أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير علي ين ابراهيم
خلق الله آدم فبقي أربعين سنة مصورا
"، وكان يمر به إبليس اللعين فيقول: لأمر ما خلقت، فقال العالم عليه السلام:
فقال إبليس لئن أمرني الله بالسجود لهذا لعصيته، قال: ثم نفخ فيه فلما بلغت
فيه الروح إلى دماغه عطس فقال: الحمد لله، فقال الله له: يرحمك الله، قال الصادق
عليه السلام: فسبقت له من الله الرحمة، ثم قال الله تبارك وتعالى للملائكة: اسجدوا
لآدم فسجدوا له، فأخرج إبليس ما كان في قلبه من الحسد، فأبى أن يسجد فقال الله
عزوجل: " ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك " فقال: " أنا خير منه خلقتني
من نار وخلقته من طين " قال الصادق عليه
السلام: فأول من قاس إبليس واستكبر، والاستكبار هو أول
معصية عصي الله بها، قال: فقال إبليس: يا رب اعفني من السجود لآدم وأنا أعبدك عبادة
لم يعبدكها ملك مقرب ولا نبي مرسل، فقال الله: لا حاجة لي إلى عبادتك، إنما اريد
أن اعبد من حيث اريد لا من حيث تريد، فأبى ان يسجد فقال الله تبارك وتعالى: " اخرج
منها فإنك رجيم * وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين " قال إبليس: يا رب فكيف وأنت العدل
الذي لا تجور فثواب عملي بطل ؟ قال: لا ولكن سلني من أمر الدنيا ما شئت ثوابا "
لعملك اعطك، فأول ما سأل البقاء إلى يوم الدين، فقال الله: قد أعطيتك، قال: سلطني على
ولد آدم، قال: سلطتك، قال: أجرني فيهم مجرى الدم في العروق، قال: قد أجريتك،
قال: لا يولد لهم واحد إلا ولد لي إثنان، و أراهم ولا يروني، وأتصور لهم
في كل صورة شئت، فقال: قد أعطيتك، قال: يا رب زدني قال: قد جعلت لك ولذريتك صدورهم
أوطانا "، قال: رب حسبي، قال إبليس عند ذلك: " فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا
عبادك منهم المخلصين * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم
ولا تجد أكثرهم شاكرين ".
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 11 / صفحة [ 141 ]
تاريخ النشر : 2024-08-07