الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
سراج الدين الأوشي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص404-406
27-1-2016
9845
هو سراج الدين عليّ بن عثمان بن محمّد الشهيدي الأوشيّ الفرغانيّ، ولد في أوش (بضمّة مختصرة) ، و هي بلد في فرغانة (على الجانب الجنوبي من نهر سيحون أو سير داريا) ؛ و يعرف أيضا بإمام الحرمين ممّا يدلّ على أنّه زار الحجاز فسمع الناس هنالك منه شيئا من فروع العلم. و كانت وفاته في أواخر القرن السادس أو أوائل القرن السابع للهجرة (1196-1205 م) .
تقوم شهرة سراج الدين الأوشي على قصيدته اللاميّة في التوحيد، و التي اشتهرت باسم «بدء الأمالي» (نسبة الى مطلعها) ؛ و قد اشتهرت هذه القصيدة كثيرا فشرحها نفر كثيرون، و نقلت إلى الفارسية و التركية. و للأوشي منظومات أخرى. و كذلك كان الأوشي فقيها أصوليا أشعريّا على مذهب أهل السنّة و الجماعة مائلا عن مذهب الاعتزال. و للأوشيّ مصنّفات منها: الفتاوى السراجية (انتهى من تأليفها سنة 569 ه -1173 م) -نور السراج-غرر الأخبار و درر الأشعار (منه موجز: «نصاب الأخبار و تذكرة الأخيار» يتألف من ألف حديث قصار مبوّبة في مائة فصل) - مشارق الانوار في شرح نصاب الأخبار لتذكرة الأخيار-شرح منظومة عمر النسفي في الخلاف (اختلاف الفقهاء) سمّاها مختلف الرواية.
سراج الدين عليّ بن عثمان الأوشيّ محدّث و فقيه حنفيّ، و لكنّ له قصيدة لاميّة شرحها نفر كثيرون و نقلت إلى اللغة الفارسية و التركية، و قد بلغ من شهرتها أنها صارت تعرف بقصيدة «بدء الأمالي» كما تعرف قصيدة البردة لكعب بن زهير بقصيدة «بانت سعاد» (1)، مع الفارق الكبير في القيمة بين القصيدتين.
قصيدة «بدء الأمالي» ضعيفة اللغة و ليس لها طلاوة. و قد جمع الأوشيّ في هذه القصيدة عددا من آراء الأشعرية (آراء أهل السنّة و الجماعة) و نصرها ورّد على المعتزلة (2).
مختارات من شعره:
- من قصيدة «بدء الأمالي» للأوشي:
يقول العبد في بدء الأمالي... لتوحيد بنظم كاللآلي (3)
إله الخلق مولانا قديم... وموصوف بأوصاف الكمال (4)
هو الحيّ المدبّر كلّ أمر... هو الحقّ المقدّر ذو الجلال
مريد الخير و الشر القبيح... و لكن ليس يرضى بالمحال (5)
صفات اللّه ليست عين ذات...و لا غيرا سواه ذا انفصال (6)
صفات الذات و الأفعال طرّا... قديمات مصونات الزوال
و ما القرآن مخلوقا، تعالى... كلام الربّ عن جنس المقال (7)
و ربّ العرش فوق العرش، لكن... بلا وصف التمكّن و اتّصال (8)
و لا يفنى الجحيم و لا الجنان... و لا أهلوهما أهل انتقال (9)
يراه المؤمنون بغير كيف... و إدراكٌ و ضرب من مثال (10)
فينسون النعيم إذا رأوه... فيا خسران أهل الاعتزال
___________________
1) راجع في الجزء الاول، ص 283.
2) راجع الجزء الاول، ص 355-356؛ ثم راجع فوق، ص 2:37. و راجع المصادر و المراجع المتعلقة بعلم الكلام؛ راجع مثلا «تاريخ الفكر العربي» للمؤلف (الطبعة الثانية) ، ص 216 و ما بعد.
3) توحيد-توحيد اللّه.
4) قديم (عند الاشعرية) : سابق على كل شيء موجود و سابق على الزمان أيضا. قديم (عند الفلاسفة و المعتزلة) : لا سبب لوجوده.
5) هو-اللّه، يريد من العبد (الانسان) أن يفعل الخير و أن يفعل الشر، و لكنه لا يرضى بالمحال (الذي لا حكمة في فعله) .
6) صفات اللّه (قديم، حكيم، غفور، رازق الخ) ليست هي هو، بل هي زائدة على ذاته و لم تكن يوما منفصلة عنه (هي قديمة كقدمه) .
7) القرآن غير مخلوق (غير حادث، كما خلق اللّه الجبال و البشر مثلا) ، و مع ذلك فان اللّه لا يتكلم كلاما يشبه كلام البشر.
8) التمكن-الوجود في المكان (على الشكل المألوف في قعودنا نحن) : الاتصال، المماسة (بين القاعد على العرش و بين العرش) .
9) . . . . لا يدخل أصحاب الجحيم (الكفار) الى الجنة، و لا يدخل أصحاب الجنة (المؤمنون) النار.
10) . . . يرى المؤمنون اللّه يوم القيامة. . .