كتب التفسير/تفسير علي بن إبراهيم(تفسير القمي)/تطاير الكتب
في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه
السلام في قوله: " وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه " يقول: خيره وشره معه
حيث كان لا يستطيع فراقه حتى يعطى كتابه يوم القيامة بما عمل.
- قال: علي بن إبراهيم في قوله: "
وإذا الصحف نشرت " قال: صحف الاعمال.
- " اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا
أيديهم " إلى قوله: " بما كانوا يكسبون " قال: إذا جمع الله الخلق يوم
القيامة دفع إلى كل إنسان كتابه فينظرون فيه فينكرون أنهم عملوا من ذلك شيئا، فيشهد
عليهم الملائكة فيقولون: يا رب ملائكتك يشهدون لك، ثم يحلفون أنهم لم يعملوا من ذلك
شيئا، وهو قوله: " يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم " فإذا
فعلوا ذلك ختم على ألسنتهم وينطق جوارحهم بما كانوا يكسبون.
- حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم
وجلودهم بما كانوا يعملون " فإنها نزلت في قوم يعرض عليهم أعمالهم فينكرونها فيقولون:
ما عملنا منها شيئا، فيشهد عليهم الملائكة الذين كتبوا عليهم أعمالهم. فقال الصادق
عليه السلام: فيقولون لله: يا رب هؤلاء ملائكتك يشهدون لك، ثم يحلفون بالله ما فعلوا
من ذلك شيئا، وهو قول الله: " يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم
" وهم الذين غصبوا أمير المؤمنين، فعند ذلك يختم الله على ألسنتهم وينطق جوارحهم
فيشهد السمع بما سمع مما حرم الله، ويشهد البصر بما نظر به إلى ما حرم الله، وتشهد
اليدان بما أخذتا، وتشهد الرجلان بما سعتا مما حرم الله، وتشهد الفرج بما ارتكبت مما
حرم الله، ثم أنطق الله ألسنتهم فيقولون هم لجلودهم: " لم شهدتم علينا "
فيقولون: " أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون وما كنتم
تستترون " أي من الله " أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم
" والجلود الفروج " ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون".
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 7 / صفحة [ 312 ]
تاريخ النشر : 2023-05-31