أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام/إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام/الامام علي عليه السلام
فيما أجاب أمير
المؤمنين (عليه السلام) اليهودي السائل عما فيه من خصال الاوصياء قال علي (عليه
السلام): وأما الخامسة يا أخا اليهود فإن المتابعين لي لما لم يطمعوا في تلك مني
وثبوا بالمرأة علي وأنا ولي أمرها والوصي عليها فحملوها على الجمل وشدوها على
الرحال وأقبلوا بها تخبط الفيافي وتقطع البراري وتنبح عليها كلاب الحوأب وتظهر لهم
علامات الندم في كل ساعة وعند كل حال في عصبة قد بايعوني ثانية بعد بيعتهم الاولى
في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) حتى أتت أهل بلدة قصيرة أيديهم طويلة لحاهم قليلة
عقولهم عازبة آراؤهم وهم جيران بدو ووراد بحر فأخرجتهم يخبطون بسيوفهم من غير علم
ويرمون بسهامهم بغير فهم فوقفت من أمرهم على إثنتين كلتاهما في محلة المكروه ممن
إن كففت لم يرجع ولم يعقل [لم يرجعوا ولم يقلعوا " خ ل "] وإن أقمت كنت
قد صرت إلى التي كرهت فقدمت الحجة بالأعذار والانذار ودعوة المرأة إلى الرجوع إلى
بيتها والقوم الذين حملوها على الوفاء ببيعتهم لي والترك لنقضهم عهد الله عزوجل في
وأعطيتهم من نفسي كل الذي قدرت عليه وناظرت بعضهم فرجع وذكرت فذكر ثم أقبلت على
الناس بمثل ذلك فلم يزدادوا إلا جهلا وتماديا وغيا فلما أبوا إلا هي ركبتها منهم
فكانت عليهم الدبرة وبهم الهزيمة ولهم الحسرة وفيهم الفناء والقتل وحملت نفسي على
التي لم أجد منها بدا ولم يسعني إذ فعلت ذلك وأظهرته آخرا مثل الذي وسعني منه أولا
من الاغضاء والامساك ورأيتني إن أمسكت كنت معينا لهم علي بإمساكي على ما صاروا
إليه وطمعوا فيه من تناول الاطراف وسفك الدماء وقتل الرعية وتحكيم النساء النواقص
العقول والحظوظ على كل حال كعادة بني الاصفر ومن مضى من ملوك سبأ والامم الخالية
فأصير إلى ما كرهت أولا وآخرا وقد أهملت المرأة وجندها يفعلون ما وصفت بين
الفريقين من الناس ولم أهجم على الامر إلا بعدما قدمت وأخرت وتأنيت وراجعت وأرسلت
وسافرت [وشافهت " خ "] وأعذرت وأنذرت وأعطيت القوم كل شيء التمسوه بعد
أن عرضت عليهم كل شيء لم يلتمسوه فلما أبوا إلا تلك أقدمت عليها فبلغ الله بي وبهم
ما أراد وكان لي عليهم بما كان مني إليهم شهيدا.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 105 ]
تاريخ النشر : 2025-08-24