التفسير بالمأثور/النبوة/الإمام الصادق (عليه السلام)
قال علي بن إبراهيم في قوله: "
وذا النون إذ ذهب مغاضبا " قال: هو يونس، ومعنى ذا النون
أي ذا الحوت، قوله: " فظن أن لن نقدر عليه " قال: أنزله على أشد الامرين فظن
به أشد الظن، وقال: إن جبرئيل استثنى في هلاك قوم يونس ولم يسمعه يونس، قلت: ما كان
حال يونس لما ظن أن الله لن يقدر عليه ؟ قال: كان من أمر شديد، قلت: وما كان سببه
حتى ظن أن الله لن يقدر عليه ؟ قال: وكله إلى نفسه طرفة عين. قال: وحدثني أبي، عن
ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت أم
سلمة النبي صلى الله عليه وآله يقول في دعائه: " اللهم ولا تكلني إلى نفسي
طرفة عين أبدا " فسألته في ذلك، فقال
صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة وما يؤمنني، وإنما وكل
الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين فكان منه ما كان. وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر
عليه السلام في قوله: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا
" يقول: من أعمال قومه " فظن أن لن نقدر عليه " يقول: ظن أن لن
يعاقب بما صنع.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [380]
تاريخ النشر : 2024-05-26