الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
القاضي أبو العباس الجرجاني
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص196-197
27-1-2016
4898
هو أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أحمد الجرجانيّ، قدم في شبابه الى بغداد و سمع فيها الحديث من نفر منهم محمّد بن محمّد بن غيلان (1) و عليّ بن المحسن التنوخيّ (2) و غيرهما، كما سمع في واسط من القاضي أبي تمّام علي بن محمّد بن الحسن (ت 459 ه) .
و تولّى أبو العبّاس الجرجاني قضاء البصرة. ثمّ انّه جاء الى بغداد بعد أن تقدّمت به السن فسمع منه الحديث جماعة من أهلها. و لمّا خرج من بغداد يريد البصرة مات في الطريق، سنة 482 ه (1089 م) .
كان القاضي أبو العبّاس الجرجانيّ كثير الذكاء واسع الاطّلاع ذا لطف و ذوق سليم، و كان فقيها و حافظا للحديث و أديبا حسن النظم و النثر، له شيء من الشعر في المديح و في الأدب. و بعض شعره جيّد و بعضه الآخر متوسّط عاديّ. و كذلك كان مصنّفا له من الكتب: «كنايات الأدباء و اشارات البلغاء» (جمع فيه مادّة كثيرة تدلّ على ذكاء وسعة اطّلاع و حسن تخيّر) -و له كذلك: التحرير -البلغة-الشافي-المعاياة (كلّها في الفقه) .
- قال القاضي أبو العبّاس الجرجانيّ يعلّل مغادرته بغداد على كره منه:
ترحّلت عن بغداد أطيب منزل... و أبهى بلاد اللّه مرأى و مخبرا (3)
و فارقت أقواما إذا ما ذكرتهم... ترقرق ماء العين ثمّ تحدّرا (4)
فكم من أديب في معانيه بارع... و أبلج في علم الشريعة أزهرا (5)
أروح على برح الهموم و أغتدي... أكابد أحزانا تضيق بها الثرى (6)
و لم أبك ربع العامريّة باللوى... و لا رسم دار بالثنيّة مقفرا (7)
و لكنّني أبكي مقامي ببلدةٍ... أؤمّل أن ألقى صديقا فلا أرى
_____________________
1) أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان البزار (ت 440 ه) .
2) أبو القاسم التنوخي (ت 447 ه) .
3) أطيب (بالفتح: حال) و هي أطيب منزل: في أحسن أحوالها.
4) ترقرق ماء العين: جال قليل من الدمع في عيني. تحدر الدمع: انهمر، سال بكثرة.
5) أبلج: مشرق. أزهر: أبيض. أبلج في علم الشريعة أزهر: واسع العلم بالشريعة.
6) البرح: الألم. تضيق (كذا في الاصل) . الثرى: التراب، الارض، الدنيا.
7) الربع: المسكن. العامرية: ليلى العامرية محبوبه قيس (مجنون ليلى) -يقول: لا أبكي على مبارحة بغداد لأنني أحب فتاة فيها، بل لأن فيها علماء يعز علي أن أفارقهم. اللوى: التلة المستديرة من الرمل (و سفح اللوى مسكن محبب لأنه يقي من حر الشمس و هبوب الرياح و يكون عنده ماء) . الرسم: الآثار الباقية بعد رحيل أهل الديار. الثنية: الممر في الجبل. لعله يشير الى مكان كانت تسكنه محبوبة لشاعر (عبلة!) .