الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
القاضي الجليس
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص322-324
27-1-2016
3720
هو الشيخ أبو المعالي عبد العزيز بن الحسين بن الحباب الأغلبي السعديّ التميمي، أصله من صقلّية، و هو من أهل مصر. و قد عرف بالقاضي الجليس لأنّه كان يجالس خلفاء مصر الفاطميّين. كان مولده نحو سنة 410 ه(1019 م) .
ولي القاضي الجليس ديوان الإنشاء في مصر في أيام الفائز الفاطميّ (549- 555 ه) مع الموفّق بن الخلاّل. و قد ذهب إلى اليمن يحمل رسالة من الفاطميّين الى دعاتهم. و كان بينه و بين الخطيب الشاعر أبي القاسم هبة اللّه بن البدر المعروف بابن الصيّاد عداوة فقد هجاه ابن الصياد بألف مقطوعة، فيما قيل، يصف فيها أنفه، فإنّ أنف القاضي الجليس كان ضخما. و انتصر الشاعر أبو الفتح بن قادوس للقاضي الجليس و ردّ على ابن الصيّاد ردّا مقذعا.
و كانت وفاة القاضي الجليس في القاهرة سنة 561 ه (1165-1166 م) .
كان القاضي الجليس أديبا و ناثرا و مترسّلا. و كان أيضا شاعرا له شعر مشهور مأثور متين البناء. و مع أن القاضي الجليس كان جريئا في مخاطبة الملوك فإنّه كان مرحا في كثير من وجوه حديثه و شعره. و أغراض شعره النسيب و الغزل و الشكوى و الوصف و المديح و الهجاء.
مختارات من آثاره:
- قال القاضي الجليس:
و من عجب أنّ الصوارم و القنا... تحيض بأيدي القوم و هي ذكور (1)
و أعجب من ذا أنّها في أكفّهم... تأجّج نارا و الأكفّ بحور
- و قال في النسيب و الشكوى:
لا تعجبي من صدّه و نفاره... لو لا المشيب لكنت من زوّاره (2)
لم تترك الستّون إذ نزلت به... من عهد صبوته سوى تذكاره
- و كتب القاضي الجليس، و قد مرض مرّة، الى طلائع بن رزّيك (3) يشكو إليه طبيبا اسمه ابن السديد (ت 592 ه) و بعث اليه على سبيل المداعبة مقطوعة منها:
و أصل بليّتي من قد غزاني... من السقم الملحّ بعسكرين
طبيب طبّه كغراب بين... يفرّق بين عافيتي و بيني (4)
أتى الحمّى و قد شاخت و باخت... فردّ لها الشباب بنسختين (5)
و دبّرها بتدبير لطيف... حكاه عن سنان أو حنين (6)
و كانت نوبة في كلّ يوم... فصيّرها بحذق نوبتين (7)
- و من كلامه في خطبة ديوان الصالح بن رزّيك:
. . . . هو الوزير الكافي و الوزير الكافل، و الملك الذي تلقى بذكره الكتائب (8) و تهزم باسمه الجحافل، و من جدّد رسوم المملكة و قد كاد يخفيها دثورها (9) ، و عاد به إليها ضياؤها و نورها:
(و قد خفيت من قبله معجزاتها... فأظهرها حتّى أقرّ كفورها) (10) . . . .
فقد نشرت أيّامه مطويّ الهمم ، و أنشرت رفات الجود و الكرم (11) و نفقت بدولته سوق الآداب بعد ما كسدت، و هبّت ريح الفضل بعد ما ركدت. إذا لها الملوك بالقيان و المعازف، كان لهوه بالعلوم و المعارف (12) . و ان عمروا أوقاتهم بالخمر و القمر (13)، كانت أوقاته معمورة بالنهي و الأمر:
(مليك-إذا ألهى الملوك عن اللّها... خمار و خمر-هاجر الدلّ و الدنا) (14)
_________________
1) الصوارم (جمع صارم) : السيوف. القنا (جمع قناة) : الرماح. تحيض: ترى الدم (في أثناء المعركة) تشبيها لها بالنساء اللواتي يحضن (يرين العادة الشهرية) . ذكور جمع ذكر (فيه تورية) : الذكر من الرجال ثم الذكر من السيوف (الفولاذ) .
2) في أيام شبابه كان نشيطا جدا!
3) راجع، فوق، ص 930.
4) غراب البين: نذير الشؤم (اذا رآه أليفان تفرقا) .
5) باخت: ضعف حرها (قاربت الذهاب) . النسخة: الوصفة التي يكتب الطبيب فيها العلاج.
6) سنان بن ثابت بن قرة و حنين بن اسحاق طبيبان مشهوران في الدولة العباسية.
7) النوبة: الدور، الأزمة التي تنتاب المريض من اشتداد ألم المرض عليه مرة بعد مرة.
8) الكافي: الذي يستطيع تدبير الأمور بنفسه فيوفر على الآخرين بذل الجهد. الكافل: الذي يضمن تدبير أمور الدولة. تلقى بذكره الكتائب (جماعات الجنود) : تنهزم الجيوش عند ذكر اسمه.
9) الجحفل: الجيش الكبير. الدثور: الامحاء و الزوال.
10) الكفور: المنكر.
11) أنشرت: بعثت من الموت. الرفات: البقايا المفتتة من جثث الموتى.
12) ركدت الريح: هدأت. القينة: المرأة الراقصة الجميلة. المعزف (بكسر الميم و فتح الزاي) : آلة من آلات الطرب.
13) القمر: القمار.
14) اللها جمع لهوة (بضم اللام) : العطية (الكرم) . الخمار: غطاء تضعه المرأة على رأسها. الدل: الغنج في المرأة. الدن خابية الخمر. -اذا التهى الملوك عادة عن تدبير الملك بالنساء و الخمر، فان هذا الممدوح (اذا نزل بالدولة حادث) هجر النساء و الخمر اهتماما بأمور الدولة.