التفسير بالمأثور/تأويل الآيات والروايات/الإمام الكاظم (عليه السلام)
محمد بن العباس
عن ابن عقدة عن أحمد بن الحسن عن أبيه عن الحصين بن مخارق عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ـ عن آبائه في قوله عز وجل :
( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا
الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ) قال نحن هم.
ـ محمد بن
العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن موسى
بن جعفر عليه السلام قال : كنت عند أبي
يوما في المسجد إذ أتاه رجل فوقف أمامه وقال يا ابن رسول الله أعيت علي آية في
كتاب الله عز وجل سألت عنها جابر بن يزيد فأرشدني إليك فقال وما هي قال قوله عز
وجل : ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ) الآية فقال نعم فينا نزلت
وذلك أن فلانا وفلانا وطائفة معهم وسماهم اجتمعوا إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالوا يا رسول الله إلى من
يصير هذا الأمر بعدك فو الله لئن صار إلى رجل من أهل بيتك إنا لنخافهم على أنفسنا
ولو صار إلى غيرهم لعل غيرهم أقرب وأرحم بنا منهم فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله من ذلك غضبا شديدا ثم قال
أما والله لو آمنتم بالله ورسوله ما أبغضتموهم لأن بغضهم بغضي وبغضي هو الكفر
بالله ثم نعيتم إلي نفسي فو الله لئن مكنهم الله في الأرض ليقيموا [ ليقيمون ]
الصلاة لوقتها وليؤتوا [ ليؤتون ] الزكاة لمحلها وليأمرن بالمعروف ولينهن عن
المنكر إنما يرغم الله أنوف رجال يبغضونني ويبغضون أهل بيتي وذريتي فأنزل الله عز
وجل ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ) إلى قوله ( وَلِلَّهِ
عاقِبَةُ الْأُمُورِ ) فلم يقبل القوم ذلك فأنزل الله سبحانه ( وَإِنْ
يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ وَقَوْمُ
إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ
لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ ).
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 24 / صفحة [ 164 ]
تاريخ النشر : 2025-02-16