عن بريد بن
معاوية قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فسألته عن قول الله : «أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم » قال : فكان جوابه أن قال : « ألم تر إلى الذين
اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت » فلان وفلان « ويقولن للذين كفروا
هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا » يقول : الائمة الضالة والدعاة إلى النار هؤلاء
أهدى من آل محمد صلى الله عليه وآله
وأوليائهم سبيلا « اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا * أم
لهم نصيب من الملك » يعني الامامة والخلافة « فإذا لا يؤتون الناس نقيرا » نحن
الناس الذين عنى الله والنقير : النقطة التي رأيت في وسط النواة « أم يحسدون الناس
على ما آتاهم الله من فضله » فنحن المحسودون على ما آتانا الله من الامامة دون خلق
الله جميعا « فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما » يقول :
فجعلنا منهم الرسل والانبياء والائمة فكيف يقرون بذلك في آل إبراهيم وينكرونه في آل
محمد؟ « فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا » إلى قوله : « وندخلهم
ظلا ظليلا » قال : قلت قوله في آل ابراهيم : « وآتيناهم ملكا عظيما » ما الملك
العظيم؟ قال : أن جعل منهم أئمة ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ، فهو
الملك العظيم ، قال : ثم قال : «إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها » إلى
« سميعا بصيرا » قال : إيانا عنى ، أن يؤدي الاول منا إلى الامام الذي بعده الكتب
والعلم والسلاح « وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل » الذي في أيديكم ، ثم
قال للناس « يا أيها الذين آمنوا » فجمع المؤمنين إلى يوم القيامة « أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم » إيانا عنى خاصة « فإن خفتم تنازعا في الامر »
فارجعوا إلى الله وإلى الرسول واولي الامر منكم « هكذا نزلت وكيف يأمرهم بطاعة
اولي الامر ويرخص لهم في منازعتهم، إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم : أطيعوا
الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 23 / صفحة [ 289 ]
تاريخ النشر : 2024-12-09