أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/النبي عيسى والسيدة مريم عليهما السلام/الإمام الصادق(عليه السلام)
بالإسناد إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد،
عن محمد بن الحسين، عن محمد ابن سنان، عن إسماعيل
بن جابر، عن الصادق عليه السلام إن عيسى عليه السلام
لما أراد وداع أصحابه جمعهم وأمرهم بضعفاء الخلق، ونهاهم عن الجبابرة، فوجه اثنين
إلى أنطاكية، فدخلا في يوم عيد لهم فوجداهم قد كشفوا عن الاصنام وهم يعبدونها،
فعجلا عليهم بالتعنيف، فشدا بالحديد وطرحا في السجن، فلما علم شمعون بذلك أتى
أنطاكية حتى دخل عليهما في السجن، وقال: ألم أنهكما عن الجبابرة ؟ ثم خرج من
عندهما وجلس مع الناس مع الضعفاء، فأقبل يطرح كلامه الشيء بعد الشيء، فأقبل الضعيف يدفع
كلامه إلى من هو أقوى منه، وأخفوا كلامه إخفاء شديدا، فلم يزل يتراقي الكلام حتى
انتهى إلى الملك، فقال: منذ متى هذا الرجل في مملكتي ؟ قالوا: منذ شهرين، فقال: علي
به، فأتوه فلما نظر إليه وقعت عليه محبته فقال: لا أجلس إلا وهو معي، فرأى في منامه
شيئا أفزعه، فسأل شمعون عنه فأجاب بجواب حسن فرح به، ثم ألقي عليه في المنام ما
أهاله فأولها له بما ازداد به سرورا، فلم يزل يحادثه حتى استولى عليه، ثم قال: إن
في حبسك رجلين عابا عليك، قال: نعم، قال:
فعلي بهما، فلما أتي بهما قال: ما إلهكما الذي
تعبدان ؟ قالا: الله، قال: يسمعكما إذا سألتماه ويجيبكما إذا دعوتماه ؟ قالا: نعم
قال شمعون: فأنا أريد أن أستبرئ ذلك منكما، قالا: قل، قال: هل يشفي لكما الابرص
؟ قالا: نعم، قال: فأتي بأبرص، فقال: سلاه أن يشفي هذا، قال: فمسحاه فبرئ، قال:
وأنا أفعل مثل ما فعلتما، قال: فأتي بآخر فمسحه شمعون فبرئ، قال: بقيت خصلة إن أجبتماني
إليها آمنت بإلهكما، قالا: وماهي ؟ قال: ميت تحييانه ؟ قالا: نعم، فأقبل على
الملك وقال: ميت يعنيك أمره ؟ قال: نعم ابني، قال: اذهب بنا إلى قبره فإنهما قد أمكناك
من أنفسهما، فتوجهوا إلى قبره فبسطا أيديهما فبسط شمعون يديه فما كان بأسرع
من أن صدع القبر وقام الفتى فأقبل على أبيه، فقال أبوه: ما حالك ؟ قال: كنت ميتا
ففزعت فزعة فإذا ثلاثة قيام بين يدي الله باسطو أيديهم يدعون الله أن يحييني، وهما
هذان وهذا، فقال شمعون: أنا لألهكما من المؤمنين، فقال الملك: أنا بالذي آمنت به
يا شمعون من المؤمنين، وقال وزراء الملك: ونحن بالذي آمن به سيدنا من المؤمنين، فلم
يزل الضعيف يتبع القوي فلم يبق بالأنطاكية أحد إلا آمن به.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [252]
تاريخ النشر : 2024-07-16