الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
محمد بن عبد الرحمن العَطَوي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج2، ص302-303
30-12-2015
3769
هو أبو عبد الرحمن محمّد بن عبد الرحمن العطويّ بن أبي عطيّة، ولد و نشأ في البصرة، و قد كان مولى لبني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.
أخذ العطويّ في البصرة عن الحسين بن محمّد النجّار (ت نحو 230 ه) مذهب الاعتزال. و كان أتباع النجّار يوافقون أهل السّنّة و الجماعة في أشياء ثم يخالفونهم في أشياء: كان أتباع النجّار ينكرون صفات اللّه و رؤية اللّه يوم القيامة و يقولون بأن القرآن محدث (كما يقول المعتزلة) (1). و يبدو أن العطويّ لم ينظم شعرا في البصرة، و إنّما بدأ قول الشعر لمّا انتقل إلى سامرّا و لزم القاضي أحمد بن أبي دؤاد و تقرّب اليه بالقول بمذهب المعتزلة-و كان ابن أبي دؤاد من المتطرّفين في هذا المذهب-ثم مدحه و تكسّب منه مالا كثيرا. و لمّا توفّي ابن أبي دؤاد، في المحرّم من سنة 240 ه(حزيران-يونيو 951 م) رثاه العطوي. و كان أيضا صديقا للوزير أحمد بن الخصيب (247-248 ه) .
في الاغاني (20:60) : قال اسحاق بن الخصيب الكاتب: جاءني يوما أبو عبد الرحمن العطوي، بعد وفاة عمّي أحمد بن الخصيب بسنتين. . . .» و في شذرات الذهب (2:149) أن أحمد بن الخصيب الوزير توفّي سنة 265 ه؛ و على هذا تكون وفاة العطوي سنة 267 ه(880-881 م) .
خصائصه الفنّيّة:
محمّد بن عبد الرحمن العطويّ مقتدر في الجدال بارع في علم الكلام، و كان يخلط شعره بآراء من هذا العلم. و قد سار شعره على الألسنة و احتذى نفر من الشعراء معانيه. ثم هو كاتب محسن أيضا. أما فنون شعره فهي المدح و الرثاء و الخمريات و الغزل و الحكمة.
المختار من شعره:
-قال محمّد بن عبد الرحمن العطوي يرثي محمّد بن أبي دؤاد:
و ليس صرير النّعش ما تسمعونه... و لكنّه أصلاب قوم تقصّف (2)
و ليس نسيم المسك ريّا حنوطه، و لكنّه ذاك الثناء المخلّف (3)
- و قال في الإنسان الذي لا يكدّ نفسه في جمع المال، و لكنه إذا جمع مالا أنفقه في وجوهه:
أرفه بعيش فتى يغدو على ثقة... أن الذي قسم الأرزاق يرزقه
فالعرض منه مصون لا يدنّسه... و الوجه منه جديد ليس يخلقه (4)
جمعت مالا ففكّر هل جمعت له... يا جامع المال، أيّاما تفرّقه
المال عندك مخزون لوارثه... ما المال مالك إلاّ حين تنفقه
- و قال في الخمر:
أدر الكأس قد تعالى النهار... ما يميت الهموم إلاّ العقار
صاح، هذا الشتاء فاغد عليها... إنّ أيّامه لذاذ قصار
أيّ شيء ألذّ من يوم دجن... فيه كأس على النّدامى تدار (5)
و قيان كأنّهنّ ظباءٌ... فإذا قلن قالت الأوتار(6)
- و قال العطوي في الهوى:
و ما لبس العشّاق ثوبا من الهوى... و لا خلعوا إلاّ الثياب التي أبلي
و لا شربوا كأسا من الحبّ حلوة... و لا مرّة إلاّ و شربهم فضلي
___________________
1) راجع الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي (القاهرة 1367 ه-1948 م)126-127.
2) الاصلاب: الظهور (جمع ظهر) .
3) الحنوط: مواد كيماوية يغسل بها الميت.
4) يخلقه: يبليه (يذله بالسؤال من الناس) .
5) الدجن: الغيم الكثير.
6) القينة: المغنية. -اذا غنت القيان غنت أوتار العود مثلها