أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الجنة والنار/النار وحميمها/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
من كتاب زهد النبي صلى الله عليه وآله أن جبرئيل
عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وآله عند الزوال في ساعة لم يأته فيها وهو
متغير اللون، وكان النبي صلى الله عليه وآله يسمع حسه وجرسه فلم يسمعه يومئذ، فقال
له النبي صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل مالك جئتني في ساعة لم تكن تجيئني فيها
؟ وأرى لونك متغيرا، وكنت أسمع حسك وجرسك فلم أسمعه ؟ فقال: إني جئت حين أمر الله
بمنافخ النار فوضعت على النار، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أخبرني عن النار
يا جبرئيل حين خلقها الله تعالى، فقال: إنه سبحانه أوقد عليها ألف عام فاحمرت،
ثم أوقد عليها ألف عام فابيضت، ثم أوقد عليها ألف عام فاسودت، فهي سوداء مظلمة
لا يضئ جمرها، ولا ينطفئ لهبها، والذي بعثك بالحق نبيا لو أن مثل خرق إبرة خرج
منها على أهل الارض لاحترقوا عن آخرهم، ولو أن رجلا دخل جهنم ثم اخرج منها لهلك أهل
الارض جميعا حين ينظرون إليه، لما يرون به، ولو أن ذراعا من السلسلة التي ذكره الله
تعالى في كتابه وضع على جميع جبال الدنيا لذابت عن آخرها، ولو أن بعض خزان جهنم
التسعة عشر نظر إليه أهل الارض لماتوا حين ينظرون
إليه، ولو أن ثوبا من ثياب أهل جهنم اخرج إلى
الارض لمات أهل الارض من نتن ريحه، فأكب النبي صلى الله عليه وآله وأطرق يبكي وكذلك
جبرئيل، فلم يزالا يبكيان حتى ناداهما ملك من السماء: يا جبرئيل ويا محمد إن الله
قد أمنكما من أن تعصياه فيعذبكما.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 8 / صفحة [ 305 ]
تاريخ النشر : 2024-01-02