قال ابن عباس: كنت عند أبي على العشاء بعد
المغرب إذ جاء الخادم، فقال: هذا أمير المؤمنين بالباب، فدخل عثمان فجلس، فقال له
العباس : تعش.
قال: تعشيت، فوضع يده، فلما فرغنا من
العشاء قام من كان عنده وجلست وتكلم عثمان، فقال: يا خال، أشكو إليك ابن أخيك -
يعني عليا (عليه السلام) - فإنه أكثر في شتمي، ونطق في عرضي، وأنا أعوذ بالله من
ظلمكم بني عبد المطلب، إن يكن هذا الامر لكم فقد سلمتموه إلى من هو أبعد مني، وإن
لا يكن لكم فحقي أخذت.
فتكلم العباس، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى
على النبي (صلى الله عليه وآله)، وذكر ما خص الله به قريشا منه، وما خص به بني عبد
المطلب خاصة، ثم قال: أما بعد، فما حمدتك لابن أخي، ولا حمدت ابن أخي فيك، وما هو
وحده، ولقد نطق غيره، فلو أنك هبطت مما صعدت، وصعدوا مما هبطوا لكان ذلك أقرب.
فقال: أنت وذلك يا خال. قال: فلم تكلم بذلك
عنك؟ قال: نعم أعطهم عني ما شئت، وقام عثمان فخرج، فلم يلبث أن رجع إليه فسلم وهو
قائم، ثم قال: يا خال، لا تعجل بشئ حتى أعود إليك، فرفع العباس يديه واستقبل
القبلة، فقال: اللهم استبق بي ما لا خير لي في إدراكه، فما مضت الجمعة حتى مات.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 710
تاريخ النشر : 2024-01-05