أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير مجمع البيان
قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى:
" وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير ":
قيل: معناه سيرنا الجبال مع داود حيث سار، فعبر عن ذلك
بالتسبيح لما فيه من الآية العظيمة التي تدعو إلى تسبيح الله تعالى وتعظيمه وتنزيهه
عن كل ما لا يليق به، وكذلك تسخير الطير له تسبيح يدل على أن مسخرها قادر لا
يجوز عليه ما يجوز على العباد، عن الجبائي وعلي بن عيسى، وقيل: إن الجبال كانت تجاوبه
بالتسبيح، وكذلك الطير تسبح معه بالغداة والعشي معجزة له، عن وهب، وفي قوله: "
وعلمناه صنعة لبوس لكم " أي علمناه كيف يصنع الدرع، قال قتادة: أول من صنع
الدرع داود، إنما كانت صفائح، جعل الله
سبحانه الحديد في يده كالعجين، فهو أول من سردها وحلقها
فجمعت الخفة والتحصين وهو قوله: " لتحصنكم من بأسكم " أي ليحرزكم
ويمنعكم من وقع السلاح فيكم، عن
السدي، وقيل: معناه من حربكم، أي في حالة الحرب والقتال، وقيل: إن سبب إلانة الحديد
لداود عليه السلام أنه كان نبيا ملكا وكان يطوف في ولايته متنكرا يتعرف أحوال
عما له ومتصرفيه، فاستقبله جبرئيل ذات يوم على صورة آدمي وسلم عليه، فرد السلام
وقال: ما سيرة داود ؟ فقال: نعمت السيرة لولا خصلة فيه، قال: وما هي ؟ قال: أنه
يأكل من بيت مال المسلمين، فشكره وأثنى عليه وقال: لقد أقسم داود إنه لا يأكل من
بيت مال المسلمين، فعلم الله سبحانه صدقه فألان له الحديد كما قال: " وألنا
له الحديد ".
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [4]
تاريخ النشر : 2024-08-13