الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
محمود الورّاق
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج2، ص236-238
30-12-2015
3489
كان محمود بن حسن الورّاق صديقا لأبي عاصم بن وهب، و كان أبو الشبل كوفي المولد بصري المنشأ. و اشتهر الصديقان بالاستهتار في الخمر و المعاصي (غ 13:22،24) .
كان لمحمود الورّاق جارية جميلة أديبة اسمها سكن يحبّها و تحبّه. ثم ان حاشية محمود رقّت فاضطرّ إلى بيعها فاشتراها منه أحد الطاهريين بمائة ألف درهم. فلما أرادت أن تخرج من البيت قالت لمحمود: «أ هذا آخر أمري و أمرك. اخترت عليّ مائة ألف درهم؟» فقال لها محمود، أ فتجلسين على الفقر؟ فقالت: «نعم» . فأعتقها ليتزوّجها؛ ثم قال للطاهريّ: هذا مالك فخذه. و كان الطاهريّ شهما فقال لمحمود: «أما إذا فعلت ما فعلت فالمال لكما. و اللّه، لا رددته إلى ملكي» .
و كانت وفاة محمود الوراق في حدود سنة 230 ه(844 م) و قد أسنّ في الأغلب.
خصائصه الفنّيّة:
محمود الوراق شاعر مكثر، و أكثر شعره في الأدب و المواعظ و الحكم و الأمثال، و ليس يقصّر في هذا الفن عن صالح بن عبد القدّوس (طبقات ابن المعتزّ 368) . و له شيء من الغزل. و شعره الذي وصل الينا مقطّعات قصار.
المختار من شعره:
- لمحمود الوراق مقطوعة بارعة في الأدب (طبقات ابن المعتزّ 368) :
يمثّل ذو الحزم في نفسه... مصائبه قبل أن تنزلا
فإن نزلت بغتة لم ترعه... لما كان في نفسه مثّلا
رأى الهمّ يفضي إلى آخر... فصيّر آخره أوّلا
و ذو الجهل يأمن أيامه... و ينسى مصارع من قد خلا
فان بدهته صروف الزمان... ببعض مصائبه أعولا (1)
و لو قدّم الحزم في نفسه... لعلّمه الصبر عند البلا
-و قال في الغزل (فوات الوفيات 2:357) :
سقيا لأيّام خلت... و كأنّ أوجهها رياض
أيام يحيينا الهوى... و تميتنا الحدق المراض (2)
- و قال:
لبست صروف الدهر كهلا و ناشئا... و جرّبت حاليه على العسر و اليسر
فلم أر بعد الدين خيرا من الغنى... و لم أر بعد الكفر شرّا من الفقر
-و قال محمود الورّاق (البيان و التبيين 3:197-198) :
أ ليس عجيبا بأنّ الفتى... يصاب ببعض الذي في يديه
فمن بين باك له موجع... و بين معزّ مغذّ إليه (3)
و يسلبه الشيب شرخ الشباب... فليس يعزّيه خلق عليه
-الحلم أبلغ في الانتقام:
رجعت على السفيه بفضل حلمي... فكان الحلم عنه له لجاما
و ظنّ بي السفاه فلم يجدني... أسافهه، و قلت له: سلاما
فقام يجرّ رجليه ذليلا... و قد كسب المذلّة و الملاما
و فضل الحلم أبلغ في سفيه... و أحرى أن تنال به انتقاما
-ما إن بكيت زمانا... إلاّ بكيت عليه
و لا ذممت صديقا... إلاّ رجعت اليه
-تعصي الإله و أنت تظهر حبّه... هذا، لعمري، في القياس بديع
لو كان حبّك صادقا لأطعته... إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع
__________________
1) بدهته (جاءته فجأة و بغتة) صروف الزمان (حدثانه و نوائبه-مصائبه) . أعول: رفع صوته بالبكاء و الصياح.
2) الحدق: العيون. المراض: الذابلة من الدلال و الجمال لا من المرض.
3) مغذ: مسرع.