أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام/إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام/الامام علي عليه السلام
أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا
حسن بن محمد بن شعبة الأنصاري، ومحمد بن جعفر بن رميس الهبيري بالقصر، وعلي بن
الحسين بن كأس النخعي بالرملة، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قالوا: حدثنا أحمد
بن يحيى بن زكريا الأزدي الصوفي، قال: حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد، قال:
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي، عن معروف بن خربوذ، وزياد بن المنذر، وسعيد بن
محمد الأسلمي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني، قال: لما احتضر عمر بن
الخطاب، جعلها شورى بين ستة. بين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وعثمان بن عفان،
وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمر فيمن
يشاور ولا يولى.
قال أبو الطفيل: فلما اجتمعوا أجلسوني على
الباب، أرد عنهم الناس، فقال علي (عليه السلام): إنكم قد اجتمعتم لما اجتمعتم له،
فانصتوا فأتكلم، فإن قلت حقا صدقتموني، وإن قلت باطلا ردوا علي ولا تهابوني، إنما
أنا رجل كأحدكم، أنشدكم بالله، هل فيكم أحد له مثل ابن عمي (صلى الله عليه وآله)،
وأقرب إليه رحما مني؟ قالوا.
اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد له مثل
عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله؟
قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد له أخ مثل
أخي جعفر ذي الجناحين مضرج بالدماء الطيار في الجنة؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد له زوجة
مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيدة نساء عالمها في الجنة؟
قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد صلى
القبلتين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبلي؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد له سهمان
في كتاب الله في الخاص والعام، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد ترك رسول
الله (صلى الله عليه وآله) بابه مفتوحا يحل له ما يحل لرسول الله، ويحرم عليه ما
يحرم على رسول الله، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم رجل ناجى رسول
الله (صلى الله عليه وآله) عشر مرات، يقدم بين يدي نجواه صدقة، غيري؟ قالوا: اللهم
لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قال في غزاة تبوك: " إنما أنت مني بمنزلة
هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي " غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله) مقالته يوم غدير خم: " من كنت مولاه فعلي
مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه " غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد وصى رسول
الله (صلى الله عليه وآله) في أهله وماله، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قتل
المشركين كقتلي؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد غسل رسول
الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟ قالوا:
اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد أقرب عهدا
برسول الله (صلى الله عليه وآله) مني؟
قالوا: اللهم لا.
قال. فأنشدكم بالله، هل فيكم من نزل في
حفرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟
قالوا: اللهم لا. قال: فاصنعوا ما أنتم
صانعون.
فقال طلحة والزبير عند ذلك: نصيبنا منها لك
يا علي، فقال عبد الرحمن بن عوف: قلدوني هذا الامر على أن أجعلها لأحدكم. قالوا:
قد فعلنا. فقال عبد الرحمن:
هلم يدك يا علي تأخذها بما فيها، على أن
تسير فينا بسيرة أبي بكر وعمر.
فقال (عليه السلام): آخذها بما فيها، على
أن أسير فيكم بكتاب الله وسنة نبيه جهدي، فخلى عن يد علي، وقال: هلم يدك يا عثمان،
خذها بما فيها، على أن تسير فينا بسيرة أبي بكر وعمر. فقال: نعم، ثم تفرقوا.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 554
تاريخ النشر : 2023-09-07