التوزيع الجغرافى للطرق المرصوفة والطرق الترابية
المؤلف:
د. محمد خميس الزوكة
المصدر:
جغرافية النقل
الجزء والصفحة:
ص 286 ـ 290
2025-11-11
155
أن الطرق الترابية تفوق في أطوالها الطرق المرصوفة فى محافظات الوجه البحرى حيث بلغت 8091 كيلو مترا وهو ما يوازى 58,32% من جملة أطوال الطرق المختلفة في منطقة الدراسة والبالغة 13874 كيلو مترا عام 1980 ، ويرجع الامتداد الكبير لشبكة الطرق الترابية الى ارتباط معظمها بجسور المجاري المائية الترع والمصارف واسعة الانتشار فى المناطق الزراعية ، والى انخفاض تكلفة تمهيدها وعدم صيانة معظمها بصورة دورية ، وتتسم هذه الطرق بعدم صلاحيتها في معظم الاحيان للنقل الميكانيكي وتعطل النقل عليها خلال فترات سقوط الامطار ، الى جانب كثرة تعرجاتها مما يقلل من اهميتها في مجال النقل السريع وتتباين النسب المئوية لكل من الطرق الترابية والطرق المرصوفة من محافظة لاخرى، تبعا للعديد من العوامل ، لذلك يمكن تصنيف محافظات منطقة الدراسة الى ثلاث مجموعات رئيسية هي:
المجموعة الاولى :
تضم المحافظات التي تقل نسبة الطرق المرصوفة بها عن 40% من جملة طوال الطرق بها وهى الدقهلية (36,53) ، القليوبية (34,95) المنوفية ( 36 / 27%) ، الشرقية ( 26,84) ، الغربية (25,51%) ، ويرجع ذلك الى عدة عوامل يأتى فى مقدمتها اتساع المساحة الكلية للمحافظة وما يتبع ذلك من توافر نطاقات لا تصلح للاستغلال أو ذات أهمية محدودة مما قلل من حاجتها الى طرق مرصوفة ، لذا تنتشر في بعضها الطرق الترابية كما هي الحال بالنسبة لنطاقات عديدة في محافظتي الشرقية 441 / 4195كم2 والدقهلية (16 347كم2).
وكان لتعدد المحلات العمرانية التي تتراوح فى أحجامها بين المتوسطة والصغيرة وانتشارها على نطاق واسع في محافظات الغربية ( 354 محلة عمرانية) والمنوفية ( 319 محلة عمرانية) والقليوبية (198 محلة عمرانية) دور مباشر فى تزايد أطوال الطرق الترابية التى تربط فيما بينها ، ولا يمكن اغفال دور اتساع شبكتي القرع والمصارف فى هذا الصدد لاستخدام جسورها كطرق ترابية ممهدة تربط فيما بين النطاقات المختلفة
المجموعة الثانية :
تشمل المحافظات التي تتراوح نسبة الطرق المرصوفة بها بين(40 - 60%) من جملة الطرق بها ، وهى الجيزة (أمبابة) (58%) والسويس (56,35) والبحيرة (52,02%) وكفر الشيخ ( 28 / 45 %)، ومرد تزايد نسبة الطرق المرصوفة هنا مجموعة من العوامل المتداخلة منها حجم السكان ، النقل الاقتصادي ، تعدد مناطق الاستصلاح الزراعي التي تطلب استصلاح أراضيها واستزراعها توفير شبكة واسعة من الطرق المرصوفة كما في محافظتي البحيرة وكفر الشيخ.
وكان لأهمية الموقع الجغرافي دور كبير فى ارتفاع نسبة الطرق المرصوفة كما في مركز امبابة (الجيزة) القريب من القاهرة ، والسويس التي تمثل مركزا هاما للطرق التى تربط بين القاهرة ومنطقة البحر الاحمر ، الى جانب ضالة حجم المحلات العمرانية في محافظة السويس مما قلل من الحاجة الى الطرق التي تربط فيما بينها عادة وخاصة الترابية منها.
المجموعة الثالثة :
تضم المحافظات التي تزيد نسبة الطرق الموصوفة بها على 60% من جملة أطوال الطرق بها ، وهى الاسكندرية ( 35 ـ 60%) والاسماعيلية (37%) ودمياط (68,64%) وبور سعيد (100%)
ويرجع الارتفاع الكبير لنسبة الطرق المرصوفة في محافظات هذه المجموعة الى عدد من العوامل يأتى فى مقدمتها ضآلة المساحة الكلية باستثناء محافظة الاسماعيلية (923559كم2) حيث تبلغ مساحة بور سعيد (44,78كم2) والاسكندرية ( 395/26كم 2) ودمياط (593٫76كم2) مما قلل من أمكانية اتساع شبكة الطرق الترابية وخاصة أن الاراضي الزراعية هنا محدودة الى حد كبير ، في حين تقسم شبكة الطرق المرصوفة في هذه المحافظات بالاتساع الكبير الوظيفى نسبة السكان الحضر بها وما تبع ذلك من اختلاف بين في التركيب الوظيفى للسكان والذي انعكست آثاره بصورة ايجابية على الثقل الاقتصادي لكل منها ودورها في الاقتصاد القومي وما تطلبه ذلك من ربط جيد بينها وبين باقي جهات البلاد بالطرق المرصوفة التي ارتفعت نسبتها المئوية الى جملة الطرق بها ويرجع ارتفاع نسبة الطرق المرصوفة فى محافظة بور سعيد 100% الى خلوها من الطرق الترابية التي ترتبط عادة اما بالنطاقات الصحراوية أو بالأراضي الزراعية، وتخلو بور سعيد من كلا النمطين من الارض حيث تشكل أراضيها نطاقا صغيرا يمتد عند المدخل الشمالي لقناة السويس ، وتشغل الملاحات مساحات واسعة منه ، فى حين يرجع ارتفاع نسبة الطرق المرصوفة في محافظة الاسماعيلية - 37 62 الى تزايد أهميتها الاستراتيجية بعد حرب أكتوبر عام 1973 والتركيز على تحسين شبكة الطرق المرصوفة بها وتطويرها وخاصة أنها تمثل حلقة ربط حيوية بين دلتا النيل وشبه جزيرة سيناء، الى جانب تعدد المشاريع الاستثمارية داخل المحافظة والتي تطلب تنفيذها توفير شبكة جيدة من الطرق لربطها بأسواق التصريف في المحافظات المختلفة وخاصة القاهرة .
وتتباين أطوال الطرق المرصوفة من محافظة لاخرى تبعا لعوامل المساحة الكلية ، اتساع الزمام المزروع ، توزيع المنشآت الصناعية ، حجم السكان ، مدى تناثر المحلات العمرانية وأحجامها ، يتضح ذلك من تتبع أرقام الجدول رقم (12) الذي يبين توزيع أطوال الطرق المرصوفة على محافظات الوجه البحرى عام 1980 .

الاكثر قراءة في جغرافية النقل
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة