أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/فرق وأديان/الإمام علي (عليه السلام)
كتاب الغارات:
لابراهيم ابن محمد الثقفي عن إسماعيل بن أبان، عن عبد الغفار بن القاسم، عن
المنصور بن عمر، عن زر بن حبيش. وعن أحمد بن عمران بن أبي ليلى عن أبيه عن ابن أبي
ليلى عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش قال: خطب علي عليه السلام بالنهروان فحمد
الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس أما بعد أنا فقأت عين الفتنة لم يكن أحد
ليجتري عليها غيري - وفي حديث ابن أبي ليلى لم يكن ليفقأها أحد غيري - ولو لم أك
فيكم ما قوتل أصحاب الجمل وأهل النهروان وأيم الله لولا أن تتكلوا وتدعوا العمل
لحدثتكم بما قضى الله على لسان نبيكم صلى الله عليه وآله لمن قاتلهم مبصرا
لضلالتهم عارفا للهدى الذي نحن عليه. ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني سلوني عما شئتم
سلوني قبل أن تفقدوني إني ميت أو مقتول بل قتلا ما ينتظر أشقاها أن يخضبها من
فوقها بدم ؟ وضرب بيده إلى لحيته. والذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم
وبين الساعة ولا عن فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا نبأتكم بناعقها وسائقها. فقام
إليه رجل فقال: حدثنا يا أمير المؤمنين عن البلاء.
قال: إنكم في
زمان إذا سأل سائل فليعقل وإذا سئل مسؤول فليثبت. ألا وإن من ورائكم أمورا أتتكم
جللا مزوجا وبلاء مكلحا ملحا والذي فلق الحبة وبرئ النسمة أن لو قد فقدتموني ونزلت
[بكم] كراهية الامور وحقايق البلاء لقد أطرق كثير من السائلين وفشل كثير من
المسؤولين وذلك إذا قلصت حربكم وشمرت عن ساق، وكانت الدنيا بلاء عليكم وعلى أهل
بيتي حتى يفتح الله لبقية الابرار.
فانصروا أقواما
كانوا أصحاب رايات يوم بدر ويوم حنين تنصروا وتوجروا ولا تسبقوهم فتصرعكم البلية
فقام إليه رجل آخر فقال: يا أمير المؤمنين حدثنا عن الفتن. قال: إن الفتنة إذا
أقبلت شبهت وإذا أدبرت استقرت يشبهن مقبلات ويعرفن مدبرات إن الفتن تحوم كالرياح
يصبن بلدا ويخطئن أخرى. ألا إن خوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية إنها فتنة
عمياء مظلمة مطينة عمت فتنتها وخصت بليتها وأصاب البلاء من أبصر فيها وأخطأ البلاء
من عمي عنها يظهر أهل باطلها على أهل حقها حتى تملا الارض عدوانا وظلما وبدعا. ألا
وإن أول من يضع جبروتها ويكسر عمدها وينزع أوتادها الله رب العالمين. وأيم الله
لتجدن بني أمية أرباب سوء لكم بعدي كالناب الضروس تعض بفيها وتخبط بيديها وتضرب
برجليها وتمنع درها لا يزالون بكم حتى لا يتركوا في مصركم إلا تابعا لهم أو غير
ضار ولا يزال بلاؤهم بكم حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلا مثل انتصار العبد من
ربه إذا رآه أطاعه وإذا توارى عنه شتمه. وأيم الله لو فرقوكم تحت كل حجر لجمعكم
الله لشر يوم لهم. ألا إن من بعدي جماع شتى ألا إن قبلتكم واحدة وحجكم واحد
وعمرتكم واحدة والقلوب مختلفة. ثم أدخل [عليه السلام] أصابعه بعضها في بعض. فقام
رجل فقال: ما هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال: هذا هكذا يقتل هذا هذا ويقتل هذا هذا
قطعا جاهلية ليس فيها هدى ولا علم يرى نحن أهل البيت منها بمنجاة ولسنا فيها
بدعاة. فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما نصنع في ذلك الزمان ؟ قال: انظروا أهل
بيت نبيكم فإن لبدوا فالبدوا، وإن استصرخوكم فانصروهم توجروا ولا تسبقوهم فتصرعكم
البلية. فقام رجل آخر فقال: ثم ما يكون بعد هذا يا أمير المؤمنين قال: ثم إن الله
يفرج الفتن برجل منا أهل البيت كتفريج الاديم - بأبي ابن خيرة الاماء - يسومهم
خسفا ويسقيهم بكأس مصبرة فلا يعطيهم إلا السيف هرجا هرجا يضع السيف على عاتقه
ثمانية أشهر ودت قريش عند ذلك بالدنيا وما فيها لو يروني مقاما واحدا قدر حلب شاة
أو جزر جزور لأقبل منهم بعض الذي يرد عليهم حتى تقول قريش: لو كان هذا من ولد
فاطمة لرحمنا فيغريه الله ببني أمية فيجعلهم ملعونين أينما ثقفوا [أخذوا] وقتلوا
تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 33 / صفحة [ 365 ]
تاريخ النشر : 2025-10-18