النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/آدم وحواء صلوات الله عليهما وأولادهما /ترك آدم الاولى وكيفية قبول توبته والكلمات التى تلقاها من ربه/الإمام الصادق (عليه السلام)
أبي، عن علي بن سليمان الرازي، عن ابن
أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو، عن عبد الحميد
بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى لما أراد
أن يتوب على آدم عليه السلام أرسل إليه جبرئيل فقال له: السلام عليك يا آدم الصابر
على بليته، التائب عن خطيئته، إن الله تبارك وتعالى بعثني إليك لأعلمك المناسك
التي يريد أن يتوب عليك بها، وأخذ جبرئيل بيده وانطلق به حتى أتى البيت فنزل
عليه غمامة من السماء فقال له جبرئيل عليه السلام: خط برجلك حيث أظلك هذا الغمام،
ثم انطلق به حتى أتى به منى فأراه موضع مسجد منى فخطه، وخط الحرم بعد ما خط مكان
البيت ثم انطلق به إلى عرفات فأقامه على العرف وقال له: إذا غربت الشمس فاعترف
بذنبك سبع مرات، ففعل ذلك آدم ولذلك سمي المعرف
لأن آدم اعترف عليه بذنبه، فجعل ذلك سنة في ولده يعترفون بذنوبهم كما اعترف أبوهم،
ويسألون الله عزوجل التوبة كما سألها أبوهم آدم عليه السلام، ثم أمره جبرئيل فأفاض
من عرفات فمر على الجبال السبعة، فأمره أن يكبر على كل جبل أربع تكبيرات ففعل ذلك
آدم، ثم انتهى به إلى جمع ثلث الليل فجمع فيها بين المغرب وبين صلاة العشاء الآخرة،
فلذلك سميت جمعا " لأن آدم جمع فيها بين الصلاتين، فهو وقت العتمة تلك الليل
ثلث الليل في ذلك الموضع، ثم أمره أن ينبطح في بطحاء جمع فتبطح حتى انفجر الصبح،
ثم أمره أن يصعد على الجبل جبل جمع وأمره إذا طلعت الشمس أن يعترف بذنبه سبع مرات
ويسأل الله عزوجل التوبة والمغفرة سبع مرات، ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل، وإنما
جعل اعترافين ليكون سنة في ولده، فمن لم يدرك عرفات وأدرك جمعا " فقد وفي بحجه،
فأفاض آدم من جمع إلى منى فبلغ منى ضحى فأمره أن يصلي ركعتين في مسجد منى، ثم أمره
أن يقرب إلى الله عزوجل قربانا " ليقبل الله منه ويعلم أن الله قد تاب عليه، ويكون
سنة في ولده بالقربان، فقرب آدم عليه السلام قربانا " فقبل الله منه قربانه وأرسل
الله عزوجل نارا من السماء فقبضت قربان آدم، فقال له جبرئيل: إن الله تبارك وتعالى
قد أحسن إليك إذ علمك المناسك التي تاب عليك بها وقبل قربانك فاحلق رأسك تواضعا
" لله عزوجل إذ قبل قربانك، فحلق آدم رأسه تواضعا " لله تبارك وتعالى ثم
أخذ جبرئيل بيد آدم فانطلق به إلى البيت فعرض
له إبليس عند الجمرة فقال له: يا آدم أين تريد
؟ قال جبرئيل: يا آدم ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل آدم ذلك كما
أمره جبرئيل فذهب إبليس، ثم أخذ بيده في اليوم الثاني فانطلق به إلى الجمرة فعرض
له إبليس فقال له جبرئيل: ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل آدم ذلك
فذهب إبليس، ثم عرض له عند الجمرة الثانية فقال له: يا آدم أين تريد ؟ فقال له جبرئيل:
ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم فذهب إبليس، ثم عرض له عند
الجمرة الثالثة فقال له: يا آدم أين تريد ؟ فقال له جبرئيل: ارمه بسبع حصيات وكبر
مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم فذهب إبليس،
ثم فعل ذلك به في اليوم الثالث والرابع فذهب إبليس، فقال له جبرئيل: إنك لن تراه
بعد مقامك هذا أبدا "، ثم انطلق به إلى البيت فأمره أن يطوف بالبيت سبع مرات ففعل
ذلك آدم، فقال له جبرئيل: إن الله تبارك وتعالى قد غفر لك وقبل توبتك وحلت لك زوجتك.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 11 / صفحة [ 167 ]
تاريخ النشر : 2024-07-02