الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أحمد بن علي بن خيران الكاتب
المؤلف:
ياقوت الحموي
المصدر:
معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة:
ج1، ص492-497
10-04-2015
3507
المصري، أبو محمد الملقب بولي الدولة، صاحب ديوان الإنشاء بمصر بعد أبيه. وكان أبوه أيضا فاضلا بليغا أعظم من ابنه وأكثر علما وكان أبو محمد هذا يتقلد ديوان الإنشاء للظاهر ثم للمستنصر وكان رزقه في كل سنة ثلاثة آلاف دينار وله عن كل ما يكتبه من السجلات والعهودات وكتب التقليدات رسوم يستوفيها من كل شيء بحسبه وكان شابا حسن الوجه جميل المروءة واسع النعمة طويل اللسان جيد العارضة وسلم إلى أبي منصور بن الشيرازي رسول ابن النجار إلى مصر من بغداد جزأين من شعره ورسائله واستصحبهما إلى بغداد ليعرضهما على الشريف المرتضى أبي القاسم وغيره ممن يأنس به من رؤساء البلد ويستشير في تخليدهما دار العلم لينفذ بقية الديوان والرسائل إن علم أن ما أنفذه منها ارتضي واستجيد وأنه فارقه. حيا ثم ورد الخبر بأنه مات في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة في أيام المستنصر.
قال ابن عبد الرحيم ووقع إلي الجزء من الشعر فتأملته فما وجدته طائلا وعرفني الرئيس أبو الحسن هلال بن المحسن أن الرسائل صالحة سليمة قال وقد انتزعت من المنظوم على خلوة إلا من الوزن والقافية.
فمن شعره: [الكامل]
(عشق الزمان بنوه جهلا منهم ... وعلمت سوء صنيعه فشنئته)
(نظروه نظرة جاهلين فغرهم ... ونظرته نظر الخبير فخفته)
(ولقد أتاني طائعا فعصيته ... وأباحني أحلى جناه فعفته)
ومن شعره أيضا: [السريع]
(ولي لسان صارم حده ... يدمي إذا شئت ولا يدمى)
(ومنطق ينظم شمل العلا ... ويستميل العرب والعجما)
(ولو دجا الليل على أهله ... فأظلموا كنت لهم نجما)
ومن شعره أيضا: [مجزوء الرمل]
(أخذ المجد يميني ... لتفيضن يميني)
(ثم لا أرجئ إحسانا ... إلى من يرتجيني)
ومن شعره: [أيضا الكامل]
(ولقد سموت على الأنام بخاطر ... ألله أجرى منه بحرا زاخرا)
(فإذا نظمت نظمت روضا حاليا ... وإذا نثرت نثرت درا فاخرا)
وقال على لسان بعض العلويين يخاطب العباسيين: [الطويل]
(وينطقنا فضل البدار إلى الهدى ... ويخرسكم عن ذكر فضل لنا بدر)
(وما كانت الشورى علينا غضاضة ... ولو كنتم فيها استطاركم الكبر)
ومن شعره أيضا: [الكامل]
(يا من إذا أبصرت طلعته ... سدت علي مطالع الحزم)
(قد كف لحظي عنك مذ كثرت ... فينا الظنون فكف عن ظلمي)
ومن شعره أيضا: [البسيط]
(حيوا الديار التي أقوت مغانيها ... واقضوا حقوق هواها بالبكا فيها)
(ديار فاترة الألحاظ غانية ... جنت عليك ولجت في تجنيها)
(ظلت تسح دموعي في معاهدها ... سح السحاب إذا جادت عزاليها)
ومن شعره أيضا: [المديد]
(أيها المغتاب لي حسدا ... مت بداء البغي والحسد)
(حافظي من كل معتقد ... في سوءا حسن معتقدي)
ومن شعره أيضا: [البسيط]
أما ترى الليل قد ولت كواكبه ... والصبح قد لاح وانبثت مواكبه)
(ومنهل العيش قد طابت موارده ... والدهر وسنان قد أغفت نوائبه)
(فقم بنا نغتنم صفو الزمان فما ... صفو الزمان لمخلوق يصاحبه)
ومن شعره أيضا: [الكامل]
(خلقت يدي للمكرمات ومنطقي ... للمعجزات ومفرقي للتاج)
(وسموت للعلياء أطلب غاية ... يشقى بها الغاوي ويحظى الراجي)
ومن شعره: [الرمل]
(أنا شيعي لآل المصطفى ... غير أني لا أرى سب السلف)
(أقصد الإجماع في الدين ومن ... قصد الإجماع لم يخش التلف)
(لي بنفسي شغل عن كل من ... للهوى قرظ قوما أو قذف)
ومن شعره: [الطويل]
(فقام يناوي غرة الشمس نوره ... وتنصف من ظلم الزمان عزائمه)
(أغر له في العدل شرع يقيمه ... وليس له في الفضل ند يقاومه)
وقال على لسان ذلك الملك يخاطب الظاهر لإعزاز دين الله حين أمر بالختم على جميع ماله هذين البيتين وكانا السبب في الإفراج عما أخذ منه والرضى عنه: [السريع]
(من شيم المولى الشريف العلي ... ألا يرى مطرحا عبده)
(وما جزا من جن من حبكم ... أن تسلبوه فضلكم عنده)
وكان ابن خيران قد خرج إلى الجيزة متنزها ومعه من أصحابه المتقدمين في الأدب والشعر والكتابة وقد احتفوا به يمينا وشمالا فأدى بهم السير إلى مخاضة مخوفة فلما رأى إحجام الجماعة من الفرسان عنها وظهور جزعهم منها قنع بغلته فولجها حتى قطعها وانثنى قائلا مرتجلا: [الكامل]
(ومخاضة يلقى الردى من خاضها ... كنت الغداة إلى العدا خواضها)
(وبذلت نفسي في مهاول خوضها ... حتى تنال من العدا أغراضها)
وله أيضا: [البسيط]
(من كان بالسيف يسطو عند قدرته ... على الأعادي ولا يبقي على أحد)
(فإن سيفي الذي أسطو به أبدا ... فعل الجميل وترك البغي والحسد)
وله أيضا: [السريع]
(قد علم السيف وحد القنا ... أن لساني منهما أقطع)
(والقلم الأشرف لي شاهد ... بأنني فارسه المصقع)
قال ابن عبد الرحيم وهو كثير الوصف لشعره والثناء على براعته ولسنه وجميع ما في الجزء بعد ما ذكرته لا حظ فيه وليس فيه مدح إلا في سلطانهم المستنصر والباقي على نحو ما ذكرته في مراثي أهل البيت عليهم السلام ولو كان فيه ما يختار لا خترته.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
