقروا بأن الله تعالى خلق السماء والأرض فكيف أنكروا قدرته على إحياء الموتى ولكنهم أعرضوا عن التدبر فحلوا محل الجاهل الذي لا يعلم شيئا .

{وما يستوي الأعمى والبصير} أي لا يستوي من أهمل نفسه ومن تفكر فعرف الحق شبه الذي لا يتفكر في الدلائل بالأعمى والذي يستدل بها بالبصير {والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء} أي وما يستوي المؤمنون الصالحون ولا الكافر الفاسق في الكرامة والإهانة والهدى والضلال {قليلا ما تتذكرون} يجوز أن تكون ما مزيدة ويجوز أن تكون مصدرية فيكون تقديره قليلا تذكرهم أي قل نظرهم فيما ينبغي أن ينظروا فيه مما دعوا إليه .

{إن الساعة} يعني القيامة {لآتية} أي جائية واقعة {لا ريب فيها} أي لا شك في مجيئها {ولكن أكثر الناس لا يؤمنون} أي لا يصدقون بذلك لجهلهم بالله تعالى وشكهم في إخباره {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} يعني إذا اقتضت المصلحة إجابتكم وكل من يسأل الله شيئا ويدعوه فلا بد أن يشترط المصلحة في ذلك إما لفظا أو إضمارا وإلا كان قبيحا لأنه ربما كان داعيا بما يكون فيه مفسدة ولا يشترط انتفاؤها فيكون قبيحا وقيل معناه وحدوني واعبدوني أثبكم عن ابن عباس ويدل عليه قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : ((الدعاء هو العبادة)) ولما عبر عن العبادة بالدعاء جعل الإثابة استجابة ليتجانس اللفظ .

{إن الذين يستكبرون عن عبادتي} ودعائي {سيدخلون جهنم داخرين} أي صاغرين ذليلين وفي الآية دلالة على عظم قدر الدعاء عند الله تعالى وعلى فضل الانقطاع إليه وقد روى معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) جعلني الله فداك ما تقول في رجلين دخلا المسجد جميعا كان أحدهما أكثر صلاة والآخر دعاء فأيهما أفضل؟ قال : كل حسن قلت قد علمت ولكن أيهما أفضل؟ قال : أكثرهما دعاء أ ما تسمع قول الله تعالى {ادعوني أستجب لكم} إلى آخر الآية وقال هي العبادة الكبرى وروى زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) في هذه الآية قال هو الدعاء وأفضل العبادة الدعاء وروى حنان بن سدير عن أبيه قال قلت لأبي جعفر أي العبادة أفضل قال ما من شيء أحب إلى الله من أن يسأل ويطلب ما عنده وما أحد أبغض إلى الله عز وجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل ما عنده .

ثم ذكر سبحانه ما يدل على توحيده قال {الله الذي جعل لكم} معاشر الخلق {الليل} وهوما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر الثاني {لتسكنوا فيه} أي وغرضه في خلق الليل سكونكم واستراحتكم فيه من كد النهار وتعبه {والنهار مبصرا} أي وجعل لكم النهار وهوما بين طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس مضيئا تبصرون فيه مواضع حاجاتكم فجعل سبحانه النهار مبصرا لما كان يبصر فيه المبصرون {إن الله لذو فضل على الناس} بهذه النعم من غير استحقاق منهم لذلك ولا تقدم طلب {ولكن أكثر الناس لا يشكرون} أي ومع هذا فإن أكثر الناس لا يعترفون بهذه النعم بل يجحدونها ويكفرون بها .

ثم قال سبحانه مخاطبا لخلقه {ذلكم الله ربكم} أي الذي أظهر هذه الدلالات وأنعم بهذه النعم هو الله خالقكم ومالككم {خالق كل شيء} من السماوات والأرض وما بينهما {لا إله إلا هو} أي لا يستحق العبادة سواه {فأنى تؤفكون} أي فكيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره مع وضوح الدلالة على توحيده .

ثم قال سبحانه {كذلك} أي مثل ما صرف وإفك هؤلاء {يؤفك الذين كانوا ب آيات الله يجحدون} وهم من تقدمهم من الكفار صرفهم أكابرهم ورؤساؤهم .

______________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج8 ، ص450-453 .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآيات (1) :

 

{إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ} . المراد بالذين يجادلون هنا المترفون فإنهم ينكرون كل شيء إذا لم يعترف بتعاظمهم ، ويخضع لكبريائهم ، والشاهد على أن المترفين المتكبرين هم المقصودون بالذات قوله تعالى : {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ} أي انهم لتكبرهم وتعاظمهم لا يذعنون للحق ، ويجادلون فيه بالباطل . . ومن أفضل الفضائل التوبة من الخطيئة ، والاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الصواب {فاستعذ باللَّه} من التكبر وسوء عاقبته {إِنَّهُ هُو السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} بتعصب المتكبرين لجاههم وثرائهم ، وفي نهج البلاغة استعيذوا باللَّه من لواقح الكبر - أي أثره في النفوس - كما تستعيذون من طوارق الدهر .

{لَخَلْقُ السَّماواتِ والأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} .

كلما تقدمت العلوم ازدادت معاني القرآن قوة ووضوحا في الأذهان . . قال العلماء القدامى : الإنسان أعجب الكائنات الأرضية والعلوية ، وان الأرض هي مركز الكون . . ثم جاءت العقول الإلكترونية وغيرها من أدوات العلم الحديث لتقول :

كلا ، ليس الإنسان أعجب الكائنات ، ولا الأرض مركزا للكون ، فإن في الكون ملايين الملايين من المجرّات ، وان في كل مجرة ملايين الملايين من الكواكب ، وان في كل كوكب ملايين الملايين من عجائب الكائنات ، وانه لا أحد غير اللَّه يعلم أو يستطيع أن يعلم عدد المجرات أو عدد الكواكب في كل مجرة ، أو ما فيها من الكائنات وان نسبة الأرض إلى الكون كنسبة الذرة أو دونها إلى الأرض . .

وبهذا نجد تفسير قوله تعالى : {لَخَلْقُ السَّماواتِ والأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} .

أجل ، ولكن في داخل الإنسان أيضا كونا عجيبا في كنهه وحقيقته ، وميوله وشعوره ، وطموحه وجميع غرائزه .

{وما يَسْتَوِي الأَعْمى والْبَصِيرُ والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ولَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا ما تَتَذَكَّرُونَ} . الفرق بعيد جدا بين العالم والجاهل ، وبين الصالح والفاسد ، وبين المحسن والمسيء . . كلا ، لا يستويان عند اللَّه ، ولا عند الناس من أهل الوعي والانصاف . وتقدم مثله في الآية 50 من سورة الأنعام و16 من سورة الرعد و19 من سورة فاطر أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وهي تسوقنا للوقوف بين يدي قدير عليم ، تزاح عنده الأباطيل ، وتستحق الحقائق ، وتضمحل العلل {ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ} بأنهم مبعوثون ليوم عظيم ، ومسؤولون عما كانوا يعملون .

{وقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} . قال بعض المفسرين : معناه اعبدوني أثبكم ، واستدل بأن القرآن يستعمل كلمة الدعاء في العبادة ، ومن ذلك قوله تعالى في الآية 117 من سورة النساء : إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً . ونحن مع هذا القائل في هذه الآية بالذات ، لأن السياق يرجح هذا المعنى على غيره حيث قال تعالى بلا فاصل : {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} .

فقوله : يستكبرون عن عبادتي بيان وتفسير لأدعوني . ومهما يكن فإن الإسلام دين الأعمال لا دين الأقوال ، واللَّه يرزق من جاهد وصبر : {هُو الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وإِلَيْهِ النُّشُورُ} - 15 الملك .

وتكلمنا عن الدعاء مفصلا عند تفسير الآية 186 من سورة البقرة ج 1 ص 286 .

{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ والنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهً لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ} . مبصرا أي مضيئا تبصرون فيه . وتقدم مثله في الآية 67 من سورة يونس ج 4 ص 177 {ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهً إِلَّا هُو فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} ؟ كيف تصرفون عن طاعة اللَّه وعبادته ، وهو وحده الخالق الرازق ؟ والقصد من قوله تعالى : {جَعَلَ لَكُمُ . .} {لَذُو فَضْلٍ} و{خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} الخ ؟ القصد ان يبين سبحانه ونعلم نحن بأنه الجامع لجميع صفات الجلال والكمال ، وان دلائل هذه الصفات ظاهرة لمقل العيون وقرائح العقول ، ولكن أكثر الناس في غفلة عنها وعما يراد بهم أيضا {كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} كل من غفل وذهل عن الدلائل الدالة على عظمة اللَّه لا بد أن ينصرف عن طاعته وعبادته لأن الناس أعداء ما جهلوا .

________________

1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج6 ، ص463-464 .

 

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

قوله تعالى : {إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه} إلخ تأكيد لما تقدم في الآية السابقة من أمره (صلى الله عليه وآله وسلم) بالصبر وتطييب نفسه بتأييد وعد النصر ، ومحصله أن هؤلاء المجادلين لا ينالون بغيتهم ولن ينالوا فلا يحزنك جدالهم وطب نفسا من ناحيتهم .

فقوله : {إن في صدورهم إلا كبر} حصر للسبب الموجب لمجادلتهم في الكبر أي ليس عاملهم في ذلك طلب الحق أو الارتياب في آياتنا والشك فيها حتى يريدوا بها ظهور الحق ولا حجة ولا سلطان عندهم حتى يريدوا إظهارها بل الذي في صدورهم وهو الداعي لهم إلى الجدال ، الكبر ، يريدون به إدحاض الحق الصريح .

وقوله : {ما هم ببالغيه} الضمير لكبر باعتبار مسببه فإن الكبر سبب للجدال والجدال يراد به إبطال الحق ومحق الدعوة الحقة ، والمعنى ما هم ببالغي مرادهم وبغيتهم من الجدال الذي يأتون به لكبرهم .

وقوله : {فاستعذ بالله} أي فاستعذ بالله منهم بما لهم من الكبر كما استعاذ موسى من كل متكبر مجادل كما قال : {وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب} .

وقوله : {إنه هو السميع البصير} أي السميع لدعاء عباده البصير بحوائجهم والذي يبصر ما هم فيه من شدة أو رخاء .

قوله تعالى : {لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون} اللام للقسم ، والمراد بالسماوات والأرض مجموع العالم ، ومعنى الآية حسب ما يعطيه المقام أنهم ليسوا ببالغي بغيتهم وليسوا بمعجزين فإن الله الذي قدر على خلق مجموع العالم ولم يعجزه ذلك على ما فيه من العظمة ليس يعجزه جزء يسير منه وهو الناس المخلوقون الذين هم أهون عليه ولكن أكثر الناس جاهلون يظنون بجهلهم أنهم يعجزون الله بجدال يجادلونه أو أي كيد يكيدونه .

قوله تعالى : {وما يستوي الأعمى والبصير} إلخ لما ذكر أن أكثر الناس لا يعلمون أكده بأنهم ليسوا على وتيرة واحدة فإن منهم الأعمى والبصير ولا يستويان وعطف عليهما الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمسيء فالطائفة الأولى أولو بصيرة يتذكرون بها والثانية أعمى الله قلوبهم فلا يتذكرون .

وقوله : {قليلا ما تتذكرون} خطاب للناس بداعي التوبيخ وهو الوجه في الالتفات من الغيبة إلى الحضور .

قوله تعالى : {إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون} ذكرهم تعالى في هذه الآية بإتيان الساعة وفي الآية التالية بدعوة ربهم إياهم إلى دعائه وعبادته كما نبه الذي آمن من آل فرعون في القصة السابقة بإتيان الساعة وبأن لله الدعوة وليس لآلهتهم دعوة في الدنيا ولا في الآخرة .

قوله تعالى : {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} دعوة منه تعالى لعباده إلى دعائه ووعد بالاستجابة ، وقد أطلق الدعوة والدعاء والاستجابة إطلاقا ، وقد أشبعنا الكلام في معنى الدعاء والإجابة في ذيل قوله تعالى : {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة : 186] في الجزء الأول من الكتاب .

وقوله : {إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} الدخور الذلة ، وقد بدل الدعاء عبادة فدل على أن الدعاء عبادة .

رجع سبحانه ثانيا إلى الإشارة إلى آيات التوحيد توحيد الربوبية والألوهية بعد ما بدأ بها في السورة أولا بقوله : {هو الذي يريكم آياته} .

قوله تعالى : {الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا} الآية .

أي جعل لأجلكم الليل مظلما لتسكنوا فيه من التعب الذي عرض لكم وجه النهار من جهة السعي في طلب الرزق ، والنهار مبصرا لتبتغوا من فضل ربكم وتكسبوا الرزق ، وهذا من أركان تدبير الحياة الإنسانية .

وقد ظهر بذلك أن نسبة الإبصار إلى النهار من المجاز العقلي لكن ليس من المبالغة في شيء كما ادعاه بعضهم .

وقوله : {إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون} امتنان عليهم بالفضل وتقريع لهم بعدم شكرهم له قبال هذا الفضل العظيم ولو شكروه لعبدوه ووضع {الناس} الثاني موضع الضمير للإشارة إلى أن من طبع الناس بما هم ناس كفران النعم كما قال : { إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم : 34] .

قوله تعالى : {ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون} أي ذلكم الذي يدبر أمر حياتكم ورزقكم بسكون الليل وسعي النهار هو الله تعالى وهو ربكم لأن تدبير أمركم إليه .

وقوله : {خالق كل شيء} أي ورب كل شيء لأنه خالق كل شيء والخلق لا ينفك عن التدبير ولازم ذلك أن لا يكون في الوجود رب غيره لا لكم ولا لغيركم ولذلك عقبه بقوله : {لا إله إلا هو} أي فإذن لا معبود بالحق غيره إذ لوكان هناك معبود آخر كان رب آخر فإن الألوهية من شئون الربوبية .

وقوله : {فأنى تؤفكون} أي فكيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره .

قوله تعالى : {كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون} أي كمثل هذا الإفك يؤفك الجاحدون لآيات الله فإن الآيات ظاهرة غير خفية فالانصراف عن مدلولها لا سبب له إلا الجحد .

 __________________

1- الميزان ، الطباطبائي ، ج17 ، ص272-281 .

 

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

ما يستوي الأعمى والبصير !

دعت الآيات السابقة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الصبر والإستقامة أمام المعارضين وأكاذيبهم ومخططاتهم الشيطانية ، والآيات التي نحن بصددها تذكر سبب مجادلتهم للحق .

يقول تعالى : {إنّ الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم الأكبر} .

«المجادلة» ـ كما أشرنا سابقاًـ تعني العناد في الكلام وإطالته بأحاديث غير منطقية ، وإن كانت تشمل أحياناً في معناها الواسع الحق والباطل .

أما قوله تعالى : {بغير سلطان أتاهم} فهي للتأكيد على ما يستفاد من معنى المجادلة حيث تعني «سلطان» الدليل والبرهان الذي يكون سبباً لهيمنة الإنسان على خصمه .

أما «آتاهم» فهي إشارة إلى الأدلة والبراهين التي أوحى الله بها إلى أنبيائه عليهم السلام ، ولا ريب أنّ الوحي هو أفضل الطرق وأكثرها اطمئناناً لإثبات الحقائق .

أما المقصود بـ «آيات الله» التي كانوا يجادلون فيها ، فهي معجزات وآيات القرآن والأحاديث المختصة بالمبدأ والمعاد ، حيث كانوا يعتبرونها سحراً ، أو أنّها علامات الجنون ، أو أساطير الأولين !

من ذلك يتبيّن أن ليس لهؤلاء من دليل حي ومنطقي في المجادلة سوى التعالي والغرور والتكبر عن الإنصياع إلى الحق ، لذلك كانوا يرونَ أنّ أفكار الآخرين وعقائدهم باطلة وأن عقائدهم وأفكارهم حقّة !

تشير كلمة (إن) إلى أنّ السبب الوحيد لعنادهم في هذه الموارد هو الغرور والتكبّر ، وإلاّ كيف يصرّ الإنسان على كلامه وموقفه دون دليل أو برهان .

«الصدور» تشير هنا إلى القلوب ، والمقصود بالقلب هو الفكر والروح ، حيث ورد هذا المعنى مرّات عدّة في آيات الكتاب المبين .

أمّا كلمة (كبر) في الآية فقد فسّرها بعض المفسّرين بالحسد .

وبذلك اعتبر هؤلاء أن سبب مجادلتهم لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) هو حسدهم له ولمنزلته ومقامه المعنوي الظاهري .

لكن «كبر» لا تعني في اللغة المعنى الآنف الذكر ، لكنّه يمكن أن يلازمها ، لأنّ من يتكبّر يحسد ، إذ لا يرى المتكبّر المواهب إلاّ لنفسه ، ويتألم إذا انصرفت لغيره حسداً منه وجهلا .

ثم تضيف الآية : (ما هم ببالغيه) .

إنّ هدفهم أن يروا أنفسهم كباراً ، يفاخرون بذلك ويفتخرون على غيرهم ، لكنّهم لن يحصدوا سوى الذلة والخسران ، ولن يصلوا بطريق التكبر والغرور والعلو والمجادلة بالباطل إلى ما يبتغونه (2) .

في نهاية الآية تعليمات قيمة لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بأن يستعيذ بالله من شر هؤلاء المتكبرين المغرورين الذين لا منطق لهم ، حيث يقول تعالى : {فاستعذ بالله إنّه هو السميع البصير} .

فهوـ تعالى ـ يسمع أحاديثهم الباطلة الواهية ، وينظر إلى مؤامراتهم وأعمالهم القبيحة وخططهم الشريرة .

والاستعاذة بالله لا تنبغي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحده وحسب ، وإنّما تجب على كل السائرين في طريق الحق عندما تتعاظم الحوداث ويستعر الصدام مع المتكبرين عديمي المنطق!

لذلك نرى استعاذة يوسف (عليه السلام) عندما تواجهه العاصفة الشديدة المتمثلة بشهوة «زليخا» يقول : {معاذ الله إنّه ربي أحسن مثواي} فكيف أخون عزيز مصر الذي أكرمني وأحسن وفادتي .

وفي آيات سابقة من نفس هذه السورة نقرأ أنّ كليم الله موسى (عليه السلام) قال : {إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ} [غافر : 27] .

إنّ قضية المعاد وعودة الروح للإنسان بعد موته ، تعتبر من أكثر القضايا التي يجادل فيها الكفار ، ويعاندون بها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لذلك تنتقل الآية التالية إلى التذكير بهذه القضية ، وإعادة طرحها وفق منطق قرآني آخر ، إذ يقول تعالى : {لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون} .

إنّ خالق هذه المجرّات العظيمة ومدبّرها يستطيع ـ بصورة أولى ـ أن يحيي الموتى ، وإلاّ كيف يتسق القول بخلقه السماوات والأرض وعجزه من إعادة الإنسان إلى الحياة بعد الموت؟

إنّ هذا المنطق يعبّر عن جهل هؤلاء الذين لا يستطيعون إدراك هذه الحقائق الكبرى!

أغلب المفسّرين اعتبر هذه الآية ردّاً على مجادلة المشركين بشأن قضية المعاد ، بينما احتمل البعض أنّها رد على كبر المتكبرين والمغرورين الذين كانوا يتصورون أن ذواتهم وأفكارهم عظيمة غير قابلة للردّ أو النقض ، في حين آنها تافهة بالقياس إلى عظمة عالم الوجود (3) .

هذا المعنى غير مستبعد ، ولكن إذا أخذنا بنظر الإعتبار الآيات التي بعدها يكون المعنى الأوّل أفضل .

لقد تضمنت الآية الكريمة سبباً آخر من أسباب المجادلة متمثلا بـ «الجهل» في حين طرحت الآيات السابقة عامل «الكبر» . والعاملان يرتبطان مع بعضهما ، لأن أصل وأساس «الكبر» هو «الجهل» وعدم معرفة الإنسان لحدوده وقدره ، ولعدم تقديره لحجم علمه ومعرفته .

الآية التي بعدها ، وفي إطار مقارنة واضحة تكشف عن الفرق بين حال المتكبرين الجهلة إزاء المؤمنين الواعين ، حيث يقول : {وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء} (4) .

إلاّ أنكم بسبب جهلكم وتكبركم : {قليلا ما تتذكرون} (5) .

إنّ المبصرين يرون صغر أنفسهم إزاء عظمة العالم المحيط بهم ، وبذلك فهم يعرفون قدر أنفسهم ومعرفتهم وموقعهم ، إلاّ أنّ الأعمى لا يدرك موقعه أو حجمه في الزمان والمكان وفي عموم الوجود المحيط به . لذلك فهو يخطىء دائماً في تقييم أبعاد وجوده ، ويصاب بالكبر والغرور والوهم الذي يدفعه إلى ما هو قبيح وسىّء .

ونستفيد أيضاً من خلال ارتباط الجملتين ببعضهما البعض أنّ الإيمان والعمل الصالح ينوّر بصائر القلب والفكر بنور المعرفة والتواضع والإستقرار ، بعكس الكفر والعمل الطالح الذي يجعل الإنسان أعمى فاقداً لبصيرته ، مشوّهاً في رؤيته للأشياء والمقاييس .

الآية الأخيرة في المجموعة القرآنية التي بين أيدينا تتعرض إلى وقوع القيامة وقيام الساعة حيث يقول تعالى : {إنّ الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون}

«إن» و«اللام» في (لاتية) وجملة (لا ريب فيها) كلها للتأكيد المكرّر الذي يستهدف تأكيد المضمون والمعنى المراد ، وهو قيام القيامة .

لقد عالجت الرؤية القرآنية قضية القيامة في أكثر من مكان ومورد ، بمختلف الأدلة ووسائل الإقناع ، ذلك نرى بعض الآيات تذكر قيام الساعة والقيامة بدون مقدمات أو دليل ، مكتفية بما ورد من أدلة ومقدمات في أماكن اُخرى من الكتاب المبين .

«الساعة» كما يقول «الراغب» في «المفردات» هي بمعنى : أجزاء من أجزء الزمان .

إنَّ الإشارة التي يطويها هذا الإستخدام لكلمة (الساعة) يشير إلى السرعة الّتي يتم فيها محاسبة الناس هناك .

لقد استخدمت الكلمة عشرات المرّات في القرآن الكريم ، لتدل بشكل عام على المعنى الآنف الذكر ، لكنّها تعني في بعض الأحيان نفس القيامة ، فيما تعني في أحيان اُخرى الإشارة إلى انتهاء العالم ومقدمات البعث والنشور . وبسبب من الإرتباط القائم بين الحدثين والقضيتين ، وأنّ كلاهما يحدث بشكل مفاجىء ، لذا تمّ استخدام كلمة «الساعة» . (يمكن للقارىء الكريم أن يعود إلى بحث مفصل حول «الساعة» في تفسير سورة الروم) .

أما سبب القول : بـ {ولكنّ أكثر الناس لا يؤمنون} فلا يعود إلى أن قيام القيامة من القضايا المجهولة والمبهمة ، بل ثمّة ميل في الإنسان نحو «الحرية» في الإستفادة غير المشروطة أوالمقيدة من ملذات الدنيا وشهواتها ، بالإضافة إلى الأمل الطويل العريض الذي يلازم الإنسان فينساق مع الحياة ، ويغفل عن التفكير بالقيامة ، أو الإستعداد لها .

 

قال تعالى : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } [غافر : 60 - 63] .

 

ادعوني أستجب لكم :

لقد تضمنت الآيات السابقة ألوان الوعيد والتهديد لغير المؤمنين من المتكبرين والمغرورين ، المجموعة التي بين أيدينا من الآيات الكريمة تفيض حبّاً إلهياً ولطفاً ، وتنبجس بالرحمة الشاملة للتائبين .

يقول تعالى أولا : {وقال ربّكم اُدعوني أستجب لكم} .

لقد فسّر الكثير من المفسّرين «الدعاء» بمعناه المعروف ، وما يؤكّد ذلك هو جملة «استجب لكم» بالإضافة إلى ما تفيده الروايات العديدة الواردة بخصوص هذه الآية وثواب الدعاء ، والتي سنشير إلى بعض منها فيما بعد .

ولكن بعض المفسّرين تبع (ابن عباس) في رأيه بأن الدعاء هنا بمعنى التوحيد وعبادة الخالق جلّ وعلا ، أي «اعبدوني واعترفوا بوحدانيتي» إلاّ أنّ التّفسير الأوّل هو الأظهر .

ونستفيد من الآية أعلاه مجموعة ملاحظات هي :

1ـ أنّ الله يحب الدعاء ويريده ويأمر به .

2ـ لقد وعد الله بإجابة الدعاء ، لكن هذا الوعد مشروط وليس مطلقاً . فالدعاء واجب الإجابة هوما اجتمعت فيه الشروط اللازمة للدعاء والداعي وموضوع الدعاء .

وفي هذا الإطار شرحنا ما يتعلق بهذا الموضوع في تفسير الآية (186) من سورة البقرة .

3ـ الدعاء في نفسه نوع من العبادة ، لأنّ الآية أطلقت في نهايتها صفة العبادة على الدعاء .

تتضمّن الآية في نهايتها تهديداً قوياً للذين يستنكفون عن الدعاء ، حث يقول تعالى : {إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} (6) .

 

أهمية الدعاء وشروط الاستجابة

 

ثمّة تأكيد كبير على أهمية الدعاء في الروايات المنقولة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة المعصومين(عليهم السلام) :

1ـ في حديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال : «الدعاء هو العبادة» (7) .

2ـ في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه سئل : ما تقول في رجلين دخلا المسجد جميعاً ، كان أحدهما أكثر صلاة ، والآخر دعاءً فأيهما أفضل؟ قال «كلّ حسن» .

لكن السائل عاد وسأل الإمام (عليه السلام) : قد علمت ، ولكن أيهما أفضل؟ أجاب الإمام(عليه السلام) : «أكثرهما دعاء ، أما تسمع قول الله تعالى : {ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} . ثمّ أضاف بعد ذلك : «هي العبادة الكبرى» (8) .

3ـ في حديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه أجاب عن أفضل العبادات بقوله : «ما من شيء أفضل عند الله من أن يسأل ويطلب ممّا عنده ، وما أحد أبغض إلى الله عزّوجلّ ممن يستكبر عن عبادته ، ولا يسأل ما عنده» (9) .

4ـ في حديث آخر عن الإمام جعفر الصادق أنّه (عليه السلام) قال : «إنّ عند الله عزّوجلّ منزلة لا تنال إلاّ بمسألة ، ولو أنّ عبداً سدّ فاه ولم يسأل لم يعط شيئاًه فاسأل تعط ، إنّه ليس من باب يقرع إلا يوشك أن يفتح لصاحبه» (10) .

5 ـ لقد ورد في بعض الرّوايات أنّ الدعاء أفضل حتى من تلاوة القرآن ، كما أشار إلى ذلك الرّسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) وحفيداه من أئمة المسلمين الإمام الباقر والصادق(عليهما السلام) ، حيث قالوا : «الدعاء أفضل من قراءة القرآن» (11) . وفي نطاق تحليل قصير نستطيع أن ندرك عمق مفاد هذه الأحاديث ، فالدعاء يقود الإنسان من جانب إلى معرفة الله تبارك وتعالى ، وهذه المعرفة هي أفضل رصيد للإنسان في وجوده .

ومن جانب آخر يدفع الدعاء الإنسان إلى الإحساس العميق بالفقر والخضوع تجاه خالقه جلّ وعلا ويبعده عن التعالي والغرور اللذين يعدّ ان الأرضية المناسبة للمجادلة في آيات الله والإنحراف عن جادة الصواب والوقوع في المهالك .

من جانب ثالث يعمق الدعاء لدى الإنسان الشعور بأنّه جلّ وعلا منبع النعم ومصدره ويدفعه إلى العشق والارتباط العاطفي مع الله جلّ جلاله .

ومن جانب رابع يشعر الإنسان بالحاجة الى الله تعالى وانه رهين نعمته ، ولذلك فهو موظف بطاعته وتنفيذ أوامره ، ويرهف إحساسه بالعبودية لله تعالى .

وخامس بما أنّه يعلم أنّ للإجابة شروطها ، ومن شروطها خلوص النية ، وصفاء القلب ، والتوبة من الذنوب ، وقضاء حوائج المحتاجين ، والسعي في مسائل الناس من الأقرباء والأصدقاء وغيرهم ، فلذلك يهتم ببناء الذات واصلاح النفس وتربيتها .

وسادس يركّز الدعاء في نفس الإنسان الداعي عوامل المنعة والإرادة والثقة ، ويجعله أبعد الناس عن اليأس والقنوط أو التسليم للعجز (وقد تحدثنا عن الدعاء وفلسفته وشرائطه ذيل الآيات 77 من سورة الفرقان) .

ثمّة ملاحظة مهمّة هنا ، هي أن الدعاء لا يلغي بذل الوسع والجهد من قبل الإنسان ، وإنّما حسبما تفيد الروايات والأحاديث في هذا الشأن ـ على الإنسان أن يسعى ويبذل ويجهد ، ويترك الباقي على الله تعالى . لذا لو جعل الإنسان الدعاء بديلا عن العمل والجهد فسوف لا يجاب إلى مطلبه حتماً .

لذلك نقرأ في حديث عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «أربعةٌ لا تستجاب لهم دعوة : رجل جالس في بيته يقول : اللّهم اُرزقنى ، فيقال له : ألم آمرك بالطلب ؟ . ورجلٌ كانت له امرأة فدعا عليها ، فيقال له : ألم أجعل أمرها إليك؟ ورجل كان له مال فأفسده ، فيقول : اللهم ارزقني ، فيقال له : ألم آمرك بالإقتصاد؟ ألم آمرك بالإصلاح؟ ورجل كان له مال فأدانه بغير بيّنة ، فيقال له : ألم آمرك بالشهادة ؟! (12) .

ومن الواضح أنّ الموارد التي يتحدّث عنها الحديث الشريف ، إنّما مُنِعَ فيها الإنسان عن إجابة دعوته لعدم بذله قصارى جهده وسعيه ، فعليه أن يتحمّل تبعة تقصيره وتفريطه .

من هنا يتضح أنّ أحد عوامل عدم استجابة الدعاء يتمثل في التباطؤ وترك الجهد المناسب للعمل واللجوء إلى الدعاء وقد جرت سنة الله تعالى على عدم إجابة مثل هذه الدعوات .

طبعاً ، هناك عوامل وأسباب اُخرى لعدم استجابة بعض الأدعية . فمثلا عادة ما يحدث أن يخطيء الإنسان في تشخيص مصالحه ومفاسده ، إذ يصر أحياناً على موضوع معين ويطلبه من الخالق جلّ وعلا في حين ليس من مصلحته ذلك . ولكنّه يفهم ذلك فيما بعد .

وهذا الأمر يشبه إلى حد كبير الطفل أو المريض الذي يطلب بعض الأطعمة والأشربة ويشتهيها ، فلا يجاب لطلبه ولا تلبّى رغباته ، لأنّها قد تؤدي إلى مضاعفة الخطر على صحته أو حتى المجازفة بحياته . ففي مثل هذه الموارد لا يستجيب الله تعالى لدعاء العبد ، بل يدخر له الثواب يوم القيامة ، مضافاً الى أن لاجابة الدعاء شروطاً مذكورة في الآيات والرّوايات الشريفة وقد بحثنا هذا الموضوع مفصلا في المجلد الأوّل من هذا التّفسير (13) .

 

موانع استجابة الدعاء

 

لقد ذكرت بعض الروايات ذنوباً متعدّدة إذا ارتكبها الإنسان تحول بينه وبين إجابة دعائه ، مثل سوء النية ، النفاق ، تأخير الصلاة عن وقتها ، اللسان البذيء الذي يخشاه الناس ، الطعام الحرام ، وترك الصدقة والإنفاق في سبيل الله تعالى (14) .

وفي إطار هذه النقطة بالذات ثمّة حديث جامع عن الإمام الصادق(عليه السلام) ينقله «الشيخ الطبرسي» في «الإحتجاج» أنّه سئل : أليس يقول الله : (ادعوني أستجب لكم) وقد نرى المضطر يدعوه ولا يجاب له ، والمظلوم يستنصره على عدوه فلا ينصره؟ قال : «ويحك! ما يدعوه أحد إلاّ استجاب له ، أما الظالم فدعاؤه مردود إلى أن يتوب ، وأما المحق فإذا دعا استجاب له وصرف عنه البلايا من حيث لا يعلمه ، أو ادخر له ثواباً جزيلا ليوم حاجته إليه ، وإن لم يكن الأمر الذي سأل العبد خير له إن أعطاه ، أمسك عنه» (15) .

نعود الآن إلى الآية الكريمة . . . فبما أن الدعاء وطلب الحوائج من الله تعالى يعتبر فرعاً لمعرفته ، لذا تتحدث الآية التي تليها عن حقائق تؤدي إلى ارتقاء مستوى المعرفة لدى الإنسان ، وتزيد شرطاً جديداً لإجابة الدعاء ، متمثلا بالأمل في الإجابة ، بل وانتظار تنجز الحاجة وتمامها .

يقول تعالى : {الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه} .

إنّ ظلمة الليل وهدوءه وسكونه يعتبر ـ من جانب ـ سبباً قهرياً لتعطيل الحركة اليومية لعمل الإنسان السوي ونشاطه . والظلمة ـ من ناحية اُخرى ـ تمحو عن الإنسان تعب النهار ، وتدفعه إلى الإستقرار والرأفة لجسده وأعصابه ، في حين يعتبر النور والنهار أساس الحياة والحركة .

لذلك يضيف تعالى قوله تعالى : {والنهار مبصراً} .

في النهار المبصر يُضاء محيط الحياة وتدب الحركة والنشاط في روح الإنسان وكيانه .

والطريف أنّ «مبصراً» تعني الذي يبصر . وعندما يوصف النهار بهذا الوصف ، فانه في الحقيقة نوع من التأكيد في جعل الناس مبصرين . (ثمة بحث عن فلسفة النور والظلام والليل والنهار ، ورد أثناء الحديث عن الآيات (16) .

ثم تضيف الآية : {إنّ الله لذو فضل على الناس ولكنّ أكثر الناس لا يشكرون} .

إنّ النظام الدقيق كتناوب الليل والنهار والظلمة والنور ، يعتبر واحداً من مواهب الله تبارك وتعالى وعطاياه لعباده ، وسر من أسرار الحركة في الحياة وفي منظومة الوجود الكوني .

فبدون النور ليس ثمّة حياة أو حركة ، ومن دون أن يتناوب الليل والنهار ـ أو الظلام والنور ـ سيؤدي إلى تعطيل حركة الحياة ، بل وجعلها مستحيلة . فشدّة النور ـ مثلا ـ ستشل الموجودات وتعطّل نمو النبات ، وكذلك الظلمة الدائمية لها أضرارها . ولكن الناس ـ وبدواعي العادة والألفة ـ لم يلتفتوا إلى هذه المواهب الإلهية وما تستبطنه من منافع لهم .

والملفت للنظر أن القاعدة تقتضي أن يكون هناك «ضمير» بدل «الناس» الثانية ، فيكون القول : لكن أكثرهم لا يشكرون ، إلاّ أنّ ذكر «الناس» بدلا عن الضمير كأنّه يشير إلى أن طبع الإنسان الجاهل هو كفران النعم وترك الشكر ، كما نقرأ ذلك واضحاً في الآية (34) من سورة إبراهيم ، في قوله تعالى : {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم : 34] . (يلاحظ هذا المعنى في تفسير الميزان وروح المعاني) .

أمّا إذا ملك الإنسان عيناً بصيرة وقلباً عارفاً بحيث يرى النعم الإلهية اللامتناهية في كلّ مكان يحل به ، وينظر إلى فيض النعم والعطايا والمواهب الربانية ، فسيضطر طبيعياً إلى الخضوع والعبودية والشكر ، ويرى نفسه صغيراً مديناً إلى خالق هذه العظمة وواهب هذه العطايا . (عن معنى الشكر وأقسامه يمكن مراجعة البحث الخامس في تفسير الآية «7» من سورة إبراهيم) .

الآية التي تليها تبدأ من توحيد الرّبوبية وتنتهي بتوحيد الخالقية والرّبوبية . فتقول أوّلا : {ذلكم الله ربّكم} ومربيكم الذي من صفاته أنّه : {خالق كلّ شيء} .

ولا معبود إلاّ الله : {لا إله إلا هو} .

في الواقع إنّ وجود كلّ هذه النعم دليل على الربوبية والتدبير ، وخالق كلّ شيء عنوان لصفة التوحيد في الربوبية ، لأنّ الخالق هو المالك والمربي . ومن المعلوم أنّ الخلق يستدعي الرعاية الدائمة لأن الخالقية لا تعني أنّ الله يخلق الخلق ويتركها وشأنها ، بل لابدّ وأن يكون الفيض الالهي مستمراً في كلّ لحظة على جميع الموجودات . ولذلك فهذه الخالقية لا تنفصل عن الرّبوبية .

ومن الطبيعي أن هذا الإله هو الوحيد الذي يستحق العبادة ، وأن ترجع إليه الأشياء .

لذا فإنّ جملة {خالق كلّ شيء} تعتبر الدليل لـ{ذلكم الله ربّكم} وإنّ {لا إله إلا هو} هي النتيجة لذلك .

وتتساءل الآية في نهايتها : كيف يسوّغ الإنسان لنفسه الإنحراف والتنكّب عن الجادة المستقيمة ؟ فيقول تعالى : {فأنّى تؤفكون} (17) .

ولماذا تتركون عبادة الله الواحد الأحد إلى عبادة الأصنام ؟

والملاحظ أن «تؤفكون» صيغة مجهول ، بمعنى أنّها تحرفكم عن طريق الحق ، وكأنّ المراد هو أنّ المشركين فاقدون للارادة الى درجة أنّهم يساقون في هذا المسير دون اختيار أيّ نسبة من الحرية والإرادة والإختيار في هذا المجال!

الآية الأخيرة ـ من مجموعة الآيات التي نبحثها ـ تأتي وكأنّها تأكيد لمواضيع الآيات السابقة ، فيقول تعالى : {كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون} .

«يجحدون» مشتقّة من مادة «جحد» وهي في الأصل تعني إنكار الشيء الموجود في القلب والنفس . بمعنى أنّ الإنسان يقر في نفسه وقلبه بعقيدة أو نشيء ما ، وفي نفس الوقت ينفيه ويتظاهر بعكسه أو يعتقد بعدمه في نفسه ويثبته في لسانه .

ويطلق وصف الجحود على البخلاء والذين لا يؤمّل منهم الخير ويتظاهرون بالفقر دائماً . أما «الأرض الجحدة» فهي التي لا ينبت فيها النبات إلا قليلا (18) .

بعض علماء اللغة أوجز في تفسير «جحد» و«جحود» بقولهم : الجحود الإنكار مع العلم (19) .

وبناءً على ما تقدم فإن الجحود يتضمّن في داخله نوعاً من معاني العناد في مقابل الحق ، ومن الطبيعي أن من يتعامل مع الحقائق بهذا المنظور لا يمكن أن يستمر في طريق الحق ، فما لم يكن الإنسان باحثاً عن الحقيقة وطالباً لها ومذعناً أمام منطقها فسوف لن يصل إليها مطلقاً .

لذا فإنّ الوصول إلى الحق يحتاج مسبقاً إلى الإستعداد والبناء الذاتي ، أيّ التقوى قبل الإيمان ، وهو الذي أشار إليه تعالى في مطلع سورة البقرة : {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين} .

______________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج12 ، ص98-110 .

2 ـ ثمّة بين المفسّرين كلام حول مرجع الضمير في قوله : «بالغيه» أشهره قولان :

الأول : أن يعود الضمير إلى «كبر» وتكون «ماهم ببالغيه» جملة وصفية لـ (كبر) ويكون المعنى هكذا : إنّهم لا يصلون إلى مقتضى وهدف تكبرهم (في الواقع حذف هنا المضاف والتقدير «ما هم ببالغي مقتضى كبرهم») .

الثّاني : أن يعود الضمير إلى «جدال» الذي يستفاد من جملة «يجادلون» والمعنى أنّهم لن يصلوا إلى هدف جدالهم المتمثل بإبطال الحق . ولكن في هذه الحالة لا تستطيع أن نقول : إنّ الجملة صفة لـ(كبر) بل ينبغي أن نعطفها على ما سبقها مع حذف العاطف .

3 ـ يلاحظ الرأي الأوّل في مجمع البيان ، تفسير الفخر الرازي ، الكشاف ، روح المعاني ، الصافي وروح البيان .

4 ـ النظرة الأولية في الآية قد لا توجب معنى لـ «لا النافية» في قوله تعالى : (ولا المسيء) ولكن تأكيد النفي من ناحية ، وتجلية المقصود من الجملة من ناحية ثانية ، أوجب تكرار النفي ، مضافاً إلى أن طول الجملة قد يؤدي إلى نسيان الإنسان للنفي الأول ، الأمر الذي يوجب التكرار .

5 ـ «ما» في قوله تعالى : (قليلا ما تتذكرون) زائدة ، وهي للتأكيد .

6 ـ داخر من «دخور» وتعني الذلة ، وهذه الذلة هي عقوبة ذلك التكبّر والإستعلاء .

7 ـ مجمع البيان ، المجلد الثامن ، صفحة 528 .

8 ـ مجمع البيان ، المجلد الثامن ، صفحة 529 .

9 ـ الكافي ، مجلد2 ، باب : فضل الدعاء والحث عليه . صفحة 338 .

10 ـ الكافى ، المجلد الثّاني ، (باب فضل الدعاء والحث عليه) ص : 338 .

11 ـ مكارم الأخلاق ، طبقاً للميزان ، المجلد 2 ، ص34 .

12 ـ أصول الكافي ، المجلد الثّاني ، باب من لا يستجاب له دعوة الحديث رقم (2) .

13 ـ البقرة ، الآية 186 .

14 ـ معاني الأخبار . طبقاً لما أورده نور الثقلين في المجلد الرابع . صفحة (534) وأصول الكافي .

15 ـ تفسير الصافي أثناء تفسير الآية الكريمة .

16 ـ يونس ـ 87 والنمل ـ 86 والقصص ـ 71

17 ـ «تؤفكون» من «إفك» وتعني الإنحراف والرجوع عن طريق الحق وجادة الصواب . ولهذا السبب يقال للرياح المضادة «المؤتفكات» . ويعبّر عن «الكذب» بـ «الإفك» بسبب مافية من انحراف عن بيان الحق .

18 ـ الراغب في المفردات مادة «جحد» .

19 ـ لسان العرب نقلا عن «الجوهري» .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



موكب أهالي كربلاء يستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
العتبة العباسية تستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) بإقامة مجلس عزاء
أهالي كربلاء يحيون ذكرى شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) في مدينة الكاظمية
شعبة مدارس الكفيل النسوية تعقد اجتماعًا تحضيريًّا لوضع الأسئلة الامتحانية