المؤمن رقيق ، كله حنان وعاطفة ، ويتأثّر لمشاكل البعيد فضلاً عن القريب ، ويحمل همّ الآخرين دعاء وسعياً ، وهو من صفات الأنبياء.. وقد كان النبي (صلى الله عليه وآله) بعد غزوة بدر لا يكاد يهدأ في الليل ، لأنه لا يتحمل أن يسمع أنين عمّه العباس ، مع أنه كان لا يزال في عالم الكفر ، فهذه رقّة النبي (صلى الله عليه وآله) مع أقاربه.. وقد قال (صلى الله عليه وآله) : (إذا ظهر العلم ، واحترز العمل ، وائتلفت الألسن ، واختلفت القلوب ، وتقاطعت الأرحام ؛ هنالك لعنهم الله ، فأصمّهم وأعمى أبصارهم)(1).

_____________

1ـ ثواب الأعمال : ص242.