أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير مجمع البيان
قال الطبرسي
رحمه الله: " على واد النمل " هو واد بالطائف، وقيل: بالشام " قالت
نملة " أي صاحت بصوت خلق الله لها، ولما كان
الصوت مفهوما لسليمان عليه السلام عبر عنه بالقول،
وقيل: كانت رئيسة النمل " لا يحطمنكم " أي لا يكسرنكم " سليمان
وجنوده وهم لا يشعرون " بحطمكم ووطئكم فإنهم
لو علموا بمكانكم لو يطأكم، وهذا يدل على أن سليمان
وجنوده كانوا ركبانا ومشاة على الارض ولم تحملهم الريح، لان الريح لو حملتهم بين
السماء والارض لما خافت النملة أن يطأها بأرجلهم، ولعل هذه القصة كانت قبل تسخير
الله الريح لسليمان عليه السلام: فإن قيل: كيف عرفت النملة سليمان وجنوده حتى قالت
هذه المقالة ؟ قلنا: إذا كانت مأمورة بطاعته فلابد أن يخلق الله لها من الفهم ما تعرف
به أمور طاعته، ولا يمتنع أن يكون لها من الفهم ما تستدرك به ذلك، وقد علمنا أنها
تشق ما تجمع من الحبوب بنصفين مخافة أن تصيبه الندى فينبت إلا الكزبرة فإنها تكسرها
بأربع لأنها تنبت إذا قطعت بنصفين، فمن هداها إلى هذا فإنه يهديها إلى تمييز
ما يحطمها مما لا يحطمها، وقيل: إن ذلك كان منها على سبيل المعجز الخارق للعادة
لسليمان عليه السلام، قال ابن عباس: فوقف سليمان عليه السلام بجنوده حتى دخل النمل
مساكنه فتبسم ضاحكا من قولها، وسبب ضحكه التعجب لأنه رأى ما لا عهد له به، وقيل:
إنه تبسم بظهور عدله حتى عرفه النمل، وقيل: إن الريح أطارت كلامها إليه من
ثلاثة أميال حتى سمع ذلك فانتهى إليها وهي تأمر النمل بالمبادرة فتبسم من حذرها "
رب أوزعني " أي ألهمني.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [90]
تاريخ النشر : 2024-08-13