الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
كمال الدين الأنباري
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص371-374
27-1-2016
3499
هو كمال الدين أبو البركات عبد الرحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الأنباريّ، ولد في الأنبار على الفرات في ربيع الثاني من سنة 513(تمّوز- يوليو 1119 م) .
درس كمال الدين بن الانباريّ على والده في الأنبار ثمّ انتقل إلى بغداد و درس في المدرسة النظامية. و قد أخذ اللغة عن الجواليقي (ت 539 ه) و تفقّه على سعيد ابن الرزّاز (ت 539 ه) و صحب ابن الشجريّ (ت 542 ه) و أخذ عنه النحو. ثمّ انّه أصبح معيدا في النظامية و تصدّر لإقراء الفقه و النحو فيها.
و اعتزل كمال الدين بن الانباريّ في آخر عمره في بيته منقطعا إلى العلم و العبادة زاهدا في أحوال الدنيا حتّى توفّي في تاسع شعبان من سنة 577(19-12- 1181 م) .
كان كمال الدين بن الأنباريّ إماما في اللّغة و النحو غزير العلم. و قد صنّف كتبا كثيرة جدّا في موضوعات مختلفة. من هذه الكتب: أسرار العربية-مشكل القرآن (في كيف يغيّر الإعراب معنى الآيات) -نزهة الالبّاء في طبقات الادباء (أي النحاة) -الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويّين البصريّين و الكوفيّين- الإغراب في جدل الإعراب-ميزان العربية - حلية العربية - مسألة دخول الشرط على الشرط - تصرّفات «لو» -الأضداد-النوادر-اللباب-المختصر-عقود الإعراب - منثور الفوائد - كتاب «كلا» و «كلتا» -كتاب كيف-كتاب الألف و اللام-شفاء السائل في بيان رتبة الفاعل-الوجيز في التصريف-البيان في جمع «أفعل» -المرتجل في إبطال تعريف الجمل-الزهرة في اللغة-حلية العقود في الفرق بين المقصور و الممدود-ديوان اللغة-زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد و الظاء-البلغة في الفرق بين المذكّر و المؤنّث-فعلت و أفعلت-قبسة الأديب في أسماء الذيب - الفائق في أسماء المائق-الألفاظ الجارية على لسان الجارية.
و له أيضا كتب تغلب عليها الخصائص الأدبية منها: قبسة الطالب في شرح خطبة أدب الكاتب (للهمذانيّ) - شرح السّبع الطوال (المعلّقات) - شرح المفضّليات-شرح ديوان الحماسة-شرح مقصورة ابن دريد-شرح ديوان المتنبّي- اللمعة في صنعة الشعر-تفسير غريب المقامات الحريرية-الموجز في القوافي.
ثمّ له أيضا عدد من الكتب في التفسير و الفقه و التصوّف و التاريخ و كذلك كان ابن الأنباري شاعرا مكثرا، و لكنّ شعره عاديّ.
مختارات من آثاره:
- قال كمال الدين بن الانباري في مقدّمة كتاب «أسرار العربية (النحو)» :
الحمد للّه كاشف الغطاء و مانح العطاء، ذي الجود و الإيداء و الإعادة و الإبداء. . . . و بعد، فقد ذكرت في هذا الكتاب الموسوم بأسرار العربية كثيرا من مذاهب النحويّين المتقدّمين و المتأخرين، من البصريّين و الكوفيّين، و صحّحت ما ذهبت إليه (قصدته) منها بما يحصل به شفاء الغليل، و أوضحت فساد ما عداه بواضح التعليل، و رجعت في ذلك كلّه الى الدليل، و أعفيته. من الإسهاب و التطويل. و اللّه تعالى ينفع به، و هو حسبي و نعم الوكيل.
- من مطلع الفصل الاول من «أسرار العربية» :
إن قال قائل (1): ما الكلم؟ قيل: الكلم اسم جنس واحده كلمة، كقولك: نبقة و نبق، و لبنة و لبن، و ثفنة و ثفن و ما أشبه ذلك. فان قيل: ما الكلام؟ قيل: ما كان من الحروف دالاّ بتأليفه على معنى يحسن السكوت عليه. فإن قيل: فما الفرق بين الكلم و الكلام؟ قيل: الفرق بينهما أن الكلم ينطلق على المفيد و غير المفيد (2)؛ و أما الكلام قلا ينطلق إلاّ على المفيد خاصّة. . . .
- و من شعره (و فيه شيء من التصوّف) :
إذا ذكرتك كاد الشوق يقتلني... و أرّقتني أحزان و أوجاع
و صار كلّي قلوبا فيك دامية... للسقم فيها، و للآلام إسراع
فان نطقت فكلّي فيك ألسنة... و ان سمعت فكلّي فيك أسماع
_____________________
1) في كتاب أسرار العربية أربعة و ستون فصلا في العربية (الصرف و النحو) كلها تبدأ كما بدأ الفصل الأول، في الباب السادس عشر مثلا: باب عسى. ان قال قائل: ما عسى من الكلام؟ قيل: فعل ماض من أفعال المقاربة لا يتصرف. و قد حكي عن ابن السراج أنه حرف، و هو قول شاذ لا يعرج عليه. و الصحيح أنه فعل؛ و الدليل على ذلك أنه يتصل به تاء الضمير و ألفه و واوه، نحو: عسيت و عسيا و عسوا. . .
2) الكلام المفيد: التام المعني.