الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
كعب بن مالك الانصاريّ
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج1، ص323-325
30-12-2015
8193
هو كعب بن مالك من بني سَلِمة (بفتح السين وكسر اللام) من الخزرج. ولد كعب بن مالك في يثرب نحو عام 25 ق. ه. (598 م)، وكان في نحو الخامسة والعشرين من عمره لمّا شهد بيعة العقبة مع قومه ودخل في الاسلام. ثم انه شهد مع الرسول جميع الغزوات الا تبوك.
في مطلع رجب من سنة 9 ه (أواسط تشرين الاول 630 م) تجهّز الرسول في غزوة إلى تبوك (في مدين، شمال الحجاز) يريد فيما يبدو غزو الروم. وقد تخلّف ثلاثة وثمانون رجلا من المسلمين عن هذه الغزوة بأعذار مختلفة: منهم من كان منافقا، ومنهم من رأى أن ثمر بستانه قد أدرك (في الخريف) فلا يريد أن يتركه، ومنهم من خاف الحرّ وبعد المسافة. ومنهم من كان فقيرا لا يملك راحلة يرحل عليها.
ولم يلق الرسول الروم، فصالح عددا من قبائل أهل شمالي بلاد العرب في أيلة (العقبة) (1) وأذرح ودومة الجندل على الجزية. ولمّا عاد الرسول إلى المدينة جاءه المخلّفون يعتذرون اليه عن تخلّفهم فقبل أعذارهم إلاّ ثلاثة نفر: عبد اللّه بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال ابن أمية، فانه سخط عليهم وترك كلامهم وأمر بأن يتجنب المسلمون كلامهم؛ ثم أمرهم أن يعتزلوا نساءهم أيضا. فبقوا على ذلك خمسين يوما حتى ضاقت بهم الدنيا. ثم نزلت آيتان من سورة التوبة (9:117-118): «لَقَدْ تابَ اَللّهُ عَلَى اَلنَّبِيِّ واَلْمُهاجِرِينَ واَلْأَنْصارِ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ اَلْعُسْرَةِ (2) مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ (3)؛ ثُمَّ تاب عَلَيْهِمْ، إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ؛ وَ عَلَى اَلثَّلاثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا، حَتّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ اَلْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ، وَ ضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ، وَ ظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اَللّهِ إِلاّ إِلَيْهِ، ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا. إِنَّ اَللّهَ هُوَ اَلتَّوّابُ اَلرَّحِيمُ».
وعمي كعب بن مالك في آخر عمره ثم توفّي بين سنة 50 وسنة 55 ه (670-673 م)، وسنّه في نحو السابعة والسبعين؛ وكان عثمانيا من أنصار عثمان بن عفّان.
كعب بن مالك من فحول الشعراء، مكثر مجيد، وخصوصا في الحماسة ووصف الحرب. وكان محدّثا يروي الحديث عن رسول اللّه [صلّى الله عليه وآله].
-المختار من شعره:
قال كعب بن مالك يرثي حمزة بن عبد المطلب، ابن عم الرسول، وقد استشهد يوم أحد (3 ه-625 م) ويخاطب صفيّة بنت عبد المطلب:
صفيّة، قومي ولا تعجزي... وبكّي النساء على حمزة
ولا تسأمي أن تطيلي البكا... على أسد اللّه في الهزّة (4)
فقد كان عزّا لأيتامنا... وليث الملاحم في البزّة (5)
يريد بذاك رضا أحمد ...ورضوان ذي العرش والعزة
وقال في شأن يوم خيبر:
نحن وردنا خيبرا وفروضه... بكلّ فتى عاري الأشاجع مذود (6)
جواد لدى الغايات لا واهن القوى... جريء على الاعداء في كل مشهد (7)
عظيم رماد القدر في كل شتوة... ضروب بنصل المشرفيّ المهنّد (8)
يرى القتل مدحا إن أصاب شهادة... من اللّه يرجوها وفوزا بأحمد (9)
يذود ويحمي عن ذمار محمّد... ويدفع عنه باللسان وباليد
____________________
1) العقبة هذه بلد ساحلي في الشام (اقصى الجنوب من فلسطين). والعقبة التي ورد ذكرها قبل بضعة أسطر من ضواحي مكة.
2) كانت غزوة تبوك تسمى أيضا غزوة العسرة لشدة حاجة المسلمين في ذلك الحين، حتى كان الرجلان يقتسمان التمرة الواحدة.
3) بعد أن كان فريق آخر من المسلمين يميلون إلى التخلف عن هذه الغزوة أيضا.
4) الهزة، (بفتح الزاي): النازلة التي تهز الناس (من الشدة والهول). الهزة (بالكسر): صوت غليان القدر وصوت الرعد (دلالة على الرعب). الهزهزة: الحروب.
5) البزة (بفتح الباء أو كسرها): السلاح (كان أسدا في الحرب إذا لبس سلاحه).
6) خيبر: حصن خيبر (كان لليهود قرب المدينة) فلما غدر اليهود بعهدهم للرسول أجلاهم الرسول عن الحصن وأخرجهم من الحجاز. الفروض جمع فرض: الطريق المؤدية إلى مكان ما. الاشاجع: أصول الاصابع في الكف. عاري الاشاجع: الخفيف اللحم، الذي تكون عروق جسمه بارزة (فيكون جسمه مفتولا غير مترهل-كناية عن الصحة والقوة). المذود: اللسان، وهي هنا بمعنى الذائد المحامي (بلسانه وسيفه).
7) جواد لدى الغايات: حصان جواد (أصيل، سريع) إلى الغايات (يسبق اليها كل أحد غيره). المشهد: المكان تكون فيه المعركة الخ. . .
8) عظيم رماد القدر: يكثر الرماد في مواقده لكثرة ما يشعل من النار لطبخ الطعام (كناية عن كرمه). الشتوة: الشتاء (لأن الحاجة إلى الطعام في الشتاء تكون أكثر، والطعام نفسه يكون قليلا وعزيزا).
9) احمد: من اسماء النبي محمد رسول الله [صّلى الله عليه وآله] .