الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
إبن النديم
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج2، ص566-569
25-12-2015
3556
هو أبو الفرج محمّد بن أبي يعقوب إسحاق النديم الورّاق البغداديّ، كان أبوه ورّاقا (ينسخ الكتب و يجلّدها و يبيعها) في مدينة بغداد، و لكن لا نعرف من أين جاءه لقب النديم، مع شهرته عليه.
ولد أبو الفرج ابن النديم في بغداد سنة ٣٢٠ ه أو قبيل ذلك ثم عمل في الوراقة صناعة أبيه؛ و سافر مع أبيه مرارا إلى الموصل. و كانت وفاته في ١٩ شعبان من سنة 385 ه(١٨-٩-995 م) في الأغلب. و قد كان شيعيّا معتزليا.
خصائصه الفنّيّة:
تقوم شهرة ابن النديم على كتاب الفهرست، و لم يصل إلينا منه إلاّ هذا الكتاب. و ابن النديم أوّل من عرفنا أنه دوّن أسماء الكتب و تكلّم على أصحابها. ثم إنّ كتابه أول سجلّ موضوعي للثقافات التي كانت ظاهرة في القرن الرابع للهجرة (1). و يبدو من مقدّمة كتاب الفهرست أنّ ابن النديم كان يحبّ الإيجاز و يؤثر تدوين النتائج على سوق المناقشات. و لقد جمع في كتاب الفهرست أسماء الكتب و شيئا من الأخبار المتعلّقة بأصحابها مع التطويل أحيانا أو الاختصار (و ربّما أهمل ذلك جملة كما نرى في المقالة المتعلّقة بالشعر و الشعراء) . و في كتاب الفهرست ملاحظات قيّمة جدّا في تاريخ العلوم و تاريخ التأليف. و الكتاب مقسّم عشر مقالات؛ و المقالة تسمّى أيضا جزءا (راجع ص351 ،203) . أما المقالات العشر ففيها:
(١) وصف لغات الأمم و خطوطها ثم ذكر الشرائع و الكتب السماوية: القرآن الكريم و الكتب المؤلّفة في علوم القرآن، ثم التوراة و الإنجيل. (٢) النحو و اللغة و النحويون و اللغويون. (٣) الأخبار و الآداب و الأخباريون و الرواة و الكتّاب (موظّفو الدولة) و المترسّلون و عمّال الخراج و أصحاب الدواوين و أسماء كتبهم ثم أخبار الندماء و المغنّين و المضحكين الخ. (4) الشعر و الشعراء. (5) علم الكلام و المتكلّمون (المعتزلة و الشيعة) و الجبرية و الخوارج و الزهاد و المتصوّفة. (6) الفقه و الفقهاء و المحدّثون. (٧) الفلسفة و العلوم القديمة (الحساب و الهندسة و الموسيقى و التنجيم و الطبّ) الخ. (٨) الأسمار و الخرافات و السحر الخ، ثم الكتب المصنّفة في أسماء شتّى لا يعرف مصنّفوها و لا مؤلّفوها. (٩) المذاهب و الاعتقادات (غير الإسلام و اليهودية و النصرانية) . (١٠) أخبار الكيماويين و الصنعويين (الذين يعملون في محاولة تحويل المعادن الخسيسة كالنّحاس و الرّصاص إلى معادن شريفة كالذهب و الفضّة) .
و قد انتهى ابن النديم من تأليف كتابه هذا سنة ٣٧٧ ه (٩٨٧ م) و جمع فيه أسماء كتب كثيرة. و لا شكّ في أنه رأى معظم هذه الكتب و كان حسن الاطّلاع عليها محيطا بكثير من فنونها. و مع العلم بأنّ معظم هذه الكتب قد ضاع، فانّنا نعرف من أسمائها جانبا كبيرا من الحياة العقلية و الاجتماعية و الفنّية للعرب و للمسلمين في القرون الأربعة الأولى من الإسلام.
المختار من آثاره:
- من مقدّمة كتاب الفهرست:
رب، يسّر برحمتك. النفوس تشراب (2) إلى النتائج دون المقدّمات، و ترتاح إلى الغرض المقصود دون التطويل في العبارات. فلذلك اقتصرنا على هذه الكلمات في صدر كتابنا هذا، إذ كانت دالّة على ما قصدناه في تأليفه -ان شاء اللّه-فنقول، و ايّاه نستعين، و ايّاه نسأل الصلاة على جميع أنبيائه و عباده المخلصين في طاعته، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم:
هذا فهرست كتب جميع الأمم من العرب و العجم الموجود منها بلغة العرب و قلمها في أصناف العلوم و أخبار مصنّفيها و طبقات مؤلّفيها و أنسابهم و تاريخ مواليدهم و مبلغ أعمارهم و أوقات وفاتهم و أماكن بلدانهم و مناقبهم و مثالبهم، منذ ابتداء كلّ علم اخترع إلى عصرنا هذا، و هو سنة سبع و سبعين و ثلاثمائة للهجرة (3).
-مقدار دواوين الشعراء:
قال محمّد بن اسحاق (ص 1457) : غرضنا في هذه المقالة (4)أن نبيّن عن ذكر صنّاع أشعار القدماء (5) و أسماء الرواة عنهم و دواوينهم و أسماء أشعار القبائل و من جمعها و ألّفها، و نذكر، في الفن الثاني من هذه المقالة و (هو) يحتوي على أشعار المحدثين، مقدار شعر كلّ شاعر و المكثر منهم و المقل. و اللّه يعين على ما ألزمناه نفوسنا من ذلك بمنّه و لطفه.
قال محمّد بن اسحاق (ص 159) : قد قلنا في أول هذه المقالة إنّا لا نستحسن أن نطبّق (6)الشعراء لأنّه قد قدمنا (تقدمنا) من العلماء و الأدباء من فعل ذلك. و انّما غرضنا أن نورد أسماء الشعراء و مقدار حجم شعر كلّ شاعر منهم، سيّما المحدثين، و التفاوت الذي يقع في أشعارهم ليعرف الذي يريد جمع الكتب و الاشعار ذلك و يكون على بصيرة فيه. فإذا قلنا إنّ شعر فلان عشر ورقات فانّه إنّما عنينا بالورقة أن تكون سليمانية، و مقدار ما فيها عشرون سطرا، أعني في صفحة الورقة فليعمل على ذلك في جميع ما ذكرته من قليل أشعارهم و كثيرة. و على التقريب قلنا ذلك، و بحسب ما رأيناه على مرّ السنين، لا بالتحقيق و العدد الجزم.
_______________________
1) إن رسائل اخوان الصفا، و هي أيضا صورة للحياة العقلية في القرن الهجري الرابع، قد عنيت بالجانب النظري من الحياة في الأكثر و جاءت بالثقافات ممزوجا بعضها ببعض و على سبيل الرمز ثم اتخذت ما أثبتته منها وسيلة إلى بث آراء اخوان الصفا الدينية في الأكثر.
2) تشراب-تشرإب-تشرئب: تتطلع (ترغب في أن) .
3) ٩٩5 م.
4) المقالة الرابعة.
5) صناع الاشعار (هنا) : الذين يجمعون شعر الشعراء و يدونونها (يرتبونها في دواوين) .
6) أن نطبق الشعراء: أن نجعل الشعراء طبقات (مجاميع بعضها فوق بعض بالإضافة إلى أزمنتها أو إلى درجتها في الشاعرية أو بحسب الفنون الشعرية، الخ) .