أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/فضل الامام ومنزلته وكرامته/الامام الباقر عليه السلام
أحمد بن محمد
الطبري عن جعفر بن محمد الكوفي عن الحسن بن عبد الواحد الخزاز عن يحيى بن الحسن بن
فرات عن عامر بن كثير عن الحسن بن سعيد عن زياد بن المنذر قال : سمعت أبا جعفر
محمد بن علي عليه السلام وهو يقول: نحن شجرة أصلها رسول الله ، وفرعها أمير
المؤمنين علي ، وأغصانها فاطمة بنت محمد ، وثمرتها الحسن والحسين عليهما السلام ،
فأنها شجرة النبوة وبيت الرحمة ومفتاح الحكمة ومعدن العلم وموضع الرسالة ومختلف
الملائكة وموضع سر الله ووديعته والامانة التي عرضت على السماوات والارض ، وحرم
الله الاكبر وبيت الله العتيق وحرمه.
عندنا علم
المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب ومولد الاسلام وأنساب العرب ، كانوا نورا
مشرقا حول عرش ربهم فأمرهم فسبحوا فسبح أهل السماوات بتسبيحهم ، ثم أهبطوا إلى
الارض فأمرهم فسبحوا فسبح أهل الارض بتسبيحهم ، فانهم لهم الصافون وإنهم لهم
المسبحون ، فمن أوفى بذمتهم فقد أوفى بذمة الله ، ومن عرف حقهم فقد عرف حق الله.
هم ولاة أمر
الله وخزان وحي الله وورثة كتاب الله وهم المصطفون بسر الله و الأمناء على وحي
الله ، هؤلاء أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة والمستأنسون بخفق أجنحة الملائكة ، من
كان يغذوهم جبرئيل من الملك الجليل بخبر التنزيل وبرهان التأويل.
هؤلاء أهل بيت
أكرمهم الله بسره وشرفهم بكرامته وأعزهم بالهدى وثبتهم بالوحي وجعلهم أئمة هدى
ونورا في الظلم للنجاة ، واختصهم لدينه وفضلهم بعلمه وآتاهم ما لم يؤت أحدا من
العالمين ، وجعلهم عمادا لدينه ومستودعا لمكنون سره وأمناء على وحيه ونجباء من
خلقه وشهداء على بريته.
اختارهم الله
وحباهم وخصهم واصطفاهم وفضلهم وارتضاهم وانتجبهم وانتقاهم وجعلهم للبلاد والعباد
عمارا ، وأدلاء للامة على الصراط ، فهم أئمة الهدى والدعاة إلى التقوى وكلمة الله
العليا وحجته العظمى ، وهم النجاة والزلفى هم الخيرة الكرام ، الأصفياء الحكام ، هم النجوم
الاعلام ، هم الصراط المستقيم هم السبيل الاقوم ، الراغب عنهم مارق والمقصر عنهم
زاهق واللازم لهم لاحق.
نور الله في
قلوب المؤمنين والبحار السائغة للشاربين ، أمن لمن التجأ إليهم وأمان لمن تمسك بهم
، إلى الله يدعون وله يسلمون وبأمره يعملون وبكتابه يحكمون ، منهم بعث الله رسوله
، وعليهم هبطت ملائكته ، وفيهم نزلت سكينته وإليهم بعث الروح الامين ، منا من الله
عليهم ، فضلهم به وخصهم ، واصول مباركة مستقر قرار الرحمة ، خزان العلم وورثة
الحلم واولوا التقوى والنهى والنور والضياء ، وورثة الانبياء وبقية الأوصياء.
منهم الطيب ذكره
، المبارك اسمه محمد المصطفى المرتضى ورسوله الامي ، ومنهم الملك الازهر والاسد
المرسل : حمزة ، ومنهم المستقى به يوم الزيارة العباس بن عبد المطلب عم رسول الله
صلى الله عليه وآله وصنو أبيه ، وذو الجناحين والهجرتين والقبلتين والبيعتين من
الشجرة المباركة صحيح الاديم واضح البرهان ، ومنهم حبيب محمد وأخوه المبلغ عنه من
بعده البرهان والتأويل ومحكم التفسير أمير المؤمنين وولى المؤمنين ووصي رسول الله
رب العالمين : علي بن أبي طالب ، عليه من الله الصلوات الزكية والبركات السنية.
هؤلاء الذين
افترض الله مودتهم وولايتهم على كل مسلم ومسلمة ، فقال في محكم كتابه لنبيه (ص) :
« قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا
إن الله غفور شكور » فقال أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام : اقتراف الحسنة
مودتنا أهل البيت.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 26 / صفحة [ 251 ]
تاريخ النشر : 2025-05-18