الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
شمس الدين القادري
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص893-894
27-1-2016
3194
هو شمس الدين أبو الفضل محمّد بن أبي بكر بن عمر بن عمران نجيب (؟) بن عامر الأنصاري الأوسيّ السعدي المعاذي (1) الدنجاويّ القاهري الدمياطي الجوهري المعروف بالقادري، ولد-في ما قال هو (الضوء اللامع 7: 188) - سنة 820 ه (1417 م) ، في دنجية قرب دمياط.
انتقل القادريّ الى البهنسا من صعيد مصر و قرأ القرآن على بهاء الدين بن الجمّال. و قبل أن يبلغ العشرين جاء إلى القاهرة و لازم المناويّ. و قد ناب في القضاء عن الأشموني في أيّام الزيني زكريّا (2). و كان قد تكسّب بالشعر. و كانت وفاته في جمادى الأولى من سنة 903 هـ (شتاء 1497 م) .
برع شمس الدين القادريّ في عدد من فنون الأدب، و له نثر و نظم. و شعره عاديّ تمتزج فيه المتانة من تقليد فحول الشعراء بالضعف، و تتّفق له المعاني الحسان، و على شعره نفحة دينية. و قد بالغ السيوطي فقال فيه: «و هو الآن شاعر الدنيا على الإطلاق لا يشاركه في طبقته أحد» ؛ و لعلّ هذه المبالغة في المديح راجعة إلى أن القادريّ قد مدح السيوطي بقصيدة أثبتها السيوطيّ برمّتها في حسن المحاضرة. و قد خمّس القادريّ البردة للبوصيريّ.
مختارات من شعره:
شجاك بربع العامريّة معهدٌ... به أنكرت عيناك ما كنت تعهد (3)
و بي غادة كالشمس في أفق حسنها... نأت و بقلبي حرّها يتوقّد
خفيفة أعطاف نشاوى من الصبا... ثقيلة أرداف تقيم و تقعد (4)
و أعجب من جسم حكى الماء رقّةً... يقلّ بلطف قلبها و هو جلمد (5)
ثم ينتقل، بعد أن يكون قد قال في الغزل و النسيب خمسة عشر بيتا، إلى مدح جلال الدين السيوطيّ:
كأن بفيها من سنا العلم جوهرا... جلاه «جلال الدين» فهو منضّد (6)
إمام اجتهاد، عالم العصر، عاملٌ... بجامع فضل ناسك متهجّد (7)
و مجتهد قد طال في العلم مدركاً... و باعا، ففي كلّ العلوم له يد
و قد جاد صيب العلم روضة أصله... فطاب له بالعلم فرعٌ و محتد (8)
فلو أبصر الكفّار في العلم درسه... و قد شاهدوا تقريره لتشهّدوا (9)
____________________
1) نسبة الى سعد من معاذ بن أهل المدينة من الاوس، كان من كبار الصحابة (ت 5 ه-626-627 م) .
2) لعله زكريا بن محمد الانصاري )823-926 ه) قاضي القضاة في القاهرة.
3) شجاك: حزنك، أحزنك. ربع: مسكن، مكان، بلد. العامرية: ليلى العامرية محبوبة مجنون ليلى (كناية عن كل محبوبة، عن العزة الالهية) . ما كنت تعهد (تألف) .
4) العطف (بكسر العين) . الجانب الأعلى من الجسم. نشوى: سكرى.
5) أنا أعجب من أن جسمها الغض (اللين) فيه قلب من جلمد (صخر) .
6) جوهر: كلام ثمين (أو أسنان براقة) . جلاه: أبرزه. منضد: مرتب.
7) المتهجد: الذي يقوم في الليل للعبادة.
8) صيب (كذا في الأصل) -الصوب (بفتح الصاد) : انصباب المطر و سقوطه. الفرع: نسل الرجل. المحتد: الأصل النبيل. طاب له في العلم فرع (تلاميذه) و محتد (شيوخه، أساتذته) .
9) التقرير-تقرير الدروس (الأسلوب في إلقاء الدروس، في التعليم) . في هذا البيت لمحة من قول المتنبي في سيف الدولة: و مستكبر لم يعرف اللّه ساعة، رأى سيفه في كفه فتشهدا!