أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أحاديث وروايات عامة/الإمام علي (عليه السلام)
المفيد عن
التمار عن محمد بن الحسين عن أبي نعيم ، عن صالح بن عبد الله عن هشام عن أبي مخنف
عن الأعمش ، عن أبي إسحاق السبيعي عن الأصبغ بن نباتة رحمه الله ، قال : إن أمير
المؤمنين [ عليه السلام ] خطب ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على النبي صلى
الله عليه وآله ثم قال : أيها الناس ! اسمعوا مقالتي وعوا كلامي ، إن الخيلاء من
التجبر ، والنخوة من التكبر ، وإن الشيطان عدو حاضر يعدكم الباطل .
ألا إن المسلم
أخو المسلم ، فلا تنابزوا ولا تخاذلوا ، فإن شرائع الدين واحدة ، وسبله قاصدة ، من
أخذ بها لحق ، ومن تركها مرق ومن فارقها محق .
ليس المسلم
بالخائن إذا ائتمن ، ولا بالمخلف إذا وعد ، ولا بالكذوب إذا نطق .
نحن أهل بيت
الرحمة ، وقولنا الحق ، وفعلنا القسط ، ومنا خاتم النبيين ، وفينا قادة الإسلام
وأمناء الكتاب ، ندعوكم إلى الله ورسوله ، وإلى جهاد عدوه والشدة في أمره وابتغاء
رضوانه ، وإلى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان وتوفير الفيء
لأهله .
ألا وإن [ من ]
أعجب العجب أن معاوية بن أبي سفيان الأموي وعمرو بن عاص السهمي ، يحرضان الناس على
طلب الدين بزعمهما ! وإني والله لم أخالف رسول الله صلى الله عليه وآله قط ، ولم
أعصه في أمر قط ، أقيه بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الأبطال ، وترعد فيها
الفرائص ، بقوة أكرمني الله بها فله الحمد .
ولقد قبض النبي
صلى الله عليه وآله وإن رأسه في حجري ، ولقد وليت غسله ، أغسله بيدي ، وتقلبه
الملائكة المقربون .
وأيم الله ، ما
اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على حقها ، إلا ما شاء الله .
قال : فقام عمار
بن ياسر رحمة الله عليه فقال : أما أمير المؤمنين فقد أعلمكم أن الأمة لم تستقم
عليه .
فتفرق الناس وقد
نفذت بصائرهم .
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 34 / صفحة [ 146 ]
تاريخ النشر : 2025-10-26