الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
طلائع بن رزّيك
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص309-311
27-1-2016
4265
هو أبو الغارات الملك الصالح طلائع بن رزّيك، ولد سنة 495 ه (1101-1102 م) ؛ ثم إنه كان في مطلع حياته واليا على منية أبي الخصيب في صعيد مصر.
في نصف المحرّم من سنة 549 ه (1/4/1154 م) دبّر الوزير أبو الفتوح عبّاس الصنهاجيّ مقتل الظافر بأمر اللّه الفاطميّ و نصب مكانه ابنه الفائز، و كان طفلا في الخامسة من عمره، ثم نهب أموال القصر و استبدّ بالأمور. و استنجد أهل البلاط بطلائع بن رزّيك، و كان رجلا قويّا حازما، فتغلّب على عباس و صلبه و استبد بالأمر مكانه. ثم ساءت الصلات وشيكا بين طلائع و أهل البلاط الفاطميّ، لأنّ طلائع كان شيعيّا إماميّا و لم يكن فاطميّا. و تغلّب طلائع على جميع المؤامرات التي قصد بها ثم أقرّ الأمن في مصر كلّها.
جهد طلائع في التقرب من نور الدين محمود صاحب الشام فمدحه و أرسل إليه الهدايا و الأموال، و لكنّ نور الدين لم يستجب لطلائع، فإن صلات نور الدين بالفاطميين لم تكن حسنة، ثم إن طلائع نفسه لم يكن يبذل كلّ جهوده في قتال الإفرنج الصليبيين.
و في رجب 555 ه (1160 م) مات الفائز فاختار طلائع بن رزّيك من البيت الفاطمي طفلا في التاسعة من عمره و نصبه خليفة باسم العاضد؛ ثم استمر في الاستبداد بأمور الدولة. و تابع رجال البلاط الفاطميّ المؤامرات على حياة طلائع حتّى قتل طلائع في 19 رمضان 556 ه (11/9/1161 م) .
كان طلائع بن رزّيك أديبا شاعرا و عارفا بفنون من العلم، يعقد في قصره المجالس للبحث و المناظرة و يدوّن أهل العلم عنه شعره. و كان كريما شجاعا مدحه نفر من الشعراء منهم عمارة اليمني و أسامة بن منقذ.
و طلائع شاعر مكثر و لكنّ معظم شعره قد ضاع، و شعره الباقي متوسّط الجودة يميل أحيانا الى الضعف، هذا مع التكلّف في تطلّب وجوه البلاغة. أما فنون شعره فهي المدح و الفخر و الحماسة و الإخوانيات (و أكثرها إلى أسامة بن منقذ) ، و له أيضا غزل عذب و شيء من الأدب و الحكمة.
و هو أيضا مصنّف له كتاب الاعتماد في الردّ على أهل العناد (في امامة عليّ بن أبي طالب و الاحاديث الواردة في ذلك) .
مختارات من شعره:
- قال طلائع بن رزّيك في الشيب:
مشيبك قد نضا صبغ الشباب... وحلّ الباز في وكر الغراب (1)
تنام و مقلة الحدثان يقظى... و ما ناب النوائب عنك ناب (2)
و كيف بقاء عمرك، و هو كنز... وقد أنفقت منه بلا حساب
- و قال في الغزل الممزوج بالحماسة و الفخر:
و مهفهف ثمل القوام سرت الى... أعطافه النشوات من عينيه (3)
ماضي اللحاظ كأنّما سلّت يدي... سيفي، غداة الروع، من جفنيه
قد قلت، اذ خطّ العذار بمسكةٍ... في خدّه ألفيه لا لا ميه (4)
ما الشعر دبّ بعارضيه، و إنما... أصداغه نفضت على خدّيه (5)
الناس طوع يدي، و أمري نافذ... فيهم؛ و قلبي الآن طوع يديه
فاعجب لسلطان يعمّ بعدله... و يجور سلطان الغرام عليه
و اللّه، لو لا اسم الفرار و أنه... مستقبح لفررت منه إليه (6)
___________________
1) نضا: خلع. صبغ (لون) الشباب: سواد الشعر. حل الباز (طائر أشهب، أبيض اللون) ، أي الشعر الابيض «الشيخوخة» في وكر الغراب (مكان اللون الأسود) مكان الشباب.
2) ناب: سن. النوائب: المصائب. ناب: بعيد.
3) مهفهف: نحيف القوام. ثمل (نشوان، سكران) القوام (يتمايل كثيرا تمايلا جميلا) . عيناه أسكرت أعطافه (العطف بكسر العين: جانب البدن) .
4) لحيته في أول ظهورها. المسك أسون اللون. الشعر في وجهه لا يزال خطين مستقيمين (مثل ألفين) و لم يتصلا بعد في أسفل وجهه فيشكلا حرفي لام متقابلين.
5) ليس هذا الذي ظهر في وجهه شعرا، و لكن صدغيه (جانبي رأسه) نفضا (رشا شيئا من سواد شعر رأسه الذي يشبه المسك-بسواده) على خديه.
6) لفررت منه اليه: لخضعت له و استسلمت في حبه.