أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير علي ين ابراهيم
قال علي بن إبراهيم ثم رحل يعقوب وأهله
من البادية بعد ما رجع إليه بنوه بالقميص
فألقوه على وجهه فارتد بصيرا، فقال لهم: ألم أقل
لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون ؟ قالوا له: يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا
خاطئين، فقال لهم: سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم. قال: أخرهم إلى السحر
لان الدعاء والاستغفار مستجاب فيه، فلما وافى يعقوب وأهله وولده مصر قعد يوسف
على سريره ووضع تاج الملك على رأسه فأراد أن يراه
أبوه على تلك الحالة، فلما دخل أبوه لم يقم له
فخروا كلهم له سجدا، فقال يوسف: " يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها
ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن
وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني
وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم " وحدثني محمد بن عيسى عن
يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد بن علي بن موسى مسائل فعرضها على أبي الحسن عليه
السلام فكان أحدها: أخبرني عن قول الله عزوجل: " و رفع أبويه على العرش وخروا له
سجدا " أسجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء ؟ فأجاب أبو الحسن عليه السلام:
أما سجود يعقوب وولده فإنه لم يكن ليوسف،
وإنما كان ذلك من يعقوب وولده طاعة لله وتحية ليوسف،
كما كان السجود من الملائكة لآدم ولم يكن لآدم وإنما كان منهم ذلك طاعة لله وتحية
لآدم، فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكر الله لاجتماع شملهم، ألم تر أنه يقول في
شكره ذلك القوت: " رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات
والارض أنت وليي في الدنيا والاخرة تو فني مسلما وألحقني بالصالحين ".
- فنزل عليه جبرئيل فقال له:
يا يوسف أخرج يدك، فأخرجها فخرج من بين أصابعه نور، فقال يوسف: ما هذا يا جبرئيل
؟ فقال: هذه النبوة أخرجها الله من صلبك لأنك لم تقم إلى أبيك، فحط الله نوره،
ومحا النبوة من صلبه، وجعلها في ولد لاوي أخي يوسف، وذلك لأنهم لما أرادوا
قتل يوسف قال: " لا تقتلوا يوسف وألقوه في
غيابت الجب " فشكر الله له ذلك، ولما أرادوا أن يرجعوا إلى أبيهم من مصر وقد
حبس يوسف أخاه قال: " لن أبرح الارض
حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين "
فشكر الله له ذلك، فكان أنبياء بني إسرائيل من ولد لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
عليه السلام، وكان موسى من ولده وهو موسى بن عمران بن يهصر بن واهيث بن لاوي
بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. فقال يعقوب لابنه: يا بني أخبرني ما فعل بك إخوتك
حين أخرجوك من عندي ؟ قال: يا أبت اعفني من ذلك، قال: أخبرني ببعضه، فقال:
يا أبت إنهم لما أدنوني من الجب قالوا: انزع قميصك، فقلت لهم: يا إخوتي اتقوا الله
ولا تجردوني، فسلوا علي السكين وقالوا: لئن لم تنزع لنذبحنك، فنزعت القميص،
وألقوني في الجب عريانا، قال: فشهق يعقوب شهقة واغمي عليه، فلما أفاق قال: يا
بني حدثني، فقال: يا أبت أسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلا أعفيتني فأعفاه، قال:
ولما مات العزيز وذلك في السنين الجدبة افتقرت امرأة العزيز واحتاجت حتى سألت الناس،
فقالوا لها: ما يضرك لو قعدت للعزيز - وكان يوسف سمي العزيز - فقالت: أستحيي منه،
فلم يزالوا بها حتى قعدت له، فأقبل يوسف في موكبه فقامت إليه وقالت: سبحان الذي
جعل الملوك بالمعصية عبيدا، وجعل العبيد بالطاعة ملوكا، فقال لها يوسف: أنت هاتيك
؟ فقالت: نعم - وكانت اسمها زليخا - فأمر بها وحولت إلى منزله و كانت هرمة فقال
لها يوسف: ألست فعلت بي كذا وكذا ؟ فقالت: يا نبي الله لا تلمني فإني بليت بثلاثة
لم يبل بها أحد، قال: وما هي ؟ قالت: بليت بحبك ولم يخلق الله في الدنيا لك نظيرا،
وبليت بأنه لم يكن بمصر امرأة أجمل مني ولا أكثر مالا مني نزع عني، فقال لها يوسف:
فما حاجتك ؟ قالت: تسأل الله أن يرد علي شبابي، فسأل الله فرد عليها شبابها
فتزوجها وهي بكر. وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: "
قد شغفها حبا " يقول: قد حجبها حبه عن الناس فلا تعقل غيره. والحجاب: هو
الشغاف والشغاف هو حجاب القلب.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 12 / صفحة [250]
تاريخ النشر : 2024-08-12