( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )[1].
روى الحمويني باسناده عن علي بن موسى الرضا ، قال : " وحدثنا أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا علي طوبى لمن أحبك وصدّق بك ، وويل لمن أبغضك وكذّب بك ، يا علي محبّوك معروفون في السماء السابعة والأرض السابعة السفلى وما بين ذلك ، هم أهل اليقين والورع والسمت الحسن والتواضع لله تعالى ، خاشعة أبصارهم وجلة قلوبهم لذكر الله ، وقد عرفوا حق ولايتك ، وألسنتهم ناطقة بفضلك وأعينهم ساكبة تحنناً عليك وعلى الأئمة من ولدك ، يدينون الله بما أمرهم به في كتابه ، وجاءهم به البرهان من سنة نبيه ، عاملون بما يأمرهم به أولوا الأمر منهم ، متواصلون غير متقاطعين متحابون غير متباغضين ، إن الملائكة لتصلي عليهم وتؤمّن على دعائهم وتستغفر للمذنب منهم ، وتشهد حضرته وتستوحش لفقده إلى يوم القيامة "[2].
قال القميّ : نزلت في أمير المؤمنين وأبي ذر ، وسلمان والمقداد[3].
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )[4].
روى المحدث البحراني عن الحافظ ابن مردويه بسنده عن محمّد بن علي الباقر عليه السّلام أنه قال : " قوله تعالى : ( اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ) نزلت في ولاية علي بن أبي طالب "[5].
قال شرف الدين : ومعناه أنه سبحانه أمر الذين آمنوا أن يستجيبوا لله وللرسول : أي يجيبوا لله وللرسول فيما يأمرهم به والإجابة الطاعة ، إذا دعاكم يعني الرسول صلّى الله عليه وآله لما يحييكم وهي ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، وإنّما سماها حياة مجازاً لتسمية الشئ بعاقبته وهي الجنة وما فيها من الحياة الدائمة والنعيم المقيم ، وقيل : حياة القلب بالولاية بعد موته في الكفر ، لأن الولاية هي الايمان ، فاستمسك بها تكون من أهل المتمسكين بحبلها وبحبله ليؤتيك الله سوابغ انعامه وفضله ويحشرك مع محمّد وعلي والطيبين من ولده ونجله صلّى الله عليهم[6].
( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )[7].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس ، قال : " لما نزلت :
( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً ) قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من ظلم علياً مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنّما جحد نبوتي ونبوّة ، الأنبياء قبلي "[8].
وروى باسناده عن السدّي عن أصحابه قالوا في قوله تعالى : ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ ) قال : أهل بدر خاصة ، قال : فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا ، وكان من المفتونين فلان ، وفلان . وفلان وهم من أهل الحديث[9].
وروى عن الزبير بن العوام أنه قرأ هذه الآية : ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً ) فقال : " ما شعرت إنّ هذه الآية نزلت فينا إلاّ اليوم يعني يوم الجمل في محاربته علياً "[10].
وروى عن ابن عباس في قوله : ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ) الآية ، قال : " حذر الله أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم إن يقاتلوا علياً "[11].
وروى عن أبي عثمان النهدي قال : رأيت علياً يوم الجمل وتلا هذه الآية : ( وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ ) فحلف علي بالله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت إلاّ اليوم[12].
أقول : روى البحراني في غاية المرام حول هذه الآية من طريق العامة حديثين ومن الخاصة أربعة أحاديث .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ )[13].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن يونس بن بكّار عن أبيه عن أبي جعفر محمّد بن علي في قوله تعالى ذكره : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ ) في آل محمّد ( وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ )[14]
( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )[15].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس في قول الله تعالى : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ ) قال : " تشاورت قريش ليلة بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح محمّد فأوثقوه بالوثاق ، وقال بعضهم : اقتلوه ، وقال بعضهم : بل أخرجوه . فاطلع الله نبيّه على ذلك ، فبات علي بن أبي طالب على فراش النبي تلك الليلة ، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون علياً وهم يظنون أنه رسول الله فلما أصبحوا ثاروا اليه ، فلما رأوا علياً رد الله مكرهم فقالوا : اين صاحبك ؟ قال : لا أدري ، فاقتصّوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا فوق الجبل فمرّوا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا لو دخل ها هنا لم يكن على بابه نسج العنكبوت "[16].
وروى باسناده عنه قال : " لما اجتمعوا لذلك واتعدوا إن يدخلوا دار الندوة ويتشاوروا فيها في أمر رسول الله غدوا في اليوم الذي اتّعدوا ، وكان ذلك اليوم يسمى يوم الرحمة ، فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل عليه بت . . . "[17].
( وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَاب أَلِيم )[18].
روى السيد شهاب الدين أحمد عن سفيان بن عيينة " أنه سئل عن قول الله عزّوجل : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع )[19] فيمن نزلت ؟ فقال للسائل : سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك ، حدثني جعفر بن محمّد عن آبائه رضي الله تعالى عنهم إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم لما كان بغدير خمّ ، نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على ناقة له فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها فقال : يا محمّد أمرتنا عن الله أن نشهد إن لا إله إلاّ الله وإنك رسول الله فقبلنا منك ، وأمرتنا إن نصلي خمساً فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا إن نصوم شهراً فقبلنا وأمرتنا بالحج فقبلنا ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضله علينا وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شئ منك أم من الله عزّوجل ؟ فقال له النبي صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم : والذي لا إله إلاّ هو ، إن هذا من الله عزّوجل ، فولّى الحارث بن النعمان ، وهو يريد راحلته وهو يقول : اللّهم إن كان ما يقوله محمّد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو أتنا بعذاب اليم ، فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله عزّوجل بحجر فسقط على هامته ، وخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله عزّوجل ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع * لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ) رواه الزرندي وقال نقل الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره "[20].
( وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )[21].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى : ( وَمَا كَانُواْ ) يعني كفار مكة ( أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ ) يعني عن الشرك والكبائر ، يعني علي بن أبي طالب وحمزة وجعفراً وعقيلا ، هؤلاء هم أولياؤه ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )[22].
( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْء فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ )[23].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد ، عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه ، عن جده عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب في قوله الله تعالى : ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْء ) الآية ، قال : لنا خاصة ، ولم يجعل لنا في الصدقة نصيباً كرامة أكرم الله تعالى نبيه وآله بها وأكرمنا عن أوساخ أيدي المسلمين "[24].
وروى باسناده عن مجاهد قال : " كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته لا تحلّ لهم الصدقة فجعل لهم الخمس "[25].
وروى الطبري باسناده عن ابن الديلمي ، قال : " قال علي بن الحسين رضي الله عنه لرجل من أهل الشام : أما قرأت في الأنفال : ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْء فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ) الآية ؟ قال : نعم ، قال . فإنكم لأنتم هم ؟ قال : نعم "[26].
وروى باسناده عن المنهال بن عمرو ، قال : " سألت عبد الله بن محمّد بن علي وعلي بن الحسين عن الخمس ، فقال : هُو لنا ، فقلت لعلي : إن الله يقول ( وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) فقال : يتامانا ومساكيننا "[27].
( وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ )[28].
روى المتقي الهندي عن أبي الحمراء قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم رأيت ليلة أسري بي مثبتاً على ساق العرش : إني أنا الله لا آله غيري خلقت جنة عدن بيدي ، محمّد صفوتي من خلقي ، أيّدته بعلي نصرته بعلي "[29].
وروى ابن حجر باسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً قال : " لما عرج بي رأيت على باب الجنة مكتوباً لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله ، علي حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله ، على باغضهم لعنة الله "[30].
وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : رأيت ليلة أسري بي إلى السماء على العرش مكتوباً : لا إله إلاّ أنا وحدي لا شريك لي ، ومحمّد عبدي ورسولي أيدّته بعلي ، فذلك قوله : ( هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ )[31].
وروى باسناده عن أنس قال : " قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوباً : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله أيّدته بعلي نصرته بعلي "[32].
وروى ابن عساكر باسناده عن أبي هريرة قال : " مكتوب على العرش لا آله إلاّ الله وحدي لا شريك لي ، ومحمّد عبدي ورسولي أيدته بعلي ، وذلك قوله في كتابه ( هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) على وحده "[33].
أقول : روى البحراني في غاية المرام حول هذه الآية من طريق العامة سبعة أحاديث ومن الخاصة حديثين .
وقال العلامة الحلي في منهاج الكرامة : وهذه من أعظم الفضائل التي لم تحصل لغيره فيكون هو الإمام [34].
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )[35].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه في قوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) قال : " نزلت في علي "[36].
روى السيد البحراني باسناده عن أبي هريرة قال : نزلت هذه الآية في علي ابن أبي طالب عليه السّلام وهو المعني بقوله المؤمنين[37].
وقال العلامة الحلي في منهاج الكرامة : وهذه فضيلة لم تحصل لأحد من الصحابة غيره فيكون هو الإمام[38].
( وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْء عَلِيمٌ )[39].
روى السيد شهاب الدين أحمد باسناده عن زيد بن علي بن الحسين عليه السّلام قال : " كان ذاك علي بن أبي طالب ، كان مؤمناً مهاجراً ذا رحم "[40].
وروى العياشي باسناده عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه ، قال : دخل علي عليه السّلام على رسول الله صلّى الله عليه وآله في مرضه وقد أغمي عليه ورأسه في حجر جبرئيل ، وجبرئيل في صورة دحية الكلبي ، فلما دخل علي عليه السّلام قال له جبرئيل : دونك رأس ابن عمك فأنت أحقّ به مني ، لانّ الله يقول في كتابه : ( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللّهِ ) فجلس علي وأخذ رأس رسول الله فوضعه في حجره ، فلم يزل رأس رسول الله في حجره حتى غابت الشمس ، وإنّ رسول الله أفاق فرفع رأسه فنظر إلى علي فقال : يا علّي ، اين جبرئيل ؟ فقال : يا رسول الله ما رأيت إلا دحية الكلبي دفع إليّ رأسك قال : يا علي دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني ، لانّ الله يقول في كتابه : ( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللّهِ )[41] فجلست وأخذت رأسك فلم تزل في حجري حتى غابت الشمس . فقال له رسول الله : أفصليت العصر ؟ فقال لا قال : فما منعك أن تصلي ؟ فقال : قد أغمي عليك وكان رأسك في حجري فكرهت أن أشقّ عليك يا رسول الله وكرهت أن أقوم واصلي وأضع رأسك ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : اللهم إن كان في طاعتك وطاعة رسولك حتى فاتته صلاة العصر ، اللهم فردّ عليه الشمس حتى يصلي العصر في وقتها قال : فطلعت الشمس فصارت في وقت العصر بيضاء نقيّة ، ونظر إليها أهل المدينة وإنّ علياً قام وصلّى فلما انصرف غابت الشمس وصلوا المغرب[42].
( مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَع يَوْمَئِذ آمِنُونَ * وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )[43].
روى القندوزي باسناده عن أبي عبد الله الجدلي قال : قال لي علي " يا أبا عبد الله إلاّ أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنة ، والسيئة التي من جاء بها أكبّه الله في النار ، ولم يقبل معها عملا ؟ قلت : بلى ، قال : الحسنة حبنا والسيئة بغضنا ورواه في المناقب عن عبد الرحمن بن كثير عن جعفر الصادق عن أبيه وزاد : " الحسنة معرفة الولاية وحبّنا أهل البيت ، والسيئة انكار الولاية وبغضنا أهل البيت .
وفي المناقب بسنده عن جابر الجعفي عن الباقر في قوله عزّوجل : ( وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً )[44] قال : من توالى الأوصياء من آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الأولين حتى تصل ولايتهم إلى آدم وهو قول الله عزّوجل : ( مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا )[45] وهو دخول الجنة ، وهو قول الله عزّوجل : ( قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْر فَهُوَ لَكُمْ )[46] يقول : أجر المودّة التي لم أسألكم فهو لكم تهتدون بها وتسعدون بها وتنجون من عذاب يوم القيامة .
وعن ابن كثير عن الصادق قال : قوله تعالى : ( مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا )[47] قال : هي للمسلمين عامّة ، وأما الحسنة التي من جاء بها ( فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَع يَوْمَئِذ آمِنُونَ ) فهي ولايتنا وحبنا[48].
[2] فرائد السمطين ج 1 ص 310 رقم / 248 .
[3] تفسير القمّي ج 1 ص 255 .
[5] غاية المرام الباب السابع والثمانون ومائة ص 428 .
[6] تأويل الآيات الظاهرة ص 109 مخطوط .
[8] شواهد التنزيل ج 1 ص 206 ص 207 ص 208 ص 209 رقم / 269 - 273 / 274 / 277 / 280 .
[9] شواهد التنزيل ج 1 ص 206 ص 207 ص 208 ص 209 رقم / 269 - 273 / 274 / 277 / 280 .
[10] شواهد التنزيل ج 1 ص 206 ص 207 ص 208 ص 209 رقم / 269 - 273 / 274 / 277 / 280 .
[11] شواهد التنزيل ج 1 ص 206 ص 207 ص 208 ص 209 رقم / 269 - 273 / 274 / 277 / 280 .
[14] شواهد التنزيل ج 1 ص 205 رقم 268 .
[16] شواهد التنزيل ج 1 ص 211 رقم 283 .
[17] شواهد التنزيل ج 1 ص 213 رقم 287 ، وقد تقدم نصّه الكامل في خبر الهجرة ومبيت علي عليه السّلام .
[20] توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 314 مخطوط .
[22] شواهد التنزيل ج 1 ص 216 رقم / 289 .
[24] شواهد التنزيل ج 1 ص 218 ص 220 رقم / 292 / 296 .
[25] شواهد التنزيل ج 1 ص 218 ص 220 رقم / 292 / 296 .
[26] جامع البيان ( الطبري ) ج / 10 ص 5 ص 8 .
[27] جامع البيان ( الطبري ) ج / 10 ص 5 ص 8 .
[29] كنز العمّال ج 11 ص 624 رقم / 33040 .
[30] لسان الميزان ج 4 ص 194 رقم / 515 .
[31] شواهد التنزيل ج 1 ص 224 رقم / 229 ، ورواه السيوطي في الدر المنثور ج 3 ص 199 والكنجي في كفاية الطالب ص 234 .
[32] شواهد التنزيل ج 1 ص 224 / 300 ، تاريخ بغداد ج 11 ص 173 .
[33] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 419 رقم / 919 .
[34] البرهان الثالث والعشرون .
[36] شواهد التنزيل ج 1 ص 230 رقم / 305 .
[37] البرهان في تفسير القرآن ج 2 ص 92 رقم 1 .
[38] البرهان الرابع والعشرون .
[40] توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 315 مخطوط .
[42] التفسير ج 2 ص 70 رقم / 82 .
[43] سورة النمل 89 - 90 .
[47] سورة الأنعام : 160 .
[48] ينابيع المودة الباب الخامس والعشرون ص 98 .
الاكثر قراءة في مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة