المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16322 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مقدمة تاريخية عن أصل الدجاج
2024-04-23
الاهمية الغذائية لمنتجات الطيور الداجنة
2024-04-23
تحضير(N15-N2)N-Substituted Sulfonamido Maleimide
2024-04-23
تشخيص N-Sulfonyl Maleimide (N1)
2024-04-23
تحضير N-SulfonylMaleimide(N1)
2024-04-23
تحضير بولي( N- معوض سلفونات ،3- معوض سلفونات سكسن ايمايد)
2024-04-23

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير الآية (79-85) من سورة غافر  
  
2135   04:12 مساءً   التاريخ: 18-8-2020
المؤلف : إعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .....
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الغين / سورة غافر /

قال تعالى : { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (81) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ } [غافر : 79 - 85] .

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

عدد سبحانه نعمه على خلقه فقال {الله الذي جعل لكم الأنعام} من الإبل والبقر والغنم {لتركبوا منها} أي لتنتفعوا بركوبها {ومنها تأكلون} يعني أن بعضها للركوب والأكل كالإبل والبقر وبعضها للأكل كالأغنام وقيل المراد بالأنعام هاهنا الإبل خاصة لأنها التي تركب ويحمل عليها في أكثر العادات واللام في قوله {لتركبوا} لام الغرض وإذا كان الله تعالى خلق هذه الأنعام وأراد أن ينتفع خلقه بها وكان جل جلاله لا يريد القبيح ولا المباح فلا بد أن يكون أراد انتفاعهم بها على وجه القربة إليه والطاعة له .

{ولكم فيها منافع} يعني من جهة ألبانها وأصوافها وأوبارها وأشعارها {ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم} بأن تركبوها وتبلغوا المواضع التي تقصدونها بحوائجكم {وعليها} أي وعلى الأنعام وهي الإبل هنا {وعلى الفلك} أي وعلى السفن {تحملون} يعني على الإبل في البر وعلى الفلك في البحر تحملون في الأسفار علم الله سبحانه أنا نحتاج إلى أن نسافر في البر والبحر فخلق لنا مركبا للبر ومركبا للبحر .

ثم قال سبحانه مخاطبا للكفار الذين جحدوا آيات الله وأنكروا أدلته الدالة على توحيده {ويريكم آياته} أي ويعلمكم حججه ويعرفكم إياها ومنها إهلاك الأمم الماضية ووجه الآية فيه أنهم بعد حصولهم في النعم صاروا إلى النقم بكفرهم وجحودهم ومنها الآية في خلق الأنعام التي قدم ذكرها ووجه الآية فيها تسخيرها لمنافع الخلق بالتصريف في الوجوه التي قد جعل كل شيء منها لما يصلح له وذلك يقتضي أن الجاعل لذلك قادر على تصريفه عالم بتدبيره .

{فأي آيات الله تنكرون} هذا توبيخ لهم على الجحد وقد يكون الإنكار والجحد تارة بأن يجحد أصلا وتارة بأن يجحد كونها دالة على صحة ما هي دلالة عليه والخلاف يكون في ثلاثة أوجه إما في صحتها في نفسها وإما في كونها دلالة وإما فيهما جميعا وإنما يجوز من الجهال دفع الآية بالشبهة مع قوة الآية وضعف الشبهة لأمور منها : اتباع الهوى ودخول الشبهة التي تغطي على الحجة حتى لا يكون لها في النفس منزلة ومنها : التقليد لمن ترك النظر في الأمور ومنها : السبق إلى اعتقاد فاسد لشبهة فيمنع ذلك من توليد النظر للعلم .

 ثم نبههم سبحانه فقال {أ فلم يسيروا في الأرض} بأن يمروا في جنباتها {فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم} عددا {وأشد قوة} أي وأعظم قوة {وآثارا في الأرض} بالأبنية العظيمة التي بنوها والقصور المشيدة التي شيدوها وقيل بمشيهم على أرجلهم على عظم خلقهم عن مجاهد فلما عصوا الله سبحانه وكفروا به وكذبوا رسله أهلكهم الله واستأصلهم بالعذاب {فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون} أي لم يغن عنهم ما كسبوه من البنيان والأموال شيئا من عذاب الله تعالى وقيل إن ما في قوله {فما أغنى} بمعنى أي فالمعنى فأي شيء أغنى عنهم كسبهم فيكون موضع ما الأولى نصبا وموضع ما الثانية رفعا .

ثم قال سبحانه {فلما جاءتهم رسلهم بالبينات} أي فلما أتى هؤلاء الكفار رسلهم الذين دعوهم إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له بالحجج والآيات وفي الكلام حذف تقديره لما جاءتهم رسلهم بالبينات فجحدوها وأنكروا دلالتها ووعد الله الرسل بإهلاك أممهم ونجاة قومهم {فرحوا بما عندهم من العلم} أي فرح الرسل بما عندهم من العلم بذلك عن الجبائي وقيل معناه فرح الكفار مما عندهم من العلم أي بما كان عندهم أنه علم وهو جهل على الحقيقة لأنهم قالوا نحن أعلم منهم لا نبعث ولا نعذب واعتقدوا أنه علم فأطلق عليه لفظ العلم على اعتقادهم كما قال حجتهم داحضة وقال ذق إنك أنت العزيز الكريم أي عند نفسك أو عند قومك عن الحسن ومجاهد وقيل معناه فرحوا بالشرك الذي كانوا عليه وأعجبوا به وظنوا أنه علم وهو جهل وكفر عن الضحاك قال والمراد بالفرح شدة الإعجاب .

{وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون} أي حل بهم ونزل بهم جزاء استهزائهم برسلهم من العذاب والهلاك {فلما رأوا بأسنا} أي عذابنا النازل بهم {قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين} أي كفرنا بالأصنام والأوثان {فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا} أي عند رؤيتهم بأس الله وعذابه لأنهم يصيرون عند ذلك ملجئين وفعل الملجأ لا يستحق به المدح {سنت الله التي قد خلت من قبل في عباده} نصب سنة الله على المصدر ومعناه سن الله هذه السنة في الأمم الماضية كلها إذ لا ينفعهم إيمانهم إذا رأوا العذاب والمراد بالسنة هنا الطريقة المستمرة من فعله بأعدائه الجاحدين {وخسر هنالك الكافرون} بدخول النار واستحقاق النعمة وفوت الثواب والجنة وبالله التوفيق وحسبنا الله ونعم المولى ونعم النصير .

______________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج8 ، ص459-461 .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآيات (1) :

 

{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها ومِنْها تَأْكُلُونَ} . الأنعام هي الإبل والبقر والغنم ، وقد سخرها سبحانه لمنافع عباده كالأكل والركوب ، وانما خصها بالذكر مع أن نعمه لا يبلغها الإحصاء لصلتها الوثيقة بحياة العرب آنذاك على أنها ما زالت تسد الكثير من حاجات الحياة بخاصة في بعض الأقطار {ولَكُمْ فِيها مَنافِعُ} أخر كالانتفاع بأوبارها وجلودها {ولِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ} كحمل الأثقال والسلع من بلد إلى بلد {وعَلَيْها وعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} . تقدم مثله في الآية 142 من سورة الأنعام و65 من سورة النحل وغيرهما{يُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ} أي مع الحجة والدليل ، وإلا فقد أنكروا بالفعل آيات اللَّه وأحكامه لأن المعروف عندهم هو المنكر ، والمنكر هو المعروف .

{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وأَشَدَّ قُوَّةً وآثاراً فِي الأَرْضِ} . ان تاريخ أهل الأرض متخم بالعبر والعظات لمن يعتبر ويتعظ ، فكم من أمة بلغت الغاية من الترف والحضارة ، ولما طغت وبغت أخذها اللَّه بظلمها أخذ عزيز مقتدر {فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ} من سلطان وأموال ، وما يبنون من قصور وقلاع . وتقدم مثله في الآية 109 من سورة يوسف و46 من سورة الحج و9 من سورة الروم .

{فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} . المراد بفرحوا هنا اغتروا ، وبالعلم أسباب الثراء أي العلم العملي الذي ينتج الغذاء والكساء ، ويشير إلى ذلك قوله تعالى : {وأَشَدَّ قُوَّةً وآثاراً فِي الأَرْضِ} . وقال قارون :

{إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي} لمن قال له : {وابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ} والمعنى ان اللَّه أرسل فيما مضى رسله بالحجج القاطعة لأمم تملك أسباب الثراء كالمصانع ونحوها ، فاغتروا بهذه الأسباب أو بهذا العلم ، وسخروا من أنبياء اللَّه وكتبه تماما كما هي حال الشركات الاحتكارية اليوم التي تكفر بالحق والإنسانية وتسخر من قيمها ومن أماني الشعوب {وحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ} أخذهم اللَّه بطغيانهم وأصابهم وبال استهزائهم . . وهذه نهاية كل من طغى وبغى وان طال الزمن .

{فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ} . حين كانوا في أمان من سطوة اللَّه كفروا به ، ولما رأوا العذاب قالوا آمنا {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا} لأن هذا ليس من الايمان في شيء ، وانما هو محاولة للفرار من عذاب الحريق ، ولكن أين المفر والإله الطالب ؟ {سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ} وهي ان اللَّه يسمع التوبة ويقبلها في دار التكليف والعمل ، لا في دار الحساب والجزاء {وخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ} وكل مجرم فهو خاسر وخائب .

______________

1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج6 ، ص472-473 .

 

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

رجوع بعد رجوع إلى ذكر بعض آيات التوحيد وإرجاع لهم إلى الاعتبار بحال الأمم الدارجة الهالكة وسنة الله الجارية فيهم بإرسال رسله إليهم ثم القضاء بين رسلهم وبينهم المؤدي إلى خسران الكافرين منهم ، وعند ذلك تختتم السورة .

قوله تعالى : {الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون} ذكر سبحانه مما ينتفع به الإنسان في حياته ويدبر به أمره الأنعام والمراد بها الإبل والبقر والغنم ، وقيل : المراد بها هاهنا الإبل خاصة .

فقوله : {جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون} الجعل هنا الخلق أو التسخير ، واللام في {لتركبوا} للغرض و{من} للتبعيض ، والمعنى خلق لأجلكم أو سخر لكم الأنعام والغرض من هذا الجعل أن تركبوا بعضها كبعض الإبل وبعضها كبعض الإبل والبقر والغنم تأكلون .

قوله تعالى : {ولكم فيها منافع} إلخ كانتفاعكم بألبانها وأصوافها وأوبارها وأشعارها وجلودها وغير ذلك ، وقوله : {ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم} أي ومن الغرض من جعلها أن تبلغوا ، حال كونكم عليها بالركوب ، حاجة في صدوركم وهي الانتقال من مكان إلى مكان لأغراض مختلفة .

وقوله : {وعليها وعلى الفلك تحملون} كناية عن قطع البر والبحر بالأنعام والفلك .

قوله تعالى : {ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون} تقدم معنى إراءته تعالى آياته في تفسير أوائل السورة ، وكأن الجملة أعني قوله : {ويريكم آياته} غير مقصودة لنفسها حتى يلزم التكرار وإنما هي تمهيد وتوطئة للتوبيخ الذي في قوله : {فأي آيات الله تنكرون} أي أي هذه الآيات التي يريكم الله إياها عيانا وبيانا ، تنكرون إنكارا يمهد لكم الإعراض عن توحيده .

قوله تعالى : {أ فلم يسيروا في الأرض فينظروا} إلى آخر الآية توبيخ لهم وعطف لأنظارهم إلى ما جرى من سنة القضاء والحكم في الأمم السالفة ، وقد تقدمت نظيرة الآية في أوائل السورة وكان الغرض هناك أن يتبين لهم أن الله أخذ كلا منهم بذنوبهم لما كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فيكفرون بهم ولذا ذيل الآية بقوله : {فأخذهم الله بذنوبهم{ ، والغرض هاهنا أن يتبين لهم أنهم لم يغنهم ما كسبوا ولم ينفعهم في دفع عذاب الله ما فرحوا به من العلم الذي عندهم ولا توبتهم وندامتهم مما عملوا .

وقد صدرت الآية بفاء التفريع فقيل : {أ فلم يسيروا} إلخ مع الالتفات من الخطاب إلى الغيبة ، وكأن الكلام تفريع على قوله : {فأي آيات الله تنكرون} فكأنه لما ذمهم وأنكر إنكارهم لآياته رجع وانصرف عنهم إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مشيرا إلى سقوطه من منزلة الخطاب وقال : إذا كانت آياته تعالى ظاهرة بينة لا تقبل الإنكار ومن جملتها ما في آثار الماضين من الآيات الناطقة وهم قد ساروا في الأرض وشاهدوها فلم لم ينظروا فيها فيتبين لهم أن الماضين مع كونهم أقوى من هؤلاء كما وكيفا لم ينفعهم ما فرحوا به من علم وقوة .

قوله تعالى : {فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم} إلخ ضمائر الجمع في الآية - وهي سبع - للذين من قبلهم ، والمراد بما عندهم من العلم ما وقع في قلوبهم وشغل نفوسهم من زينة الحياة الدنيا وفنون التدبير للظفر بها وبلوغ لذائذها وقد عد الله سبحانه ذلك علما لهم وقصر علمهم فيه ، قال تعالى : {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم : 7] ، وقال : {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ } [النجم : 29 ، 30] .

والمراد بفرحهم بما عندهم من العلم شدة إعجابهم بما كسبوه من الخبرة والعلم الظاهري وانجذابهم إليه الموجب لإعراضهم عن المعارف الحقيقية التي جاءت بها رسلهم ، واستهانتهم بها وسخريتهم لها ، ولذا عقب فرحهم بما عندهم من العلم بقوله : {وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون} .

وفي معنى قوله : {فرحوا بما عندهم من العلم} أقوال أخر : منها : أن المراد بما عندهم من العلم عقائدهم الفاسدة وآراؤهم الباطلة وتسميتها علما للتهكم فهم كانوا يفرحون بها ويستحقرون لذلك علم الرسل ، وأنت خبير بأنه تصوير من غير دليل .

ومنها : أن المراد بالعلم هو علوم الفلاسفة من اليونان والدهريين فكانوا إذا سمعوا بالوحي ومعارف النبوة صغروا علم الأنبياء وتبجحوا بما عندهم ، وهو كسابقه على أنه لا ينطبق على أحد من الأمم التي قص القرآن قصتهم كقوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وقوم شعيب وغيرهم .

ومنها : أن أصل المعنى فلما جاءتهم رسلهم بالبينات لم يفرحوا بما جاءهم من العلم فوضع موضعه فرحوا بما عندهم من الجهل ثم بدل الجهل علما تهكما فقيل : فرحوا بما عندهم من العلم ، وهذا الوجه - على ما فيه من التكلف والبعد من الفهم - يرد عليه ما يرد على الأول .

ومنها : أن ضمير فرحوا للكفار وضمير {عندهم} للرسل ، والمعنى فرح الكفار بما عند الرسل من العلم فرح ضحك واستهزاء وفيه أن لازمه اختلاف الضمائر المتسقة مضافا إلى أن الضحك والاستهزاء لا يسمى فرحا ولا قرينة .

ومنها : أن ضميري {فرحوا بما عندهم} للرسل ، والمعنى أن الرسل لما جاءوهم وشاهدوا ما هم فيه من الجهل والتمادي على الكفر والجحود وعلموا عاقبة أمرهم فرحوا بما عندهم من العلم الحق وشكروا الله على ذلك .

وفيه أن سياق الآيات أصدق شاهد على أنها سيقت لبيان حال الكفار بعد إتيان رسلهم بالبينات وكيف آلت إلى نزول العذاب ولم ينفعهم الإيمان بعد مشاهدة البأس؟ وأي ارتباط له بفرح الرسل بعلومهم الحقة؟ على أن لازمه أيضا اختلاف الضمائر .

قوله تعالى : {فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين} البأس شدة العذاب ، والباقي ظاهر .

قوله تعالى : {فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا} إلخ وذلك لعدم استناد الإيمان حينئذ إلى الاختيار ، وقوله : {سنة الله التي قد خلت في عباده} أي سنها الله سنة ماضية في عباده أن لا تقبل توبة بعد رؤية البأس {وخسر هنالك الكافرون} .

__________________

1- الميزان ، الطباطبائي ، ج17 ، ص288-290 .

 

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

منافع الأنعام المختلفة :

 

تعود الآيات التي بين أيدينا للحديث مرّة اُخرى عن علائم قدرة الخالق (جلّ وعلا) ومواهبه العظيمة لبني البشر ، وتشرح جانباً منها كي تزيد من وعي الإنسان ومعرفته بالله تعالى ، وليندفع نحو الثناء والشكر فيزداد معرفة بخالقه .

يقول تعالى : {الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون} .

فبعضها يختص بالغذاء كالأغنام ، وبعضها للركوب والغذاء كالجمال التي تعتبر بحق سُفن الصحاري .

«أنعام» جمع «نعم» على وزن «قلم» وتطلق في الأصل على الجمال ، لكنّها توسعت فيما بعد لتشمل الجمال والبقر والأغنام ، والمصطلح مشتق من «النعمة» بسبب أنّ أحد أكبر النعم على الإنسان هي هذه الأنعام . وفي يومنا هذا ـ بالرغم من تقدم التكنولوجيا في مجال النقل البري والجويـ إلاّ أنّ الإنسان ما زال يستفيد من الأنعام ، خصوصاً في الأماكن الصحراوية الرملية ، التي يصعب فيها استخدام وسائل النقل الأُخرى . ويتمّ استخدام الأنعام والحيوانات في بعض المضائق والمناطق الجبلية ، حيث يتعذر استخدام غيرها من وسائل النقل الحديث .

لقد خلق الله الأنعام بأشكال مختلفة ، وبروح تستسلم للإنسان وتنصاع إليه وتخضع لأوامره وتلبي له احتياجاته ، في حين أنّ بعضها أقوى من أقوى الناس ، وهذا الإنصياع في حدّ ذاته دليل من أدلة الخالق العظيم الذي سخّر لعباده هذه الأنعام .

إنّ من الحيوانات الصغيرة ما يكون خطره مميتاً للإنسان ، في حين أن قافلة من الجمال يكفي صبي واحد لقيادها!

إضافة لما سبق تقول الآية التي بعدها : إنّ هناك منافع اُخرى : {ولكم فها منافع} .

الانسان يستفيد من لبنها وصوفها وجلدها وسائر أجزائها الأُخرى ، بل يستفيد حتى من فضلاتها في تسميد الأرض وإخصاب الزرع . وخلاصة القول : إنّه لا يوجد شيء غير نافع في وجود هذه الأنعام ، فكل جزء منها مفيد ونافع ، حتى أنّ الإنسان بدأ يستخلص بعض الأدوية من امصال هذه الحيوانات ، والملفت أن «منافع» جاءت نكرة في الآية لتبيّن أهمية ذلك) .

ثم تضيف الآية : {ولتبلغوا عليها حاجةً في صدوركم} .

احتمل بعض المفسّرين أن معنى الآية ينصرف إلى حمل الأثقال الذي يتمّ بواسطة الأنعام ، لكن يحتمل أن يكون المقصود بقوله تعالى : {حاجة في صدوركم} الإشارة إلى بعض المقاصد والأهداف والرغبات الشخصية ، إذ يستفاد من الإنعام في الترفيه والهجرة والسياحة والتسابق والتفاخر ، وما إلى ذلك من رغبات تنطوي عليها نفس الإنسان .

ولأنّ الأنعام تعتبر وسيلة سفر على اليابسة ، لذلك تقول الآية في نهايتها : {وعليها وعلى الفلك تحملون} هناك بحث عن منافع الحيوانات يمكن مراجعته أثناء الحديث عن الآية الخامسة من سورة النحل) .

لقد جاء التعبير القرآني «عليها» (أي الأنعام) بالرغم من الإشارة المباشرة إليها سابقاً ، ليكون مقدمة لذكر (الفلك) . والمعنى أنّ الله جلّ وعلا سخّر لكم الوسائل في البر والبحر للإنتقال ولحمل الأثقال كي تستطيعوا أن تبلغوا مقاصدكم بسهولة .

لقد جعلت للسفينة صفة خاصة بحيث تستطيع أن تبقى على سطح الماء بالرغم من الأثقال والأوزان الكبيرة التي عليها ، وجعل الله تعالى الحركة في الريح بحيث تستطيع الفلك الإستفادة منها لتحديد وجهة سفر الإنسان ومقصده .

الآية الأخيرة هي قوله تعالى : {ويريكم آياته فأيّ آيات الله تنكرون} هل تستطيعون إنكار آياته في الآفاق وفي أنفسكم؟ أم هل تنكرون آياته في خلقكم من تراب وتحويلكم عبر مراحل الخلق إلى ما أنتم عليه ، أم أنّكم تنكرون آياته في الحياة والموت والمبدأ والمعاد؟ وهل يمكنكم إنكار آياته في خلق السماء والأرض أو الليل والنهار ، أو خلقه لأُمور تساعد في استمرار حياتكم كالأنعام وغيرها؟

أينما تنظر وتمد البصر فثمة آيات الله وآثار العظمة في خلقه سبحانه وتعالى : «عميت عين لا تراك» .

يقول المفسّر الكبير العلاّمة «الطبرسي» في تفسيره «مجمع البيان» في جوابه على هذا السؤال : ما هو سبب مثل هذا الإنكار مع وضوح الدلائل والعلامات ؟

يقول : إنّ ذلك يمكن أن يعود إلى ثلاثة أسباب هي :

1 ـ عبادة الأهواء والإنقياد إليها ، لأنّ ذلك يؤدي إلى حجب الإنسان عن رؤية الحق ، (وينساق وراء غرائزه ، لأنّ الحق يحدّد هذه الغرائز من خلال فرض التكاليف والوظائف الربانية . لذلك يعمد هؤلاء إلى إنكار الحق برغم دلائله الواضحة) .

2 ـ التقليد الأعمى للآخرين ـ خصوصاً السابقين ـ وهذا أمر يحجب الإنسان عن الحق .

3 ـ الأحكام والإعتقادات الباطلة المترسخة في وعي الإنسان ، فيذعن لها وتحجبه عن دراسة الحق والأنفتاح على آيات الله تبارك وتعالى .

* * *

 

وقوله تعالى : {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ} [غافر : 82 - 85]

 

لا ينفع الإيمان عند نزول العذاب :

 

هذه الآيات هي آخر مجموعة من سورة المؤمن ، ونستطيع أن نعتبرها نوعاً من الإستنتاج للبحوث السابقة ، فبعد بيان كلّ الآيات الإلهية في الآفاق والأُنفس ، وكل تلك المواعظ اللطيفة التي تحدثت عن المعاد ، ومحكمة البعث الكبيرة ، هددت هذه الآيات الكافرين المستكبرين والمنكرين المعاندين تهديداً شديداً ، وواجهتهم بالمنطق والإستدلال ، وأوضحت لهم عاقبة أعمالهم .

فأوّلا تقول : {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} .

فإذا كان عندهم شك في صحة التأريخ المدون على الأوراق ، فهل عندهم شك فيما يلمسونه من الآثار الموجودة على سطح الأرض ، من القصور الخربة للملوك ، والعظام النخرة تحت التراب ، أو المدن التي أصابها البلاء والعذاب وبقيت آثارها شاهدة على ما جرى عليها؟!

فأُولئك : {كانوا أكثر منهم وأشد قوّة وآثاراً في الأرض} . حيث يمكن معرفة عددهم وقوّتهم من آثارهم المتمثلة في قبورهم وقصورهم ومدنهم .

عبارة : (آثاراً في الأرض) ـ سبق تفسيرها في الآية (21) من نفس السورة ـ فلعلها إشارة إلى تقدمهم الزراعي ، كما جاء في الآية (9) من سورة الروم ، أو إشارة إلى البناء العظيم للأقوام السابقين في قلب الجبال والسهول (2) .

ومع هذه القوّة والعظمة التي كانوا يتمتعون بها ، فإنّهم لم يستطيعوا مواجهة العذاب الإلهي : (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) (3) .

بل إنّ كلّ قواهم وقدراتهم أُبيدت خلال لحظات قصيرة ، حيث خربت القصور وهلكت الجيوش التي كان يلوذ بها الظالمون . . . وسقطوا كما تسقط أوراق الخريف ، أو أغرقوا في خضم الأمواج العاتية .

فإذا كان هذا هو مصير أُولئك السابقين مع كلّ ما لديهم ، فبأي مصيرـ يا ترى ـ يفكّر مشركو مكّة وهم أقل من أُولئك ؟!

الآية التي بعدها تنتقل للحديث عن تعاملهم مع الأنبياء ومعاجز الرسل البينة ، حيث يقول تعالى : {فلما جاءتهم رسلهم بالبيّنات فرحوا بما عندهم من العلم} (4) أيّ إنّهم فرحوا بما عندهم من المعلومات والأخبار ، وصرفوا وجوههم عن الأنبياء وأدلتهم .وكان هذا الأمر سبباً لأن ينزل بهم العذاب الالهي : {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} .

وذكر المفسّرون احتمالات عديدة عن حقيقة العلم الذي كان عندهم ، والذي اغتروا به وشعروا معه بعدم الحاجة إلى تعليمات الأنبياء ، والإحتمالات هذه هي :

أوّلا : لقد كانوا يظنون أنّ الشبهات الواهية والسفسطة الفارغة هي العلم ، ويعتمدون عليها . لقد ذكر القرآن الكريم أمثلة متعدّدة لهذا الأحتمال ، كما في قوله تعالى : {مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} [يس : 78] والآية حكاية على لسانهم .

وممّا حكاه القرآن عنهم أيضاً ، قوله تعالى : {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } [السجدة : 10] .

وقولهم في الآية (24) من سورة الجاثية : {مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية : 24] .

وهناك أمثلة اُخرى لإعاءاتهم .

ثانياً : المقصود بها العلوم المرتبطة بالدنيا وتدبير أُمور الحياة ، كما كان يدّعي «قارون» مثلا ، كما يحكي عنه القرآن الكريم في قوله تعالى : {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي } [القصص : 78] .

ثالثاً : المقصود بها العلوم ذات الأدلة العقلية والفلسفية ، حث كان يعتقد البعض ممن يمتلك هذه العلوم أنّ لا حاجة له للأنبياء ، وبالتالي فهولا ينصاع لنبواتهم ودلائل إعجازهم .

التفاسير الآنفة الذكر لا تتعارض فيما بينها ، لأنّها جميعاً تقصد اعتماد البشر على ما لديهم ، واستعلاءهم بهذه «المعرفة» على دعوات الرسل ومعاجز الأنبياء . بل واندفع هؤلاء حتى إلى السخرية بالوحي والمعارف السماوية .

لكن القرآن الكريم يذكر مآل غرور هؤلاء وعلوّهم وتكبرهم إزاء آيات الله ، حينما يقول : {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } [غافر : 84] .

ثم تأتي النتيجة سريعاً في قوله تعالى : {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا } [غافر : 85] .

لماذا ؟ لأنّه عند نزول «الإستئصال» تغلق أبواب التوبة ، وعادة ما يكون مثل هذا الإيمان إيماناً اضطرارياً ليس له ثمرة الإيمان الإختياري ، إذ أنّه تحقق في ظل شروط غير عادية ، لذا من المحتمل جدّاً أن يعود هؤلاء إلى سابق وضعهم عندما ترتفع الشروط الإستثنائية التي حلّت بهم .

لذلك لم يُقبل من «فرعون» إيمانه وهو في الأنفاس الأخيرة من حياته وعند غرقه في النيل .

وهذا الحكم لا يختص بقوم دون غيرهم ، بل هو : (سنة الله التي قد خلت في عباده) .

ثم تنتهي الآية بقوله تعالى : {وخسر هنالك الكافرون} .

ففي ذلك اليوم عندما ينزل العذاب بساحتهم سيفهم هؤلاء بأنّ رصيدهم في الحياة الدنيا لم يكن سوى الغرور والظنون والأوهام ، فلم يبق لهم من دنياهم سوى التبعات والعذاب الإلهي الأليم ، وهل ثمّة خسران أكبر من هذا؟!

وهكذا تنتهي السورة المباركة (المؤمن) التي بدأت بوصف حال الكافرين المغرورين ، ببيان نهاية هؤلاء وما آل إليه مصيرهم من العذاب والخسران .

_______________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج12 ، ص130-136 .

2 ـ كما تذكره الآيات (128) و129) من سورة الشعراء .

3 ـ هناك احتمالان في (ما) في جملة «ما أغنى» فإمّا نافية أو استفهامية ، لكن يظهر أنّ الأوّل هو الصحيح ، وهناك أيضاً احتمالان في «ما» في جملة (ما كانوا يكسبون) فإما موصولة أو مصدرية ولكن الأوّل هو المرجح .

4 ـ إحتمل البعض أن يعود الضمير في (جاءتهم) إلى الأنبياء ، لذا يكون المقصود بالعلوم علوم الأنبياء ، بينما المقصود من (فرحوا) هو ضحك واستهزاء الكفّار بعلوم الأنبياء ، لكن هذا التّفسير احتماله بعيد .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



أولياء الأمور: حفل الورود الفاطمية للتكليف الشرعي يحصن بناتنا من التأثر بالأفكار المحيطة بهن
تربويات: الورود الفاطمية لتكليف الطالبات مشروع حيوي لبناء مجتمعٍ سليم
تربويون: مشروع الورود الفاطمية ينتج جيلاً محتشماً ملتزماً بالحجاب وتعاليم الدين الإسلامي
الشؤون النسوية: مشهد حفل التكليف الشرعي له وقع كبير في نفوس المكلفات