أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار،
عن ابن معروف، عن ابن مهزيار عن رجل، عن واصل بن سليمان، عن ابن سنان
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان المسيح
عليه السلام يقول لأصحابه: إن كنتم أحبائي وإخواني فوطنوا أنفسكم على العداوة
والبغضاء من الناس، فإن لم تفعلوا فلستم بإخواني، إنما أعلمكم لتعملوا، ولا أعلمكم
لتعجبوا، إنكم لن تنالوا ما تريدون إلا بترك ما تشتهون، وبصبركم على ما تكرهون،
وإياكم والنظرة فإنها تزرع في قلب صاحبها الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة. يا
طوبى لمن يرى بعينيه الشهوات ولم يعمل بقلبه المعاصي، ما أبعد ما قد فات وأدنى
ما هو آت ! ويل للمغترين لو قد آزفهم ما يكرهون، وفارقهم ما يحبون، و جاءهم
ما يوعدون، في خلق هذا الليل والنهار معتبر، ويل لمن كانت الدنيا همه، والخطايا
عمله، كيف يفتضح غدا عند ربه ؟ ولا تكثروا الكلام في غير ذكر الله، فإن الذين
يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون، لا تنظروا إلى عيوب
الناس كأنكم رئايا عليهم، ولكن انظروا في خلاص أنفسكم فإنما أنتم عبيد مملوكون،
إلى كم يسيل الماء على الجبل لا يلين ؟ ! إلى كم تدرسون الحكمة لا يلين عليها
قلوبكم ؟ ! عبيد السوء فلا عبيد أتقياء، ولا أحرار كرام، إنما مثلكم كمثل الدفلى
يعجب بزهرها من يراها، ويقتل من طعمها. والسلام.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [324]
تاريخ النشر : 2024-05-12