الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
السَلامِيُّ الشاعر
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج2، ص579-581
29-12-2015
2736
هو أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد من بني الوليد بن الوليد ابن المغيرة (1) بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، يلتقي نسبه بخالد بن الوليد بالوليد بن المغيرة.
ولد أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه في 6 رجب من سنة 336 ه (٢٢-١-948 م) في الكرخ (الجانب الغربي من بغداد) ، و قد نشأ في مدينة السلام فعرف بالسلاميّ (بفتح السين) و بالبغداديّ.
خرج السلاميّ إلى الموصل، و هو صبيّ (ربّما في حدود سنة 360 ه) ، فاجتمع فيها بالخالديّين و الببّغاء و أبي الحسن التلعفري. ثم إنّ السلاميّ قصد الصاحب بن عبّاد في أرّجان و أقام عنده مدّة. بعدئذ أحبّ أن يتوجّه إلى عضد الدولة في شيراز، فكتب له الصاحب بن عبّاد رسالة إلى أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف الكاتب، كاتب عضد الدولة، فوصله أبو القاسم بعضد الدولة.
نال السلاميّ عند عضد الدولة مكانة رفيعة و درّت عليه الدنيا. و بعد وفاة عضد الدولة (٣٧٢ ه -٩٨٣ م) تراجعت حال السلاميّ و تقلّبت به الدنيا. ثم مات في 4 جمادى الأولى سنة ٣٩٣ ه (١٠-٣-١٠٠٣ م) .
خصائصه الفنّيّة:
السلاميّ شاعر مطبوع محسن، و كانت أمّه أيضا شاعرة. نظم الشعر منذ حداثته الأولى (قيل كان عمره عشر سنين) و قال قصيدا و رجزا، رويّة و ارتجالا. و له السبك المتين و اللفظ العذب. و فنون شعره الوصف البارع و الغزل مع شيء من المجون، و الخمريات، و له مديح و هجاء و عتاب.
المختار من شعره:
- قال السلاميّ يصف درعه: تحسن اليه إذ تدفع عنه الموت ثم هو يسيء اليها غير مفنّد (غير مخطئ) إذ يعرّضها لوقع السيوف:
يا ربّ سابغة حبتني نعمة... كافأتها بالسوء غير مفنّد (2)
أضحت تصون عن المنايا مهجتي... و ظللت أبذلها لكلّ مهنّد
- و قال السلاميّ من قصيدة يمدح بها عضد الدولة:
إليك طوى عرض البسيطة جاعل... قصارى المطايا أن يلوح لها القصر (3)
فكنت و عزمي في الظلام و صارمي... ثلاثة أشباه كما اجتمع النسر(4)
و بشّرت آمالي بملك هو الورى... و دار هي الدنيا، و يوم هو الدهر (5)
- و قال في الغزل:
و فيهن سكرى اللحظ سكرى من الصبا... تعاتب حلو اللفظ حلو الشمائل (6)
أدارت علينا من سلاف حديثها... كؤوسا و غنّتنا بصوت الخلاخل
- و قال السلاميّ يصف مجلسا للخمر، و في قوله شيء من الزندقة:
اشربا و اسقيا فتى يصحب الأيـ...ـام نفسا كثيرة الأوطار
و نفوس الكبار تأنف للـ...ـسادة أن يشربوا بغير الكبار (7)
في جوار الصبا نحلّ بيوتا...عمرت بالغصون و الأقمار (8)
و نصلّي على أذان الطنابيـ...ـر و نصغي لنغمة الأوتار
بين قوم إمامهم ساجد للـ...ـكأس أو راكع على المزمار
_____________________
١) كان الوليد بن الوليد بن المغيرة أخا خالد بن الوليد. . .
2) السابغة: الدرع الواسعة.
3) جاعل-رجل جاعل (فاعل «طوى») . قصارى المطايا-أقصى همها، غاية ما تريده.
4) كما اجتمع النسر (!) .
5) ملك (بسكون اللام) -ملك (بفتح الميم و كسر اللام) .
6) تعاتب (؟) حلو اللفظ (فيها) حلو الشمائل-الاستعارة غير واضحة لي
7) نفوس (الناس) الكبار. . . . بغير (الكؤوس) الكبار.
8) في جوار الصبا لا نزال قريبين من عهد الشباب. . . . عمرت (امتلأت بحسان قاماتهن) كالغصون و (وجوههن) كالبدور.