النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/عقيدة النبوة الخاصة/بشارة الانبياء بالرسول/الإمام الباقر (عليه السلام)
أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن
محبوب، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي
جعفر عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه
واله ذات يوم بفناء الكعبة يوم افتتح مكة إذ أقبل إليه وفد فسلموا عليه، فقال رسول
الله صلى الله عليه واله: من القوم ؟ قالوا: وفد من بكر بن وائل
، قال: فهل عندكم علم من خبر قس بن ساعدة الايادي ؟ قالوا: نعم يا رسول الله،
قال: فما فعل ؟ قالوا: مات، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: الحمد لله رب الموت،
ورب الحياة، كل نفس ذائقة الموت، كأني أنظر إلى قس بن ساعدة الايادي وهو بسوق
عكاظ على جمل له أحمر، وهو يخطب الناس ويقول: اجتمعوا أيها الناس ، فإذا اجتمعتم
فأنصتوا، فإذا أنصتم فاستمعوا، فإذا اسمعتم فعوا، فإذا وعيتم فاحفظوا، فإذا
حفظتم فاصدقوا، ألا إن من عاش مات، ومن مات فات، ومن فات فليس بآت، إن في السماء
خبرا "، وفي الارض عبرا "، سقف مرفوع، ومهاد موضوع، ونجوم تمور، وليل
يدور، وبحار ماء لا تغور ، يحلف قس ما هذا
بلعب ، وإن من وراء هذا لعجبا "، ما لي أرى
الناس يذهبون فلا يرجعون ؟ أرضوا بالمقام فأقاموا، أم تركوا فناموا ؟ يحلف قس يمينا
" غير كاذبة إن لله دينا " هو خير من الدين الذي أنتم عليه، ثم قال رسول
الله صلى الله عليه واله: رحم الله قسا
" يحشر يوم القيامة امة واحدة، ثم قال: هل فيكم أحد
يحسن من شعره شيئا " ؟ فقال بعضهم: سمعته يقول: في الاولين الذاهبين من
القرون لنا بصائر * لما رأيت مواردا "
للموت ليس لها مصادر ورأيت قومي نحوها يمضي الاكابر والاصاغر
* لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقين غابر أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم
صائر وبلغ من حكمة قس بن ساعدة ومعرفته أن النبي صلى الله عليه واله كان يسأل من
يقدم عليه من إياد عن حكمته ويصغى إليها.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 15 / صفحة [183]
تاريخ النشر : 2024-06-16