النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/النبي ابراهيم عليه السلام/ولادة ابراهيم عليه السلام وحياته وقصصه ووفاته/الإمام الصادق (عليه السلام)
ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الاشعري،
عن محمد بن عمران، عن أبيه عمران بن إسماعيل، عن أبي علي الانصاري، عن محمد
بن جعفر التميمي قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: بينا إبراهيم خليل الرحمن
عليه السلام في جبل بيت المقدس يطلب مرعى لغنمه إذ سمع صوتا، فإذا هو برجل قائم
يصلي، طوله اثنا عشر شبرا، فقال له: يا عبد الله لمن تصلي ؟ قال: لإله السماء، فقال
له إبراهيم عليه السلام هل بقي أحد من قومك غيرك ؟ قال: لا، قال: فمن أين تأكل ؟
قال: أجتني من هذا الشجر في الصيف وآكله في الشتاء قال له: فأين منزلك ؟ قال: فأومأ
بيده إلى جبل، فقال له إبراهيم عليه السلام هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عندك الليلة
؟ فقال: إن قدامي ماء لا يخاض، قال: كيف تصنع ؟ قال: أمشي عليه، قال: فاذهب بي
معك فلعل الله أن يرزقني ما رزقك، قال: فأخذ العابد بيده فمضيا جميعا حتى انتهيا إلى
الماء فمشى ومشى إبراهيم عليه السلام معه حتى انتهيا إلى منزله، فقال له إبراهيم
عليه السلام: أي الايام أعظم ؟ فقال له العابد: يوم الدين، يوم يدان الناس بعضهم
من بعض، قال: فهل لك أن ترفع يدك وأرفع يدي فندعو الله عزوجل أن يؤمننا من شر ذلك
اليوم ؟ فقال: وما تصنع بدعوتي فو الله إن لي لدعوة منذ ثلاث سنين فما اجبت فيها
بشئ ؟ فقال له إبراهيم عليه السلام: أولا اخبرك لأي شئ احتبست دعوتك ؟ قال: بلى،
قال له: إن الله عزوجل إذا أحب عبدا احتبس دعوته ليناجيه ويسأله ويطلب إليه، وإذا
أبغض عبدا عجل له دعوته أو ألقى اليأس في قلبه منها. ثم قال له: وما كانت دعوتك
؟ قال: مر بي غنم ومعه غلام له ذؤابة فقلت: يا غلام لمن هذا الغنم ؟ فقال: لإبراهيم
خليل الرحمن، فقلت: اللهم إن كان لك في الارض خليل فأرنيه، فقال له إبراهيم:
فقد استحاب الله لك إنا إبراهيم خليل الرحمن، فعانقه، فلما بعث الله محمدا صلى
الله عليه وآله جاءت المصافحة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 12 / صفحة [76]
تاريخ النشر : 2024-07-11