الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
عباس بن ناصح
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج4، ص106-108
11-3-2016
5062
هو أبو العلاء عبّاس بن ناصح الثقفيّ الجزيريّ، نسبة إلى الجزيرة الخضراء (جنوبيّ الأندلس) . و قيل إنّ أباه ناصحا كان عبدا لمزاحمة بنت مزاحم الثقفيّ الجزيريّ (المغرب 1:324) .
ولد عبّاس بن ناصح في الجزيرة الخضراء و نشأ فيها. ثمّ إنّه جعل يتردّد على قرطبة و يتّصل بالحكم بن هشام الربضيّ (١٨٠-206 ه) و يمدحه. فولاّه الحكم القضاء على الجزيرة الخضراء (1).
و رحل عبّاس إلى المشرق، قيل ذهب ليرى أبا نواس و غيره من شعراء العراق (2). و قيل أرسله عبد الرحمن بن الحكم (206-٢٣٨ ه) إلى العراق في التماس الكتب القديمة، فأتاه بالسند هند (3) و غيره.
و كانت وفاة عبّاس بن ناصح سنة ٢٣٨(852-853 م) في الأغلب.
كان عبّاس بن ناصح من ذوي الفصاحة عالما باللّغة (4) و النحو و الفقه و الحديث و التعاليم (العلوم العدديّة: الرياضيّات و ما يتّصل بها) ، و لكن غلب عليه الشعر، و كان شعره جزلا متينا يشبه ما ألفه قدماء الشعراء في المشرق.
مختارات من آثاره:
في الحلّة السيراء (1:48) :
قال عثمان بن المثنّى النحويّ المؤدّب: قدم بعد الوقعة علينا عبّاس بن ناصح قرطبة، أيام الأمير عبد الرحمن بن الحكم، فاستنشدني شعر الأمير الحكم في الهيج (راجع، ص 5٧) ، فأنشدته إياه. فلمّا بلغت إلى قوله:
و هل زدت أن وفيتهم صاع قرضهم... فلاقوا منايا قدّرت و مصارعا
- قال عبّاس (بن ناصح) :
. . . لو أنّ الحكم يخشى الخصومة (يوم القيامة) بينه و بين أهل الربض لقام بعذره فيهم هذا البيت. و في رواية: إذا كانت (تلك) الخصومة بينه و بين أهل الربض (عندي) جبرته (عطفت عليه) ، فإنّ هذا البيت ليحاجج عنه يوم القيامة (لأنه نسب مقتل خصومه إلى انتهاء آجالهم لا إلى محاربته هو لهم) .
- قال عباس بن ناصح في طول الحياة (بغية الوعاة 276) :
ما خير مدّة عيش المرء لو جعلت... كمدّة الدهر، و الأيام تفنيها (5)
فارغب بنفسك أن ترضى بغير رضا... (6) و ابتع نجاتك بالدنيا و ما فيها
- و في نفح الطيب (1:343) أنّ العبّاس الشاعر سمع امرأة في مدينة وادي الحجارة تستغيث بالحكم بن هشام لكثرة اعتداء الإسبان على المسلمين. فلما عاد عباس إلى قرطبة دخل على الحكم و أنشده قصيدة كان قد نظمها في ذلك، مطلعها:
تململت في وادي الحجارة مسهرا... أراعي نجوما ما يردن تغوّرا (7)
إليك، أبا العاصي، نضيت مطيّتي ... تسير بهمّ ساريا و مهجّرا (8)
تدارك نساء العالمين بنصرةٍ... فإنّك أحرى أن تغيث و تنصرا
- و في طبقات الزبيدي (ص 286) أنّ أبا نواس سأل عباس بن ناصح إنشاد قصيدة فأنشده: فأدت القريض، من ذا فأد (9) .
____________________
١) نقل السيوطي (بغية الوعاة 276) عن الزبيدي و ابن الفرضي أن عباس بن ناصح ولي قضاء (القضاء في) بلده و (في مدينة) شذونة. و في المغرب (1:324) : أنّ الزبيدي قال في كتابه «طبقات العلماء» إن عباس بن ناصح «ولي قضاء بلده مع شذوذه» !
٢) ابن الفرضي 1:341. و يذكر ابن الفرضي أيضا (1:340-341) أن ناصحا رحل بابنه عباس، و هو صغير، إلى المشرق، فنشأ عباس في مصر و تردّد في الحجاز طالبا للغة العرب؛ ثمّ رحل به إلى العراق فلقي الأصمعيّ (ت 216 ه) . و رجع عباس إلى الأندلس، فلمّا سمع بذكر أبي نواس رحل إلى المشرق ثانية. و لا أرى هذه الروايات تتّسق اتّساقا معقولا.
٣) السند هند كتاب في الفلك و الحساب (راجع تاريخ العلوم عند العرب، للمؤلّف، ص ١٢٣-126) .
4) ذكره الفيروزابادي في «البلغة في تاريخ أئمّة اللغة» (ص ١٠٣) .
5) هذا البيت يفهم على معنيين: لا خير في مدّة، مهما تكن طويلة، ما دامت في آخر الأمر ستنتهي. -لا خير في طول الحياة، و لو كانت طول الدهر (بلا نهاية) ، إذا فنيت (إذا أصبح الإنسان عاجزا عن التمتّع بما فيها) .
6) بغير رضا (و إن لم يكن في الحياة ما ليس يدعو إلى الرضا) .
7) مسهرا: مصابا بهمّ يذهب بنومي. تغوّرت النجوم-غارت: غابت.
8) أبو العاصي كنية الحكم بن هشام الربضي. نضيت الثوب و أنضيته: أبليته. المطيّة: الدابة. نضيت مطيّتي: أنضيت مطيّتي بطول الطريق و و عورته. الساري: المسافر في الليل. المهجّر: السائر في الهجير (نصف النهار، في وقت الحرّ الشديد) .
9) لم يذكر الزبيدي غير هذا الشطر، و يبدو أنّه مطلع القصيدة. فأد فلان فلانا: أصاب فؤاده. فأدت القريض (الشعر) : برعت فيه، بلغت فيه الغاية.