الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الوشَّاء
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج2، ص426-428
29-12-2015
5372
هو أبو الطيّب محمّد بن أحمد بن اسحاق بن يحيى الوشّاء و يعرف أيضا بالأعرابيّ، تلميذ المبرّد و ثعلب، كان معلّما (للصبيان) في مكتب العامّة. و توفّي الوشّاء سنة 325 ه(936 م) .
خصائصه الفنّيّة:
كان الوشّاء أحد الأدباء الظرفاء، و هو نحويّ و إخباريّ و شاعر رقيق و مصنّف بارع، له من الكتب: كتاب مختصر في النحو، الجامع في النحو، المقصور و الممدود، المذكّر و المؤنّث، خلق الإنسان، خلق الفرس، أخبار صاحب الزّنج، أخبار المتظرّفات، الحنين إلى الأوطان، الزاهر في الأنوار و الزهر (1)، الموشّح، الموشّى، وصايا ملوك العرب من أولاد الملك قحطان بن هود النبيّ، تفريج المهج و سبب الوصول إلى الفرج (سرور المهج و الألباب في رسائل الأحباب) ، الفاضل من الأدب الشامل (الكامل) .
المختار من شعره و كلامه:
- قال أبو الطيّب الوشّاء في النسيب:
لا صبر لي عنك سوى أنني... أرضى من الدهر بما يقدر (2)
من كان ذا صبر فلا صبر لي... مثلي عن مثلك لا يصبر
- و قال في النسيب و الشكوى:
يا من يقوم مقام الروح في الجسد...لا تحسبنّي خليّ البال من سهد (3)
حزني عليك جديد لا نفاد له... أوهى فؤادي و أوهى عقدة الجلد (4)
و الصبر عنك قليل مضرم قلقا... بين الضلوع كصبر الأمّ عن ولد (5)
- من مقدمة الموشّى أو الظرف و الظرفاء:
. . . . يجب على المتأدّب اللبيب و المتظرّف الأريب المتخلّق بأخلاق الأدباء و المتحلّي بحلية الظرفاء أن يعرف، قبل هجومه على ما لا يعلمه و قبل تعاطيه ما لا يفهمه، تبيّن الظرف و شرائع المروءة و حدود الأدب؛ فإنّه لا أدب لمن لا مروءة له، و لا مروءة لمن لا ظرف له، و لا ظرف لمن لا أدب له.
و قد وصفنا في كتابنا هذا (6)، على قدر ما بلغه علمنا و احتوى عليه فكرنا، و جعلناه حدودا محدودة و معالم مقصورة و شرائع بيّنة و أبوابا نيّرة. و شريطتنا على قارئ كتابنا الإقصار عن طلب عيوب خطائنا و الصفح عمّا يقف عليه من إغفالنا و التجاوز عمّا ينتهي اليه من إهمالنا (7). . . . لأنّنا قد تقدّمنا بالإقرار؛ و لا بد للإنسان من عثار. و ليس كلّ الأدب قرأناه، و لا كلّ العلم دريناه؛ و علينا في ذلك الاجتهاد و إلى اللّه الإرشاد. و قلّ ما نجا مؤلّف لكتاب من راصد بمكيدة أو باحث عن خطيئة. و قد كان يقال: من ألّف كتابا فقد استشرف، فإذا أصاب فقد استهدف، و إذا أخطأ فقد استقذف (8). . . .
________________
1) الأنوار جمع نور (بفتح النون) : الزهر الابيض.
2) يقدر: يقضي، يوجب.
3) السهد: الأرق، ذهاب النوم.
4) أوهى: أضعف. الجلد: التجلد، الاحتمال.
5) مضرم: مشعل. كصبر الأم عن ولد: كما تضطر الأم أن تصبر عن موت ولدها (مع الحزن و الاضطراب)
6) هذا الذي ذكرناه في الأسطر السابقة.
7) الاغفال: ترك الشيء قصدا (السبب وجيه عند المغفل) . التجاوز: المرور بالخطأ مرا كريما، العفو، الصفح. الاهمال: ترك الشيء جهلا أو تقصيرا. انتهى إلى علم الشيء: وصل من طريق التعلم أو الاختبار إلى ما لم يصل اليه غيره.
8) استشرف (بالبناء للمجهول) : نظر الناس اليه من بعيد يضعون أكفهم فوق عيونهم (ليتبينوا صورته جلية) . استهدف (بالبناء للمجهول) : جعله الناس هدفا يرمونه بسهام انتقادهم (حقا أو باطلا) استقذف (صيغة مولدة غير موجودة في القاموس) : إذا أخطأ فقد وجب أن يقذفه الناس بالحجارة (أن يبينوا أخطاءه) كأنما هو قد دعاهم إلى ذلك لما أخطأ في التأليف.