x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

فضائل اهل البيت القرآنية

الشفاء في القرآن

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

القرآن الكريم وعلومه : العقائد في القرآن : أصول : التوحيد :

توحيد الله من خلال البراهين الواضحة

المؤلف:  محمد الصادقي

المصدر:  تفسير الفرقان

الجزء والصفحة:  ج2 ، 305-312.

23-11-2014

1360

 قال تعالى : {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [البقرة : 163-164].

هنا وحدة الألوهية مزودة بآيات سبع‏ «لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ» حقّ العقل ، وهي : «1 خلق السماوات والأرض- عبارة أخرى عن خالقيته- ككل- لكل كائن- 2 واختلاف الليل والنهار- 3 والفلك ...- 4 وما أنزل الله- 5 وبت فيها ...- 6 وتصريف الرياح- 7 والسحاب المسخر».

و«إن اللّه تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج بالعقول ونصر النبيين بالبيان ودلهم على ربوبيته بالأدلة فقال : وإلهكم اله واحد ...» «1».

فإن‏«وجود الأفاعيل دلت على أن صانعا صنعها» «2»

وهذه الأفاعيل السبعة دالة بإتقان على خالق ومدبر واحد {لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ} حيث الرحمة الرحمانية العامة والرحيمية الخاصة هنا وهناك نجدها بانتظام دون تفاوت واصطدام : «ما تَرى‏ فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى‏ مِنْ فُطُورٍ ...»؟!.

آيتنا تلك هي من أوسع الآيات التوحيدية دلالة على توحيده تعالى من جوانب شتى ، وفي أسباب النزول أنها نزلت بديلة عما اقترحته قريش عليه (صلّى اللّه عليه وآله وسلم) «ان يجعل لنا الصفا ذهبا ...» «3».

الآية الأولى من السبع :

 1 - {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ} وترى أنه «خلقه السماوات ...»؟ والناكر لربوبيته ناكر لخلقه واحدا أو كثيرا ، مهما اعترف المشركون أنه خالق!.

فكأن «خلق» هنا بمعنى «مخلوق» : إن في مخلوقية السماوات والأرض ، أو أنه «خلق» دون فاعل مصرح ، يصرح به الكون المخلوق ، وعلى أية حال فحدوث الكون بسماواته وأرضه دليل أن له محدثا ، وأصول الدلالة على حدوث الكون ككلّ هي : التركّب- التغيّر- الزمان والحركة ، فإنها أدلة قاطعة لا مرد لها على حدوث الكون بمادته الأولية الأم ، إذا فله محدث.

و لأن الخلق على شتات أجزاءه وخواصه منسجم كهيكل واحد ذي أجزاء مرتبطة مع بعضها البعض ، ف‏ «ما تَرى‏ فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى‏ مِنْ فُطُورٍ» فذلك دليل وحدة الخالق ، فان من لزامات تعدد الخالق عديد الصنع المتفاوت ، إضافة إلى استحالة التعدد في الكمال المطلق اللّامحدود ، حيث العدد بحاجة إلى مايز بين أصحاب العدد مزيجا بجهة الاشتراك وذلك تركّب وعجز ونقص في كيان الخالق.

2 - {وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ} ولنأخذ مثالا ماثلا بين أيدينا ليل نهار ، الليل والنهار الأرضيين ، والاختلاف افتعال من اخلف ان يتكلف الإتيان خلف الآخر ، او الخلف ان يختلف عن الآخر تخلفا عن مسيره أو مصيره ، فالاختلاف- إذا- منه رحمة ومنه زحمة ، والأوّل هو المعني من اختلاف الليل والنهار ، أن يأتي كل خلف صاحبه وفق نظام التدبير من الخلاق العظيم.

فالليل والنهار كلّ مختلف صاحبه ، وليس مختلفا عن صاحبه متخلفا عن مسيره ، ولا مختلفا «في» مع صاحبه ، وذلك الاختلاف يأتي في أبعاد هي- إضافة الى اختلاف كلّ صاحبه في الظهور- اختلاف في البعد الزماني والمكاني ، فاننا نجد في كرتنا الأرضية على كل حال ليلا ونهارا مع بعض في أفقين متقابلين اختلافا مكانيا ، ونجد كلّا من الليل والنهار تختلف ساعاته ، فأقصر الأيام هو نصف ساعة كما في السويسرا ، وأطولها ستة أشهر كما في القطبين ، وبينهما عوان من 12- الى- 20- الى 24 ساعة ، فالحركة اليومية الأرضية على محورها ترسم لها الليل والنهار بمواجهة نصف الكرة أو يزيد مع الشمس ، اكتسابا من نورها وحرارتها فيسمى النهار ، واستتار الشمس عن النصف الآخر أم يقل ، فتدخل تحت الظل المخروطي وتبقى مظلمة فتسمى الليل ، اختلاف دائب لكلّ من الفرقدين وراء بعضهما البعض حول الأرض.

وعامل ثان هو ميل سطح الدائرة الإستوائية او المعدل عن سطح المدار الأرضي في الحركة الانتقالية شمالا وجنوبا ، وقضيته ميل الشمس من المعدّل شمالا أو جنوبا راسما للفصول ، وهو سبب استواء الليل والنهار في خط الإستواء في القطبين.

أما القطبان أنفسهما فلهما في كل سنة شمسية تامة يوم واحد وليلة واحدة كل منهما نصف سنة ، والليل في قطب الشمال نهار في قطب الجنوب وبالعكس.

فالسنة في المنطقتين القطبيتين نصفها ليل ونصفها نهار على التساوي ، ثم بينهما وخط الإستواء يختلف كلّ من الليل والنهار عن الآخرين من 12 ساعة الى 24 ، ف 12 عند خط الإستواء ، و24 عند الدائرة القطبية ، ثم تأخذ في الزيادة في الدائرة القطبية من 12 ساعة الى 24 وإلى شهر فشهرين إلى ستة أشهر ، وأعجب باختلاف زمنيّ بين نصف ساعة وستة أشهر!.

كما والسنة كلها حاضرة الفصول الأربعة في مختلف أيامها ، فالصيف في الشمال كمصر وأوروبّا شتاء عند أهل الجنوب ك «ناتال».

وكل ساعات الليل والنهار كائنة حاضرة في كل الساعات حسب مختلف الآفاق في كرتنا الأرضية ، فالصباح عندنا مساء عند آخرين وليل عند ثالث وفجر عند رابع وهكذا سائر الأوقات ، قضية الكروية لأرضنا ، واختلاف أنحاء الأرض قربا وبعدا.

اختلافات ثلاث منضّدة منتظمة ، فأصل حدوث كلّ بعد الآخر دليل على محدثهما ، ونضد المحدث دون تفاوت وتهافت دليل وحدة المحدث ، سبحان الخلاق العظيم.

ذلك! وإن توالي الإشراق والعتمة- فذلك الفجر وذلك الغروب- يعتز له المشاعر الحيّة ، والقلوب النابهة ، مهما فقد الإنسان وهلتها وروعتها مع التكرار ، ولكن القلب المؤمن تتجدد في حسّه هذه المشاهد ، ويظل دائبا في ذكر اللّه بهذه الآيات المكرورة.

3 - {وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ}فان جريانها هو برياح مسخّرة بين الأرض والسماء ، ام وبطاقات أخرى كشف عنها العلم وكلّ ذلك من نعم الرحمن‏ { وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} [الرحمن : 24]. ولو أن هناك آلهة دون اللّه لكانت هناك رياح متضاربة متطاحنة كلّ تحمل إلى جانب ، لكن‏ {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [يونس : 22].

فجري الفلك في البحر آية ، واتجاه القلب في أعماق الفطرة الى ربوبية وحيدة في خضم البحر الملتطم- شئت أم أبيت- آية «لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ» : {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا} [الإسراء : 67].

4 - {وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } [البقرة : 164] ففي ضم ميت الماء بميت الأرض بما فيها من ميت الحبوب ، نرى في مثلث الميتات حياة ، سبحان الخلاق العظيم.

5 - {وَ بَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} ومهما كان ضمير التأنيث في «فيها» راجعا إلى الأرض مبدئيا كظاهر التعبير لتقدم الأرض ، ولكنه راجع- أيضا- إلى السماوات لسبق ذكرها ، ولأن‏ {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} [الشورى : 29].

فخلق الدواب وبثّها دون تهافت وتفاوت آية لقوم يعقلون أنهما من إله واحد.

6-  {وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ ...} و«الرياح» جمعا هي في سائر القرآن رياح الرحمة ، والريح- إلّا الموصوفة بالطيبة- هي ريح العذاب ، وما هبت ريح قط إلّا جثا النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلم) على ركبتيه وقال : «اللّهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا ، اللّهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» «4».

فهناك أرياح خبيثة يعبّر عنها بصيغة الإفراد {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ } [آل عمران : 117] { رِيحٌ عَاصِفٌ} [يونس : 22] { قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ} [الإسراء : 69] { الرِّيحَ الْعَقِيمَ} [الذاريات : 41] {بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} [الحاقة : 6] {رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا } [الروم : 51] اللّهم إلّا { بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} [يونس : 22] لو لا وصفها لكانت خبيثة ، فهذه ستة.

ثم رياح بصيغة الجمع كلها طيبة كما هنا {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} [البقرة : 164] و{ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف : 57] {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر : 22] {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا} [الروم : 48] وهذه أربعة.

وتلك- إذا- عشرة كاملة من الرياح بين خبيثة وطيبة ، كلها- فيما أراد اللّه- طيبة ، ف‏ «الريح من روح اللّه تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فلا تسبّوها وسئلوا اللّه من خيرها وعوذوا باللّه من شرها» «5».

ولو أن هناك مصرّفين للريح والرياح لتفاوت التدبير والتقدير ، و«ما تَرى‏ فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى‏ مِنْ فُطُورٍ».

ومن عجائب الرياح انها تحصل وتفعل ما تفعل بين الأرض و/ 16000 ذراعا فوقها ، والأغلب في تحصّلها أن الأشعة الضوئية الواقعة من الشمس على‏

الهواء تتبدل حرارة ، فتعرضها خفة قضية الحرارة ، فلا يستطيع الهواء على حمل ما يعلوها أو يجاورها من بارد الهواء الثقيل ، فيتساقط على الحار الخفيف ، فيجري الخفيف- إذا- إلى خلاف سمت الدفع ، وهذه هي الأغلب في ظاهرة الرياح.

7 - {وَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ} والسحاب هو المسحوب من أبخرة الأرض ، حيث تركم وتمطر «فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ» وقد يعبّر عنه بالمزن والمعصر ، ولكن الغمام ما ليس فيه ماء ويحسبه الناظر سحابا.

ففي خلق السحاب بين السماء والأرض ، وإرسالها بصورة منظمة دون فوضى أم تهافت دليل أن صاحبها الساحب لها المطر بها إله واحد ، سبحان الخلاق العظيم.

فترى هذه السبع مؤتلفة متآلفة غير متخالفة وأن فيها «لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ» عقل فطرة وفكرة ، وعقل إحساس وعلم لو كانوا يعقلون.

فلو أن الإنسان ألقى إلى عقله عقليته ، وألغى عنه بلادة الغفلة وكرور الألفة ، فاستقبل مشاهد الكون بإحساسات متجددة جادّة ، ونظرات مستطلعة مستعلية على نزوات ، كالرائد الذي يهبط إلى الكون أوّل مرة ، فتلفت عينه كل ومضة ، وسمعه كلّ نأمة ، وحسّه كلّ حركة ، وتهز كيانه تلك الأعاجيب التي تتوالى كدائرة الشريطات على الأسماع والأبصار فالقلوب ، سبحان اللّه مقلب القلوب.

______________________________
(1). نور الثقلين 1 : 149 في اصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال قال لي ابو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) يا هشام ...

(2). المصدر عن كتاب التوحيد قال هشام‏ فكان من سؤال الزنديق أن قال : فما الدليل عليه؟ قال ابو عبد اللّه (عليه السلام) : وجود الأفاعيل ... ألا ترى انك إذا نظرت الى بناء مشيد مبني علمت أن له بانيا وان كنت لم تر الباني ولم تشاهده.

(3). الدر المنثور 1 : 163- أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال‏ قالت قريش للنبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلم) أدع اللّه ان يجعل لنا الصفا ذهبا نتقوى به على عدونا فأوحى اللّه إليه إني معطيهم فاجعل لهم الصفا ذهبا ولكن ان كفروا بعد ذلك عذبتهم عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فقال رب دعني وقومي فأدعوهم يوما بيوم فأنزل اللّه هذه الآية.

(4). الدر المنثور 1 : 165- اخرج الشافعي وابو الشيخ والبيهقي في المعرفة عن ابن عباس قال : ... قال ابن عباس : واللّه ان تفسير ذلك في كتاب اللّه : أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ...

فأرسلنا عليهم الريح العقيم ... أرسلنا الرياح لواقح ، وأرسلنا الرياح مبشرات.

أقول : وهكذا نجد في القرآن كما في آيات الرياح العشر.

(5). المصدر- أخرج الشافعي وابن أبي شيبة واحمد وابو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال : أخذت لنا الريح بطريق مكة وعمر حاج فاشتدت فقال عمر لمن حوله ما بلغكم في الريح؟ فقلت : سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلم) ... وفيه عن ابن عباس ان رجلا لعن الريح فقال له النبي (صلّى اللّه عليه وآله وسلم) لا تلعن الريح فانها مأمورة وانه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه.