الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
السرَّاج القاريء
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص209-211
27-1-2016
2546
هو أبو محمّد جعفر بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن جعفر السرّاج، ولد في الأغلب سنة 419 ه (1028 م) و بدأ بسماع الحديث و هو صغير جدّا: سمع أبا عليّ بن شاذان و أبا القاسم بن شاهين و أبا محمّد الخلاّل، و أبا الفتح ابن شيطا و أبا الحسين التوّزيّ و أبا القاسم التنوخيّ و غيرهم. ثمّ جعل يحدّث في المسجد المعلّق في بغداد.
و كان السرّاج القارىء يتطوّف في البلاد: سافر الى مصر و الشام و مكّة، و تردّد مرارا إلى مدينة صور (على ساحل الشام) و سكن فيها زمانا ثمّ عاد الى بغداد حيث توفّي في 11 من صفر سنة 500 ه(13/10/1206 م) في الأغلب.
كان السرّاج القارىء محبّا للعلم و الأدب عارفا بالقراءة و الحديث و الفقه و اللغة و النحو و العروض، كما كان أديبا حسن التحديث و شاعرا غزلا حسن الشعر. و كان للسرّاج القارىء تصانيف عدّة منها: مصارع العشّاق-زهد السودان -أرجوزة في نظائر القرآن-(و أرجوزتان) : نظم التنبيه في الفقه-نظم المناسك (في الحجّ) . غير أنّه قد شهر بكتاب مصارع العشّاق، و هو مجموع روايات و حكايات و أشعار تتعلّق بالعشاق مأخوذة من الأدب القديم و الأدب الاسلامي و الادب المحدث و لكنّ فيها أشياء كثيرة من عالم الخرافة. و الكتاب يقصد إلى الإطراف و العبرة معا. و لم يتّبع المؤلّف في إيراد القصص و الاشعار نسقا معيّنا، فربّما جمع القصص المختلفة في المكان الواحد أو فرّق القصص المتماثلة في أماكن مختلفة، ثمّ هو لم يبدأ كتابه بمقدّمة على عادة المؤلّفين. و كان السرّاج قد أحبّ ثمّ فارقه محبوبه فعمل هذا الكتاب للتأسّي (كي ينسى ظلم الهوى اذا هو ذكر ما نزل بغيره من البلوى) .
و من أبواب كتاب «مصارع العشّاق» :
باب أصل العشق و ما ذكر فيه-باب مفرد من مصارع العشّاق-باب من مصارع العشّاق-باب مصارع عشّاق الطير-باب من حمله هواه على قتل من يهواه-باب خلوات العشّاق-باب مصارع محبّي اللّه عزّ و جلّ-باب مصارع عشاق الحور العين-باب من عجائب محبّي اللّه و ذكر كراماتهم-باب من صعق لوعظ معشوقه -باب الظافرين بأحبابهم مع العفاف بعد أن أشرفوا على الإتلاف.
مختارات من شعره:
- كتب السراج القارىء على الجزء الأول من كتاب مصارع العشّاق (معجم الأدباء 7:159) :
هذا كتاب مصارع العشّاق... صرعتهم أيدي نوى و فراق (1)
تصنيف من لدغ الفراق فؤاده... و تطلّب الراقي فعزّ الراقي (2)
- و له (شهرزور في البيت الثاني اسم بلد في فارس) :
وعدت بأن تزوري بعد شهر... فزوري قد تقضّى الشهر زوري (3)
و موعد بيننا نهر المعلّى... الى البلد المسمّى «شهرزور» (4)
فأشهر صدّك المحتوم حقّ... و لكن شهر وصلك شهرزور (5)
- و من شعره (فيه شيء من النفس الصوفي) :
حبّذا طيف سليمى إذ طوى... حذر الواشي السّرى من ذي طوى (6)
و أتى الحيّ طروقا و هم... بين أجزاع زرود فاللّوى (7)
بتّ أشكو ما ألاقيه، إلى... طيفها الطارق، من مسّ الجوى (8)
أشكر الأحلام لمّا جمعت... بيننا وهنا على رغم النّوى (9)
أيها العاذل، دعني و الهوى... ليس مشغول و خال بالسوى (10)
____________________
1) النوى: البعاد، البعد (عن الحبيب) .
2) لدغ: عض (آذى) . الراقي: الذي يداوي من لدغ الحية و العقرب. عز: قل، كان غير موجود.
3) تقضى: انتهى، انصرم.
4) يقضي الوزن أن نقرأ: و موعد (بضمة واحدة على الدال) . أما المعنى فيقتضي أن تكون القراءة: و موعد (بضمتين على الدال) بيننا (بفتح النون) : الموعد بيننا، موعدنا، نهر المعلى: لقاؤنا عند نهر المعلى.
5) الصد: ميل المحبوب عن المحب. المحتوم: الواقع، الذي لا مفر منه. زور: باطل، زائف.
6) الطيف: الخيال (الذي يرى في النوم) . طوى: قطع المسافة، سار. السرى: السفر ليلا. ذو طوى (بفتح الطاء و كسرها و ضمها) : مكان قرب مكة.
7) الحي: مكان نزول القوم (مسكنهم) . طروقا: في الليل. الاجزاع جمع جزع (بكسر الجيم، و الاليق به أن يكون بفتح الجيم-راجع القاموس 3:13) : الممر بالوادي من مكان الى مكان. زرود: اسم موضع (كناية عن مسكن المحبوبة) . اللوى: ما استدار من الرمل، اسم مكان.
8) الطارق: الآتي ليلا (في المنام) . الجوى: ألم الحب.
9) و هنا: في منتصف الليل. النوى: البعد.
10) العاذل: اللائم (الذي يلوم المحب على أنه احب) . دعني و الهوى (مع الهوى، دعني أبقى محبا) . المشغول: الذي شغله الحب و ملأ قلبه. الخالي: الذي لم يحب بعد. السوى (بكسر السين أو ضمها) : السواء، التماثل.