كتب التفسير/التفسير المنسوب للامام العسكري (عليه السلام)/الامامة
قال الصادق عليه
السلام : أعظم الناس حسرة رجل جمع مالا عظيما بكد شديد ومباشرة الاهوال وتعرض
الاخطار ثم أفنى ماله صدقات ومبرات وأفنى شبابه وقوته في عبادات وصلوات وهو مع ذلك
لا يرى لعلي بن أبي طالب عليه السلام حقه ولا يعرف له من الاسلام محله ويرى أن من
لا يعشره ولا يعشر عشير معشاره أفضل منه عليه السلام يواقف على الحجج فلا يتأملها
ويحتج عليها بالآيات والاخبار فيأبى إلا تماديا في غيه فذاك أعظم حسرة من كل من
يأتي يوم القيامة وصدقاته ممثلة له في مثال الافاعي تنهشه وصلواته وعباداته ممثلة
له في مثال الزبانية تتبعه حتى تدعه إلى
جنهم دعا ، يقول : يا ويلي ألم أك من المصلين؟ ألم أك من المزكين؟ ألم أك عن أموال
الناس ونسائهم من المتعففين؟ فلماذا دهيت بما دهيت؟
فيقال له : يا
شقي ما نفعك ما عملت وقد ضيعت أعظم الفروض بعد توحيد الله والايمان بنبوة محمد
رسول الله صلى الله عليه وآله ضيعت ما لزمك من معرفة حق علي ولي الله ، والتزمت
ما حرم الله عليك من الايتمام بعدو الله ، فلو كان لك بدل أعمالك هذه عبادة الدهر
من أوله إلى آخره وبدل صدقاتك الصدقة بكل أموال الدنيا بل بملء الارض ذهبا لما
زادك ذلك من رحمة الله إلا بعدا ومن سخط الله إلا قربا.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 27 / صفحة [ 186 ]
تاريخ النشر : 2025-06-22