أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/وقائع الرسول/الإمام الباقر (عليه السلام)
المفيد، عن
أحمد بن الحسين بن اسامة، عن عبيد الله بن محمد الواسطي، عن أبي جعفر محمد بن يحيى،
عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) أنه قال:
أرسل النجاشي ملك الحبشة إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه فدخلوا عليه وهو في بيت له
جالس على التراب، وعليه خلقان الثياب، قال. فقال جعفر بن أبي طالب: فأشفقنا منه حين
رأيناه على تلك الحال، فلما رأى ما بنا وتغير وجوهنا قال: الحمد لله الذي نصر محمدا
وأقر عيني به، ألا ابشركم، فقلت: بلي أيها الملك، فقال: إنه جاءني الساعة من نحو
أرضكم عين من عيوني هناك، وأخبرني أن الله قد نصر نبيه محمدا (صلى الله عليه وآله)،
وأهلك عدوه، واسر فلان وفلان، وقتل فلان وفلان، التقوا بواد يقال له: بدر،
كأني أنظر إليه حيث كنت أرعى لسيدي هناك، وهو رجل من بني ضمرة، فقال له
جعفر: أيها الملك الصالح مالي أراك جالسا على التراب ؟ وعليك هذه الخلقان ؟ فقال:
يا جعفر إنا نجد فيما انزل على عيسى صلى الله عليه أن من حق الله على عباده
أن يحدثوا لله تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة، فلما أحدث الله تعالى لي نعمة بنبيه محمد
(صلى الله عليه وآله) أحدثت لله هذا التواضع، قال: فلما بلغ النبي (صلى الله عليه
وآله) ذلك قال لأصحابه: إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة فتصدقوا يرحمكم الله، وإن التواضع
يزيد صاحبه رفعة فتواضعوا يرفعكم الله، وإن العفو يزيد صاحبه عزا فاعفوا يعزكم
الله.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 18 / صفحة [417]
تاريخ النشر : 2024-06-22