أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أحاديث وروايات عامة/الإمام علي (عليه السلام)
من وصيته عليه
السلام لعسكره قبل لقاء العدو بصفين : لا تقاتلوهم حتى يبدؤكم فإنكم بحمد الله على
حجة وترككم إياهم حتى يبدؤكم حجة أخرى لكم عليهم فإذا كانت الهزيمة بإذن الله فلا
تقتلوا مدبرا ولا تصيبوا معورا ولا تجهزوا على جريح .
ولا تهيجوا
النساء بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم فإنهن ضعيفات القوى والأنفس والعقول
إن كنا لنؤمر بالكف عنهن وإنهن لمشركات وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية
بالفهر أو الهراوة فيعير بها وعقبه من بعده .
- وكان
يقول عليه السلام لأصحابه عند الحرب : لا تشتدن عليكم فرة بعدها كرة ولا جولة
بعدها حملة وأعطوا السيوف حقوقها ووطنوا للجنوب مصارعها ، واذمروا أنفسكم على
الطعن الدعسي والضرب الطلحفي وأميتوا الأصوات فإنه أطرد للفشل. والذي فلق الحبة
وبرء النسمة ما أسلموا ولكن استسلموا وأسروا الكفر فلما وجدوا عليه أعوانا أظهروه
.
- [
و ] من كلام له عليه السلام وصى به شريح بن هانئ لما جعله على مقدمته إلى الشام : اتق
الله في كل مساء وصباح وخف على نفسك الدنيا الغرور ولا تأمنها على حال واعلم أنك
إن لم تردع نفسك عن كثير مما تحب مخافة مكروهه سمت بك الأهواء إلى كثير من الضرر
فكن لنفسك مانعا رادعا ولنزوتك عند الحفيظة واقما قامعا .
- وروى ابن أبي
الحديد في شرح النهج عن نصر بن مزاحم - ووجدته في أصل كتابه أيضا - عن عمر بن سعد
بإسناده عن عبد الله جندب عن أبيه أن عليا عليه السلام كان يأمرنا في كل موطن
لقينا معه عدوه [ ف ] يقول : لا تقاتلوا القوم حتى يبدؤكم فهي حجة أخرى لكم عليهم
فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولا تكشفوا عورة ولا
تمثلوا بقتيل فإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا سرا ولا تدخلوا دارا إلا بإذن
ولا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم .
ولا تهيجوا
امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم وتناولن أمراءكم وصلحاءكم فإنهن ضعاف القوى والأنفس
والعقول ولقد كنا لنؤمر بالكف عنهن وهن مشركات وإن كان الرجل ليتناول المرأة في
الجاهلية بالهراوة والحديد فيعير بها عقبه من بعده .
- وقال ابن ميثم
رحمه الله روي أن أمير المؤمنين عليه السلام كان إذا اشتد القتال ذكر اسم الله حين
يركب ثم يقول : الحمد لله على نعمه علينا وفضله العميم سبحان الذي سخر لنا هذا وما
كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون .
ثم يستقبل
القبلة ويرفع يديه ويقول : اللهم إليك نقلت الاقدام وأفضت القلوب ومدت الأعناق
وشخصت الابصار وأنضيت الأبدان .
اللهم قد صرح
مكنون الشنان ، وجاشت مراجل الأضغان .
اللهم إنا نشكو
إليك غيبة نبينا وكثرة عدونا وتشتت أهواءنا .
ربنا افتح بيننا
وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين .
ثم يقول سيروا
على بركة الله ثم يقول : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر يا الله
يا أحد يا صمد يا رب محمد .
بسم الله الرحمن
الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إياك نعبد وإياك نستعين اللهم كف
عنا أيدي الظالمين .
وكان هذا شعاره
بصفين .
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 33 / صفحة [ 458 ]
تاريخ النشر : 2025-10-21