الإمام علي "ع" في سورة الأنعام
المؤلف:
السيد محمد هادي الميلاني
المصدر:
قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة:
ج 2، ص268-270
2025-10-24
30
( وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَة ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَإَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )[1].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس في قوله : ( وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا ) الآية قال : نزلت في علي بن أبي طالب وحمزة وجعفر وزيد "[2].
( الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْم أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ )[3].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس في قول الله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُواْ ) يعني صدقوا بالتوحيد ، هو علي بن أبي طالب ( وَلَمْ يَلْبِسُواْ ) يعني لم يخلطوا ، نظيرها : ( لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ )[4] يعني لم تخالطون ؟ ولم يخلطوا ايمانهم ( بِظُلْم ) يعني الشرك ، قال ابن عباس : والله ما آمن أحد إلا بعد شرك ما خلا علياً ، فإنه آمن بالله من غير أن يشرك به طرفة عين ( أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ ) من النار والعذاب ( وَهُم مُّهْتَدُونَ ) قال أبو جعفر : يا أبان أنتم تقولون هو الشرك بالله ونحن نقول إنّ هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب عليه السّلام لأنّه لم يشرك بالله طرفة عين قط ولم يعبد اللات والعزى ، وهو أوّل من صلّى مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم القبلة وهو أول من صدّقه ، فهذه الآية نزلت فيه[5] .
( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )[6]
روى قتادة عن الحسن البصري في قوله : ( هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً ) قال : يقول هذا طريق علي بن أبي طالب وذرّيته طريق مستقيم ودين مستقيم فاتبعوه وتمسّكوا به ، فإنه واضح لا عوج فيه[7].
وعن ابن عباس : " كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يحكم وعليٌ بين يديه مقابله ورجل عن يمينه ورجل عن شماله فقال : اليمين والشمال مضلة والطريق السوي الجادة ، ثم أشار بيده : إن هذا صراط علي مستقيم فاتبعوه "[8].
وروى القندوزي باسناده عن محمّد الباقر وجعفر الصادق عليهما السلام ، قالا : " الصراط المستقيم ، الإمام ، ( وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ ) يعني غير الإمام ، فتفرق بكم عن سبيله ، ونحن سبيله "[9]
وروى فرات بن إبراهيم الكوفي باسناده عن حمران ، قال سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول في قول الله : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) قال علي عليه السّلام والأئمة من ولد فاطمة عليها السلام هم صراطه فمن أتاه سلك السبيل[10].
وقال شرف الدين : ذكر علي بن يوسف بن جبر رحمه الله في كتابه ( نهج الايمان ) قال : الصراط المستقيم هو علي بن أبي طالب عليه السّلام في هذه الآية . لما رواه إبراهيم الثقفي في كتابه باسناده إلى بريدة الأسلمي ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) قد سألت الله إن يجعلها لعلي ففعل ، فقوله يجعلها لعلي عليه السّلام أي سبيله التي هي صراطه المستقيم وسبيله القويم الهادي إلى جنات النعيم[11].
( مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ )[12].
روى القندوزي عن محمّد بن زيد بن علي عن أبيه ، قال : " سمعت أخي محمّد الباقر عليه السّلام يقول : دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين فقال له : يا أبا عبد الله ألا أخبرك عن قول الله عزّوجل ( مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ . . . ) قال : بلى جعلت فداك ، قال : الحسنة حبّنا أهل البيت والسيئة بغضنا أهل البيت " ![13].
وروى البدخشي بسنده عن علي قال : " الحسنة حبنا أهل البيت ، والسيئة بغضنا من جاء بها أكبّه الله على وجهه في النار "[14].
[2] شواهد التنزيل ج 1 ص 196 رقم 254 ، ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره ص 42 والحبري في ما نزل من القرآن في أهل البيت ص 56 ، والسيد البحراني في البرهان في تفسير القرآن في ج 1 ص 527 رقم / 7 .
[5] تفسير فرات الكوفي ص 41 .
[7] غاية المرام المقصد الثاني ص 434 .
[9] ينابيع المودة الباب الثالث والثلاثون ص 111 .
[10] تفسير فرات الكوفي ص 41 .
[11] تأويل الآيات الظاهرة ص 94 مخطوط .
[12] سورة الأنعام : 160 .
[13] ينابيع المودة الباب الخامس والعشرون ص 98 .
[14] مفتاح النجاء : ص 10 .
الاكثر قراءة في مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة