أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الموت والقبر والبرزخ/البرزخ والقبر/الإمام الصادق (عليه السلام)
في حديث الزنديق الذي سأل الصادق عليه السلام
عن مسائل أن قال: أخبرني عن السراج إذا انطفأ أين يذهب نوره
؟ قال: يذهب فلا يعود، قال: فما أنكرت أن يكون
الانسان مثل ذلك إذا مات وفارق الروح البدن لم يرجع إليه أبدا كما لا يرجع ضوء السراج
إليه إذا انطفأ ؟ قال: لم تصب القياس إن النار في الاجسام كامنة والاجسام قائمة
بأعيانها كالحجر والحديد، فإذا ضرب أحدهما بالآخر سطعت من بينهما نار تقتبس
منها سراج له الضوء، فالنار ثابتة في أجسامها والضوء ذاهب، والروح جسم رقيق قد ألبس
قالبا كثيفا ليس بمنزلة السراج الذي ذكرت،
أن الذي خلق في الرحم جنينا من ماء صاف، وركب فيه ضروبا مختلفة من عروق وعصب وأسنان
وشعر وعظام وغير ذلك هو يحييه بعد موته ويعيده بعد فنائه، قال: فأين الروح ؟ قال:
في بطن الارض حيث مصرع البدن إلى وقت البعث، قال: فمن صلب أين روحه ؟ قال: في كف الملك
الذي قبضها حتى يودعها الارض، قال أفيتلاشي الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو
باق ؟ قال: بل هو باق إلى وقت ينفخ في الصور، فعند ذلك تبطل الاشياء وتفنى، فلا
حس ولا محسوس، ثم اعيدت الاشياء كما بدأها مدبرها، وذلك أربعمائة سنة تسبت فيها الخلق،
وذلك بين النفختين.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 6 / صفحة [ 216 ]
تاريخ النشر : 2024-03-27