أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير مجمع البيان
قال الطبرسي
رحمه الله: " وإذ قال الله " والمعنى: إذ يقول الله
يوم القيامة لعيسى: " يا عيسى بن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من
دون الله " هذا وإن خرج مخرج الاستفهام فهو تقريع وتهديد لمن ادعى ذلك عليه من
النصارى، وقيل: أراد بهذا القول تعريف عيسى عليه السلام أن قوما قد اعتقدوا فيه وفي
أمه أنهما إلهان، واعترض على قوله: " إلهين " فقيل: لم يعلم في النصارى من اتخذ مريم
إلها. والجواب عنه من وجوه: أحدها: أنهم لما جعلوا المسيح إلها ألزمهم أن يجعلوا
والدته أيضا إلها، لان الولد يكون من جنس الوالدة، فهذا على طريق الالزام لهم.
والثاني: أنهم لما عظموهما تعظيم الآلهة أطلق اسم الاله عليهما. والثالث: أنه يحتمل أن
يكون فيهم من قال بذلك. ويعضده ما حكاه الشيخ أبو جعفر قدس الله روحه عن بعض
النصارى أنه قد كان فيما مضى قوم يقال لهم المريمية يعتقدون في مريم أنها إله.
وقال رحمه
الله في قوله تعالى: " تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك " أي
تعلم غيبي وسري ولا أعلم غيبك وسرك، وإنما ذكر النفس لمزاوجة
الكلام، والعادة جارية بأن الانسان يسر في نفسه فصار قوله " ما في
نفسي " عبارة عن الاخفاء، ثم قال: " ما في نفسك " على
جهة المقابلة، وإلا فالله منزه عن أن يكون له نفس أو قلب تحل فيه المعاني.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [237]
تاريخ النشر : 2024-08-14