أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/احوال آباء النبي صلى الله عليه واله وابناؤه وازواجه واصحابه/الإمام الصادق (عليه السلام)
ابى الوليد، عن محمد بن أبي القاسم،
عن محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله
الصادق، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: بلغ ام سلمة زوج النبي (صلى الله عليه
آله) أن مولى لها يتنقص عليا (عليه السلام) ويتناوله، فأرسلت إليه، فلما أن صار
إليها قالت له: يا بني بلغني أنك تتنقص عليا وتتناوله، قال لها: نعم يا اماه، قالت:
اقعد ثكلتك امك حتى احدثك بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله)
ثم اختر لنفسك، إنا كنا عند رسول الله
(صلى الله عليه وآله) تسع نسوة وكانت ليلتي ويومي
من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فدخل النبي (صلى الله عليه وآله) وهو متهلل،
أصابعه في أصابع علي، واضعا يده عليه، فقال: يا أم سلمة اخرجي من البيت واخليه
لنا، فخرجت وأقبلا يتناجيان أسمع الكلام وما أدري ما يقولان حتى إذا قمت فأتيت
الباب فقلت: أدخل يا رسول الله، قال: لا، قالت: فكبوت كبوة شديدة مخافة
أن يكون ردني من سخطة أو نزل في شيء من السماء، ثم لم ألبث أن أتيت الباب الثانية
فقلت: أدخل يا رسول الله ؟ فقال: لا، فكبوت كبوة أشد من الاولى، ثم لم ألبث حتى
أتيت الباب الثالثة فقلت: أدخل يا رسول الله ؟ فقال: ادخلي يا ام سلمة، فدخلت وعلي
جاث بين يديه، وهو يقول: فداك أبي وامي يا رسول الله إذا كان كذا وكذا فما تأمرني
؟ قال: آمرك بالصبر، ثم أعاد عليه القول الثانية فأمره بالصبر، فأعاد عليه القول
الثالثة فقال له: يا علي يا أخي إذا كان ذاك منهم فسل سيفك وضعه على عاتقك، واضرب
به قدما حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم، ثم التفت إلي فقال لي: والله ما
هذه الكأبة يا ام سلمة ؟ قلت: للذي كان ردك لي يا رسول
الله فقال لي: والله ما رددتك من موجدة، وإنك
لعلى خير من الله ورسوله، ولكن أتيتني وجبرئيل عن يميني وعلي عن يساري، وجبرئيل
يخبرني بالأحداث التي تكون من بعدي، وأمرني أن أوصي بذلك عليا، يا ام سلمة اسمعي
واشهدي، هذا علي بن أبي طالب أخي في الدنيا، وأخي في الآخرة، يا ام سلمة اسمعي
واشهدي، هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا، وحامل لوائي غدا في القيامة
يا ام سلمة اسمعي واشهدي، هذا علي بن أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدي، وقاضي
عداتي، والذائد عن حوضي، يا ام سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب سيد المسلمين،
وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين،
قلت: يا رسول الله من الناكثون ؟ قال: الذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة،
قلت: من القاسطون ؟ قال: معاوية وأصحابه من أهل الشام، قلت: من المارقون ؟ قال:
أصحاب النهروان، فقال مولى ام سلمة: فرجت عني فرج الله عنك، والله لا سببت عليا
أبدا.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 22 / صفحة [221]
تاريخ النشر : 2024-06-05