قوله : « وأما
القاسطون فكانوا لجهنم حطبا » معاوية وأصحابه عليهم لعائن الله « وأن لو استقاموا
على الطريقة لأسقيناهم ماء غذقا » الطريقة : الولاية لعلي عليه السلام « لنفتنهم فيه
» قتل الحسين عليه السلام « ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا وأن المساجد
لله فلا تدعوا مع الله أحدا » إن الامام من آل محمد عليهم السلام فلا تتخذوا من
غيرهم إماما « وأنه لما قام عبد الله يدعوه » يعني محمد (ص) يدعوهم إلى الولاية «
كادوا » قريش « يكونون عليه لبدا » يتعاوون عليه ، قال : « قل إنما أدعو ربي » قل
: إنما أمر ربي فـ « لا أملك لكم ضرا ولا رشدا » إن توليتم عن ولايته « قل إني لن
يجيرني من الله أحدا » إن كتمت ما امرت به « ولن أجد من دونه ملتحدا » يعني مأوى «
إلا بلاغا من الله » ابلغكم ما أمرني الله به من ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام
« ومن يعص الله ورسوله » في ولاية علي عليه السلام « فإن له نار جهنم خالدين فيها
أبدا ».
قال النبي صلى الله
عليه وآله : يا علي أنت قسيم النار ، تقول : هذا لي وهذا لك ، قالوا : فمتى يكون
ما تعدنا يا محمد من أمر علي والنار؟ فأنزل الله « حتى إذا رأوا ما يوعدون » يعني الموت
والقيامة « فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا » يعني فلان وفلان وفلان ومعاوية
وعمرو بن العاص وأصحاب الضغائن من قريش من أضعف ناصرا وأقل عددا ، قالوا : فمتى
يكون هذا يا محمد؟ قال الله لمحمد صلى الله عليه وآله : « قل إن أدري أقريب ما
توعدون أم يجعل له ربي أمدا » قال : أجلا « عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا
من ارتضى من رسول » يعني علي المرتضى من الرسول صلى الله عليه وآله وهو منه ،
قال الله : « فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا » قال : في قلبه العلم ومن خلفه
الرصد ، يعلمه ويزقه العلم زقا ويعلمه الله إلهاما ، والرصد : التعليم من النبي
صلى الله عليه وآله « ليعلم » البني أن قد أبلغ رسالات ربه وأحاط علي بما لدى
الرسول من العلم وأحصى كل شئ عددا ، ما كان و ما يكون منذ يوم خلق الله آدم إلى أن
تقوم الساعة : من فتنة أو زلزلة أو خسف أو قذف أو امة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما
بقي ، وكم من إمام جائر أو عادل يعرفه باسمه و نسبه ، ومن يموت موتا أو يقتل قتلا
، وكم من إمام مخذول لا يضره خذلان من خذله ، وكم من إمام منصور لا ينفعه نصرة من نصره.
وعنه عن أبي
جعفر عليه السلام في قوله : « ومن يعرض » إلى آخره قال : حدثني محمد بن أحمد
المدائني ، قال : حدثني هارون بن مسلم ، عن الحسين بن علوان ، عن علي بن غراب ، عن
الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله : « ومن يعرض عن ذكر ربه » قال ذكر
ربه ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 36 / صفحة [ 127 ]
تاريخ النشر : 2025-12-07