أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الأخذ بالكتاب والسنة وترك البدع والرأي والمقايس/الإمام الصادق (عليه السلام)
بعض أصحابنا، عمن ذكره، عن معاوية
بن ميسرة بن شريح، قال شهدت أبا عبد الله عليه السلام في مسجد الخيف وهو في حلقة
فيها نحو من ماءتي رجل وفيهم عبد الله بن شبرمة فقال: يا أبا عبد الله إنا نقضي
بالعراق فنقضي من الكتاب والسنة، وترد علينا المسألة فنجتهد فيها بالرأي.
قال: فأنصت
الناس جميع من حضر للجواب، وأقبل أبو عبد الله عليه السلام على من على يمينه يحدثهم،
فلما رأى الناس ذلك أقبل بعضهم إلى بعض وتركوا الإنصات، ثم تحدثوا ما شاء الله،
ثم إن ابن شبرمة قال: يا أبا عبد الله إنا قضاة العراق وإنا نقضي بالكتاب والسنة
وإنه ترد علينا أشياء ونجتهد فيها الرأي قال: فأنصت جميع الناس للجواب وأقبل أبو
عبد الله عليه السلام على من على يساره يحدثهم فلما رأى الناس ذلك أقبل بعضهم على
بعض وتركوا الإنصات، ثم إن ابن شبرمة سكت ما شاء الله، ثم عاد لمثل قوله، فأقبل أبو
عبد الله عليه السلام فقال: أي رجل كان علي بن أبي طالب ؟ فقد كان عندكم
بالعراق ولكم به خبر، قال: فأطراه ابن شبرمة وقال قولا عظيما. فقال له أبو عبد
الله عليه السلام: فإن عليا عليه السلام أبى أن يدخل في دين الله الرأي وأن يقول
في شئ من دين الله بالرأي والمقائيس. فقال أبو ساسان: فلما كان الليل دخلت على أبي
عبد الله عليه السلام فقال لي: يا أبا ساسان لم يدعني صاحبكم ابن شبرمة حتى أجبته،
ثم قال: لو علم ابن شبرمة من أين هلك الناس ما دان بالمقائيس ولا عمل بها.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 2 / صفحة [ 313 ]
تاريخ النشر : 2023-07-20